الثلاثاء، 10 نوفمبر 2015

الابتسامة جزء من المنظومة الادارية بقلم د.محسن الصفار




الابتسامة جزء من المنظومة الادارية 
 
 
 
بقلم د.محسن الصفار
 
 
 
لا شك في ان نجاح  اي منظومة ادارية في اي مكان من العالم يقاس بمدى قدرتها على انجاز العمل المطلوب منها بشكل اكثر فاعلية وجودة وبمدى رضى المتعاملين مع تلك المنظومة عنها وعن مستوى العمل الذي تقدمه لهم .
 
ورغم تطور خدمات الحكومة الالكترونية وانجاز الكثير من المعاملات الادارية عن طريق الانترنت وبدون تماس مباشر بين  صاحب الطلب والمؤسسة المعنية الا  ان حجما كبيرا من العمل الاداري مازال يرتبط باحتياجات المراجعين حضوريا الى  الدوائر والمؤسسات المختلفة لانجاز ماهو ضروري لتمشية امور الحياة التي اصبح جزء كبير منها يعتمد على العمل البيروقراطي والاداري .
 
في زيارة لي مؤخرا الى الولايات المتحدة الامريكية لفت انتباهي في جميع الدوائر الحكومية التي راجعتها الابتسامة التي تعلو وجه الموظفين الذين تعاملت معهم مما يعطي المراجع احساسا بالارتياح عند المراجعة ويجعله اقل توترا مما يسهل العمل ويؤدي الى تسريعه اما في القطاع الخاص فحدث ولا حرج فالابتسامة والمزحة تجعلك تشعر وكانك في بيتك وبين اهلك وليس في محل تجاري وسط اشخاص غرباء , وعندما سألت شخصا يعيش هناك منذ سنين ويعمل مديرا عن سر هذا قال لي ان الابتسامة هي جزء لاينفصل عن واجبات اي موظف وان النظام الاداري لايتساهل مع اي شخص يعبس في وجه المراجعين مهما كانت درجته الوظيفية اي بعبارة اخرى عندهم الابتسامة قبل الشهادة في السلم الوظيفي .
 
لقد اوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالابتسامة وجعل لها مرتبة الصدقة وهو دليل على ان الابتسامة تلعب دورا ايجابيا في المجتمع قد لايتصوره البعض وان علماء النفس يعتبرون ان الابتسامة معدية تنتقل من شخص الى اخر مؤدية الى حالة من الارتياح ورفع التوتر العصبي .
 
عندما يراجع شخص ما اي جهة حكومية ويواجه بموظف عابس متجهم فأنه سيصاب بالتوتر وهذا التوتر سينعكس على طريقة تحدثه مع الموظف والذي بدوره سيرد بنفس الطريقة جاعلا من العملية الادارية فعلا مشحونا بالمشاعر السلبية التي لا تخدم احدا سواء الموظف او المراجع او البلد ككل .
 
لابد للعمل الاداري العربي ان يدرك اثر الابتسامة في تسهيل وتنشيط حركة العمل الاداري ولابد من جعل الابتسامة امرا الزاميا لكل من يمارس العمل الاداري ويتعامل مع مراجعين ولابد من نشر ثقافة الابتسامة في المدارس والمساجد والاسرة فلا احد يرغب برؤية وجه عابس يزيده فوق مشاكله هما وغما ويجب ان يدرك كل موظف ان مشاكله الاسرية او المالية تخصه وحده ولا علاقة للمراجع بها وان من واجبه ان يقدم الخدمة لهذا المراجع بوجه بشوش وطلق لان النظام الاداري وجد اصلا لخدمة هذا المراجع .
 
اتمنى ان نرى المزيد من الابتسامات في كل المنظومة الادارية وان تكون السمة الرئيسية للنظام الاداري العربي .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق