الثلاثاء، 17 نوفمبر 2015

الأستاذ المؤرخ / أحمد مفتاح الغزوانى وجده سبتموس سفيروس





الأستاذ المؤرخ / أحمد مفتاح الغزوانى

وجده سبتموس سفيروس


الأستاذ المؤرخ / أحمد مفتاح الغزوانى 


يقول أستاذنا الفاضل المؤرخ .. أحمد مفتاح الغزوانى  من خلال ذكرياته التاريخيه  حيث لا زالت ذاكرته حاضرة وهو فى عمره الذى تجاوز العقد التاسع نسأل الله أن يمد فى عمره وأن يُمتعه بالصحة والعافية ، حيث يقول أستاذنا ….  لما إطلعت على مقالة نُشرت فى صحيفة المعلم كتبها أحد الصحفيين منذ ما يقرب من عقد أو يزيد  يتحدث فيها عن ذلك العلم  التاريخى الليبى  سبتموس سفيروس ذلك الإمبراطور الذى ولدته لبده القريبة من مدينة الخمس الحالية وهو الذى  حكم هو وأسرته الدولة الرومانية  حيث كان يرد على أسئلة بعد أن أصبح تمثالاً  يحرسُ المتحف الذى يُمثل ما بداخله بعض من أعماله لأن أكثرها فى روما ، تذكرت يوم العاشر من شهر أكتوبر من سنة 1944م الذى عُينت فيه مدرساً بمدرسة طليمثه الإبتدائية .

 وكانت طلميثه السبب فى حبى للآثار ودراستى للتاريخ وكان إرتباطى بالجبل الأخضر وتنقلى من درنه مدينتى التى ولدت فيها مع تنقلى لزيارة الآثار فى كل من شحات والمرج ، وقد إزداد ذلك عندما إشتركت فى دورة مدرسى اللغة الإنجليزيه التى كنت أحد أعضائها فى مدينة سوسه على شاطئ البحر الأبيض المتوسط ، وهنا كلفنى البروفسور جود شائلد مدير الآثار أن أعمل مترجماً لأساتذة وطلبة جامعة كامبردج الذين يقومون بدراسة التاريخ الليبى القديم فى كهف إفطيح شرق مدينة سوسه حيث قضيت معهم (شهر) وكان عملى بعد المحاضرات وأثناء الليل ولما إنتقلت إلى طرابلس فى مكتب بالوزارة مع لجنة مراجعة كتاب جغرافية ليبيا ، زرت لبده وصبراته وكنت أقابل سبتموس سفيروس عند مروى بميدان السرايا وسط طرابلس .


وصادف سفرى  إلى بريطانيا  للدراسة فى جامعة (إكستر) سنة 1955م وكنت أراسل البروفسور جود شائلد مدير الآثار فى ليبيا أطلب منه الإجابة على بعض الأسئلة التاريخية وبدوره كان يمدنى بالإجابة بالرسائل البريديه وحدث إشتراكى فى رحلة إلى مدينة (يورك) وأثناء إحدى المحاضرات التاريخية تدخلت عند الكلام عن سبتموس سفيروس وقلت بصوت عالى (إنه ليبى ) فعارضنى أكثر الطلبة وقالوا إنه (رومانى) وهنا تدخل أحد الأساتذة وقال لا يجب أن ننكر أنه ليبى الأصل والمولد ولكنه رومانى الثقافة والإدارة.

 وحدث كذلك أن صحفياً من صحيفة يورك شائر بوست كان حاضراً ، سألنى ما سبب وجودك هنا فى يورك ؟ قلت له أنا جئت حاجاً لأن يورك حكمها ومات بها جدى (سبتموس سيفروس) .وإننى أتذكر أن صحفياً ليبياً فى إحدى الصحف الرسميه نشر الموضوع  فى 27/4/2001م ، تحت عنوان (ذهب يسأل عن جده سبتموس) الذى فى يورك بريطانيا وأحضر إبنه (كركالا) رماده ليدفن فى روما ، ولا شك أن نشر صحيفة اليورك شائر بوست مقالاً عن (حاج من ليبيا ) كان سنة 1956م له معان عديدة ، والمعروف أن سبتموس سيفروس الإمبراطور الرومانى  ولد فى لبده الليبية التى كانت من المدن التى أسسها الفينيقيون وسميت بالمدن الثلاثة (لبده ـ أويا ـ صبراته) وكانت ولادته فى سنة 145م وبعد دراسته الأولية فى لبده إنتقل صغيراً إلى روما لإتمام دراسته وعن طريق مارك أورينيو صار عضواً فى مجلس النواب وتحصل على عدد من  المناصب  منها إدارة الأراضى الفرنسيه والإشراف على جزيرة صقليه وبعدها أشرف على قيادة الفرق الألمانية على طول نهر الدانوب بأوروبا ثم أعلن عن تنصيبه إمبراطوراً لروما سنة 193م وفى عهده كثرت الإصلاحات فى روما وشًيدت المبانى الشاهقة وقد نظّم إدارة العدل وإدارة المالية ولم يتخلى عن مدينة لبده ، فطّوّرها وأقام بها المعاهد والمسارح والملاعب والميادين وجعلهعا تزدهر ووسّع الميناء المطل على البحر الأبيض المتوسط وقد أرجأ حملة للقضاء على القبائل الأسكتلنديه سنة 208م وكان معه إبنه (كاركالا) وإبنه (جيتا) ومن مقر إقامتهم فى يورك البريطانية تمكن من خمد الثورات وكان أثناء سنوات ثلاث يجهّز فى جيش لإحتلال أرض الإكفلانديين غير أنه أصيب بمرض عضال ومات قبل إحتلاله لشمال بريطانيا سنة 211م ونقل رفاته إلى روما عن طريق إبنه كاركالا الذى خلفه على عرش روما.


وهنا يقول الأستاذ المؤرخ الغزوانى مُعلقاً على المؤتمر الصحفى حول الإمبراطور سبتموس سيفروس الذى جاء كمقالة فى صحيفة المعلم … قبل عقد من الزمن ، هل يعنى كلام سبتموس فى المؤتمر الصحفى قوله ، أن تنظموا تحت لواء روما وروما تضمن لكم البقاء أحياء ، هذا يجعلنى أستغرب لأن سبتموس هو الذى حكم من روما العالم وصار إمبراطوراً للدولة الرومانية التى كانت تشمل أوروبا وبلاد الشرق الأوسط والشمال الأفريقى ومن بعده ورثه إبنه كاركالا الذى فى عهده إزدهرت البلاد وطبّق نظام الولايات المستقله بالدولة الرومانية التى الآن تُسمى الكومنويلث وتطبقها بريطانيا على أستراليا وكندا وغيرها كالهند وباكستان وجنوب افريقيا ، أما أن تضمن لهم روما البقاء أحياء فهذا مستحيل ولكننى أقول …

 أن وجوده فى فترة من الزمن مسؤولاً عن الجنود الألمان على ضفاف الدانوب والتى كانت فى ذلك الوقت سويسرا تتمتع بحرية تحميها جبال الألب وإلى  الأن لم تفكر فى الإشتراك مع الدول الأخرى فى هيئة الأمم المتحدة مع وجود مكاتب للأمم المتحدة بها ومراكز رئيسية لبنوك دولية وجمعية الصليب الأحمر والهلال الأحمر كل ذلك بها وهى بعيدة عن المساهمة والإنضمام للأمم المتحدة .


هذا يجعلنى أقترح على الإمبراطور أن يُطالب الحكام العرب بترك هيئة الأمم المتحدة وما كانوا يدفعونه لها من أموال لكى تتحول هذه الأموال إلى الفلسطينيين ما دامت هذه المنظمة قراراتها لا تتمشى مع الحق وفى النهاية كانت زيارتى لك يا سبتموس يوم الجمعه 23/3/1992 وكان معى فى تلك الزيارة أعضاء ندوة تشريعات الطفولة التى أقامتها اللجنة العليا للطفولة بطرابلس … نحن نتذكر مع تحياتى .







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق