الخميس، 21 يوليو 2016

غولن وأردوغان… صداقة تحولت إلى عداء متبادل

غولن وأردوغان… صداقة تحولت إلى عداء متبادل 

 
Jul 21, 2016
 
 10
اسطنبول ـ أظهرت المحاولة الانقلابية الفاشلة في تركيا حجم الصراع والتصدع القائم بين الرئيس أردوغان والداعية فتح الله غولن داخل تركيا وخارجها. قبل سنوات قليلة كان غولن وأردوغان حليفين بأهداف مشتركة. فما سر هذا التحول؟
يعد فتح الله غولن (75 عاماً) الداعية الإسلامي الأكثر نفوذا في تركيا. وقد أنشأ أنصاره شبكة من الفروع لحركته “خدمة” التي تنشط في العديد من بلدان العالم بما فيها ألمانيا. وتهدف هذه الحركة الدينية إلى كسب أتباع لها من خلال أنشطة مؤسسات تعليمية ووسائل إعلام مختلفة. إضافة إلى المواقف المنطلقة من الدين يهدف أنصار فتح الله غولن إلى تحقيق النجاح في المجالين التعليمي والمهني. ومن خلال هذا التوجه ارتفعت نسبة عدد أتباع الحركة الذين حصلوا على مناصب سامية في مؤسسات الدولة.
حزب العدالة والتنمية لم يكن ـ ولفترة طويلة ـ يرى في حركة غولن أية مشكلة في الماضي. لكن العكس هو ما حصل تماماً. آنذاك اعتبر حزب العدالة والتنمية أن أنصار غولن أصبحوا داخل مؤسسات الدولة بمثابة قوة موازية ومنافسة لأنصار كمال أتاتورك الذين يتشكلون نخبة تقليدية ذات توجه غربي. وهي نخبة مؤيدة للفصل بين الدولة والدين كما كان يريدها مؤسس الجمهورية التركية مصطفى كمال أتاتورك.
العداء بين حلفاء الأمس
وقبل بضع سنوات كان فتح الله غولن والرئيس التركي الحالي رجب طيب أردوغان يتقاسمان نفس الأهداف، وهي العمل على إضعاف القوة السياسية لسلطة الجيش ومساعدة المحافظين على تحقيق الرفاهية في السلم الاجتماعي. وبدأ أول تصدع للعلاقات بين الجانبين أواخر عام 2013 عندما اتهم اردوغان حركة غولن بالوقوف وراء فضيحة الفساد التي تم فيها اتهام العديد من السياسيين البارزين من محيط أردوغان.
ولد غولن في قرية صغيرة بمحافظة أرضروم (شرقي تركيا). وكان والده إماماً. وكرس وقته في وقت مبكر للدراسات الدينية. وبدأت أنشطته الملحوظة كواعظ في تركيا، غالبا ما أمام الطلاب، في وقت لاحق خارج تركيا.
حياة المنفى الاختياري
ويعيش غولن منذ عام 1999 في المنفى الاختياري بالولايات المتحدة الأمريكية في ولاية بنسلفانيا. ونادراً ما يجري مقابلات صحفية. رحيله إلى الولايات المتحدة كان في الأصل من أجل الخضوع للعلاج الطبي. لكنه لم يكن يضع في الحسبان أن حليفه السابق أردوغان سينقلب عليه بعد أن ازداد نفوذه في تركيا.
وفي عام 2012 سألت صحيفة “فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ” الألمانية غولن عن سبب عدم عودته إلى تركيا، فأجاب: “بسبب الأكاذيب التي تنشر ضدي وغيرها من القذف والتشهير”. وأضاف أنه يخشى أن يتم استغلال عودته من طرف البعض واستخدامها “كفرصة للمس بالمكتسبات الديمقراطية في تركيا”.
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق