زلزال تركيا.. يهز العروش!
زلزال تركيا.. يهز العروش!
زلزال
تركيا- منذ ساعات- لم يكن هو الأول في تاريخ تركيا الحديثة، منذ أيام كمال
أتاتورك.. وبالمناسبة كلمة «أتاتورك» من جزءين يعنيان «أبو الأتراك».. ولن
يكون الانقلاب الأخير.. فالفشل لا يعني القضاء على الفكرة.. إذ إن البذرة
موجودة، لسبب جوهري هو حلم القفز علي السلطة.. والتنعم بخيراتها.. ونعيمها.
وربما
لا تنافس تركيا- في عدد الانقلابات- إلا انقلابات سوريا والعراق. ولكن يظل
الجيش التركي هو حامي حمى العلمانية التي وضع أساسها في تركيا- مصطفي كمال
«أتا.. تورك» بل المؤكد ان انقلاب «أتاتورك» علي السلطان العثماني، كان هو
أول انقلاب حديث في المنطقة كلها.. حتي قبل أول انقلاب عراقي وانقلاب رشيد
عالي الكيلاني في أوائل الأربعينيات. ثم كانت انقلابات سوريا عقب هزيمة
العرب في حرب فلسطين الأولي عام 1948.
<<
وإذا كانت الانقلابات العراقية هي الأكثر دموية وتصفوية وبالذات انقلاب
يوليو 1958 واضطرار نوري السعيد- وكان رمزاً للحكم بالعراق- إلي ارتداء
ملابس النساء.. لينجو بجلده لولا أن فضحه حذاؤه الرجالي فقتلوه وسحلوه..
كما تم قتل الملك الشاب فيصل الثاني.. وخاله الذي كان وصياً على عرشه ثم
ولياً لعهده الأمير «عبدالإله».
نقول
إذا كانت الانقلابات العراقية هي الأكثر دموية في المنطقة فإن انقلابات
تركيا لا تقل عنفاً ودموية عنها. وظهرت ملامح هذا العنف الدموي في المذابح
التي وقعت حتي الآن لعناصر الانقلاب.
<<
ولكن ما هو أخطر من المذابح.. هو هذه التصفيات السريعة والعاجلة للضباط
والجنود الذين خططوا أو قاموا بالتنفيذ، وعددهم حتي الآن يحصى بالألوف.. بل
أيضاً امتداد هذه التصفيات إلى تصفية واعتقال وفصل الآلاف من القضاة..
وهذا- وتلك- ما جعل البعض يردد أن هذا الانقلاب «مدبر» من «أردوغان» نفسه
لتصفية أعدائه والقضاء علي معارضيه.. سياسيين كانوا أو عسكريين.. أو علي
الأقل لكسب شعبية إضافية له- ولنظامه- بعد المظاهرات العنيفة التي سيطر
فيها أعداء «أردوغان» علي ميدان تقسيم التاريخي، أشهر ميادين العاصمة
التاريخية «اسطنبول» وكان الاسم الأول هو إسلام بول.. أي مدينة الإسلام،
بعد اسمها القديم: «القسطنطينية».
<<
أو ربما يتخذ «أردوغان» من هذه المحاولة سبباً لزيادة سيطرة قبضته علي
أمور الحكم في البلاد.. وليس فقط علي أمل زيادة شعبيته وهنا نتذكر كل ما
قيل عن محاولة اغتيال «عبدالناصر» في عام 1954 بميدان «المنشية».. لتصبح
كلمته هي الأولي بعد الصراع علي السلطة فيما عرف باسم: «أزمة مارس».
<<
ولكن اللافت للنظر ان «أردوغان» مازال يناشد مؤيديه النزول إلي الشوارع
للتصدي لأي محاولة انقلابية «حقيقية» أو هيكلية.. حتي ولو ضحي بذلك بسقوط
العديد من الأبرياء.. اللهم إلا إذا كانت هناك خلايا عسكرية نائمة داخل
القوات المسلحة قد تفكر في الانقضاض عليه.. وتعويض ما فشلت في تحقيقه في
الانقلاب الذي فشل!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق