بني وليد بين التشويه.. والتهميش
2/2/2012
د. أبوعبدالله بن غيث الورفلي
نحن قلوبنا تحمل الناس …وتشد الغوالي في شديد محبة”
نحن صدورنا تلاقي الرصاص…وتفدي تراب الوطن حبه حبه
خلك شاهد ياصبي…إديدش أو تبع جرتي..
أوشد الفرس والجامها واسندني..واركب أو حاذيني أوزيد إنشدني”
هكذا علمنا أجدادنا، وهكذا تربينا على تحمل الناس، وحب الوطن، والذوذ عنه، وعلى أي مشكك أن يفتش في تاريخ الجهاد الليبي، غير المزور، ليقف على حقيقة بني وليد وأهلها وقبيلة ورفلة بشكل عام. لقد تعرضت بني وليد وقبائلها المنتشرة في ربوع ليبيا إلى أشد أنواع التشويه والتهميش ليس الآن فحسب، وإنما في عهد النظام المنهار. فسياسة التهميش قد إتبعها النظام السابق منذ بداية حكمه، حيث وضع فيتو ضد تقلد أي ورفلي لمنصب عالي في الدولة بإستثناء قلة قليلة لايتجاوز عددهم أصابع اليد الواحدة تجمعهم به قواسم مشتركة، والسبب لأنه يعرف ورفلة اكثر من غيره، من حيث صلابة مواقفها، وعدم سهولة إنصياعها إلى أوامره.
وفي إطار التهميش حاول
النظام السابق كل جهده أن يحول القبيلة إلى طبقة من الجند. وفي هذا
السياق، ذكر لي أحد أبناء بني وليد وهو الدكتور عبدالله كنشيل (احد
المناضلين القدامى وأحد المهمشين من قبل النظامين) ذكر لي، عندما كنا ندرس
ببريطانيا في بداية التسعينيات من القرن الماضي، أن بني وليد بها عدد كبير
من المدارس الإعدادية ومدرسة ثانوية واحدة فقط والسبب هو تجنيد أكبر عدد من
أبنائها، الدارسين بالمرحلة الإعدادية، من قبل النظام السابق، وذلك وفق
خطة عسكرة المجتمع الليبي لترويضه وتجهيله، وهي إحدى سمات الأنظمة
الشمولية.
ودليل آخر على تهميش المدينة هو إصرار القذافي شخصيا على تبعيتها الإدارية إلى مصراتة.
والتشويه والتهميش زادت
حدته بشكل واضح بعد إنتفاضة أكتوبر 93، التي قادها أبناء ورفلة ووشي بهم
إخوتهم الليبيين بمساعدة المخابرات الغربية (وأحيلكم إلى إرشيف جبهة
الإنقاذ لمزيد من التفصيل)، تلك الإنتفاضة التي جعلت القذافي يجن جنونه حتى
كاد أن ينهار بسبب المواقف المتصلبة للقبيلة،و رفضها
طلبه بهدر دم أبنائها الذين إنخرطوا في ذلك العمل الوطني البطولي أو حتى
إدانتهم، فما كان من القذافي إلا أن طاف بكل المدن والقبائل الليبية التي
إستقبلته إستقبالا منقطع النظير حيث نحرت له أفضل نوقها، وأهدت له (وهو
العبد الفقير) أحسن وأعلى ما عندها من خيل.
والحقيقة أن تلك
الإستقبالات لم تكن تخطر على بال القذافي حتى عندما كان في أوج قوته، ما
بالك بعد محاولة الإطاحه به ونزع شرعيته من قبل أكبر قبيلة بليبيا. وبعد
مالمسه القذافي من مؤازرة كل القبائل والمدن الليبية، دون إستثناء، التي
مدت له يد العون، بل طلبت منه السماح لها بسحق القبيلة الخائنة ورفلة!!،
ولو لا رحمة من الله لقضي الأمر وأصبحت هذه المدينة والقبيلة نسيا منسيا
(ستر الله باقي).أكرر بعدما تحقق القذافي من دعم المدن
والقبائل الليبية في مواجهة قبيلة ورفلة، إنفرد بالقبيلة الرجعية!! وسامها
سوء العذاب، فحاصرها إقتصاديا،وزج بالكثير من أبنائها بالسجون، وتحولت بعدها إلى مرتع للمخدرات لتضييع وتشتيت أفكار من نجى منهم، وأطبق سيطرته الأمنية عليها.
وقد إستمر مسلسل التشويه أثناء ثورة فبراير بفعل الأجهزة الأمنية للنظام السابق، حيثكان
جنوده بقومون بالكتابة على الجدران بشكل يوحي بأن من يدافع عنه هم ورفلة،
كما أمرهم أمراءهم أن يقولوا في حالة وقوعهم في الأسر أنهم ينتمون إلى
قبيلة ورفلة، وخير شاهد على ذلك هو إعترافات إمجاهد القذافي الموجود حاليا
بمدينة مصراتة.والأدهى والأمر أن مسلسل التشويه والتهميش
لازال مستمرا بعد نجاح الثورة لعدم تمكن الليبيون من إستيعاب ما كان يخطط
لهم (أنظر على سبيل المثال المقال المنشور بصحيفة الوطن الليبية تحت عنوان
وزير الدفاع و مشائخ بني وليد وما تضمنه من إفتراءات).
ما جرني إلى هذا الحديث
هو إستمرارحملة التشويه الممنهج التي تتعرض له بني وليد، وقبيلة ورفلة
بشكل عام، خاصة بعد نجاح الثورة وحلم الليبيون بدولة القانون والعدالة، رغم
أن من أوائل شهداء الثورة في بنغازي كانوا من أبنائها، نذكر منهم، على
سبيل المثال لا الحصر، الشهيد مهدي زيو الورفلي والعميد طيار حسين عوض
الورفلي، الأول هو الذي إقتحم بسيارته كتيبة الفضيل بوعمر ببنغازي والثانيأول من إنشق من السلاح الجوي ومن أوائل من قاد الطائرات دفاعا عن بنغازي حتى أستشهد.
في الأيام القليلة
الماضية، وتاكيدا لما ذكر أعلاه، ظهرت علينا القنوات والصحف الليبية بأخبار
ليس لها أساس من الصحة، مفادها سيطرة أزلام النظام المنهار على مدينة بني
وليد، وللأسف الشديد أن مصدر هذه المعلومات هو أحد الأشخاص المحسوبين على
الثوار من أهل المدينة، فحكت الحكومة الليبية رأسها وأجنابها وعلمت عندها
فقط بوجود مدينة إسمها بني وليد، وقامت بإرسال ليس فريقا لتقصي الحقائق بل
طائرات عسكرية للتحليق فوق المدينة المتمردة!!، وهاجوا الليبيون وماجوا
والبعض إرتعدت فرائسه من هول الحدث، وإذا بالقصة مفبركة ومضخمة من شخص أو
أشخاص مصابين بداء التسلط والتعجرف ولو كان على حساب الوحدة واللحمة
الوطنية.
ولعل ما يتعرض له
الدكتور محمود جبريل لدليل آخر على سياسة التهميش الممنهج ضد القبيلة، فعلى
الرغم من التضحيات الجسام التي قام بها الدكتور محمود جبريل في نصرة ثورة
فبراير، إذ يرجع له الفضل بعد الله سبحانه وتعالى في كسب الإعترافات
الدولية بشرعية المجلس الإنتقالي، وذلك لما يتمتع به الدكتور محمود من خبرة
إستراتيجية دولية وسمعة أكاديمية على مستوى العالم، ومع ذلك كله تعرض
ويتعرض إلى التشويه والتهميش، مرة بدعوى القبلية، ومرة بدعوى العلمانية،
وتارة أخرى بالدكتاتورية، وقد خرجت هذه الصيحات من فئات مختلفة دينية
وسياسية وقبلية، والسبب الرئيسي يرجع، في تقديري، إلى إنتمائه إلى قبيلة
ورفلة الشريفة. فعلى سبيل المقارنة ببعض الشخصيات التي تتصدر اليوم المشهد
السياسي الليبي يطرح تساءل:- ما هو الدور الذي قدمه كل منهم قياسا بما قدمه
الدكتور جبريل؟ إنها القبلية والجهوية والأيدلوجية المقيتة ياسادة.
ودليل آخر على التهميش هو عدم وجود ممثل عن المدينة بالمجلس الوطني
الإنتقال في حين أن بعض المدن الأخرى لها أكثر من ممثل، ألم يدعو هذا إلى
الدهشة والإستغراب في ظل دولة ليبيا الجديدة؟
على أي حال نحن اليوم أمام أمرين لا ثالث لهما:
1- إما العمل على إرساء
دولة القانون والمساواة، دولة دستورية تضمن الحقوق السياسية لجميع أبناء
الوطن دون تهميش أو تشويه أو إقصاء، والعمل على إنتشال المجتمع الليبي من
ثقافة التخلف، الثقافة القبلية والجهوية المنحطة (وهو ما نصبوا إليه ونعمل
من أجله).
2- أو الرجوع بنا للجهوية والقبلية وتحالفاتها وثقافتها الجاهلية الضيقة وما قد يترتب عليها من حرب أهلية (وهو
ما نرفضه ونعمل ضده ونأمل أن لا نجبرعليه).
هناك مسألة أخرى لا بد
من التعريج عليها وهو موضوع السلاح وإنتشاره، وهو أمر ينبغي التعامل معه
بموضوعية وحكمة، وذلك بأن يتم نزع السلاح من الجميع دون إستثناء وأن يكون
تحت تصرف وزارة الدفاع وحدها دون غيرها كما هو معمول به في كل دول العالم،
أما القول بنزع السلاح من بعض المدن دون غيرها فهو مرفوض وطنيا لأنه سيؤجج
نار الفتنة ويتير النعرات القبلية والجهوية ويعوق العملية السياسية
الديمقراطية.
كان الأجدر بالمجلس
الوطني الإنتقالي المؤقت والحكومة الإنتقالية المؤقتة أن يهتما بهذه
المدينة ويضعا حدا لسياسة التهميش والتشويه الممنهج الذي بداها القذافي
وأستمر إلى هذا اليوم، حيث لم يلتفت الحكام الجدد إلى هذه المدينة الفقيرة والتي رغم فقرها لم يرحمها اشباه الثوار عند دخولهم لها فعاثوا فيها فسادا، مما سبب في إمتعاض وإستياء الكثير من أهاليها.
ومع ذلك كله، ستظل بني
وليد، كعادتها دائما، قلعة شامخة أبية مناصرة للحق ومدافعة عن تراب الوطن
ووحدته، ولن تكون وكرا لأزلام القذافي ولا لغيره، بني وليد التي شهدت أول
إنتفاضة شعبية عارمة ضد النظام السابق في عامي 93 و94 من القرن الماضي،
عندما كان يصفق ويهتف له الجميع، لن تخذلكم كما خذلتوها أنتم من قبل ومن
بعد، لأن قلوب أهلها كما تضمنته الأبيات المذكورة أعلاه، تحمل الناس،
وتترفع عن هفواتهم، ولن يتخلوا أو يترددوا في المساهمة في بناء ليبيا
الجديدة والدفاع عنها..ليبيا العدالة والمساواة ودولة القانون التي طالما
حلمنا بها.
تصبحون على عدل
د.أبوعبدالله بن غيث الورفلي
تحرير.
ونحن نقدر موقف ورفلة ونحترمه ونحترم موقفهم مهما كان واحتراماً لمواقف رجال ورفلة معنا في الثورة سوف تقدر قبيلة ورفلة ذلك مهما فعل السفهاء منهم
لم اتمكن ان اكمل قراءة المقال لاسباب نفسية اهمها كرهي لهذه القبيلة بالذات لبقائها في صف الطاغية الى هذا اليوم ، اود ان احذر الورفلية من التلاعب بالانساب فيجب على المسلم ان يتحرى من النسب قبل الكلام فيه قال الله سبحانه ادعوهم لابائهم فمن المغالطات الكبيرة وصفكم البطل محمد الحلبوص صاحب العينين الزرقاوين بان من قبيلة ورفلة بينما انه من نسل اولئك الضباط العثمانيين الاتراك الكراغلة الذين جاهدوا في الله ونصروا دينه وحرروا ليبيا بالذات من براثن القوات الصليبية وعدد قبائلهم خمسة عشر في مصراتة جذورها وفي كل ليبيا فروعها ،ففيما مضى كان الكذب سهلا دون رقيب اما اليوم فالتاريخ مفتوح على مصرعيه في انتضار من يقراه.الله اكبر