الثلاثاء، 10 مارس 2015

لا وطن بدون كرامة!.. بقلم / فتح الله ساسى



 لا وطن بدون كرامة!..

 

ساسى


بقلم الكاتب / فتح الله ساسى



..لقد أصبح واضحا وضوح الشمس.. إن السابع عشر من فبراير لم يكن إلآّ مُؤامرة دولية خطّط لها الغرب الإمبريالي ودعمها كما دعمتها بعض الأنظمة العربية والإقليمية وكان أداتها الإخوان! الذين تصدرّوا هذه المؤامرة حيث استطاعوا أن يزجّوا بجماهير غفيرة مُستغْفَلة من الشعب الليبي مُتعطّشة للحريّة ليضفوا على هذه الإنتفاضة الطابع الشعبي المكذوب، بينما هي في حقيقة الأمر مؤامرة ليست لإسقاط النظام وحسب وإنما إسقاط الدولة وإستهداف مؤسساتها الأمنية والعسكرية والقضائية وتدمير مقدرات الشعب الليبي! ناهيك عن الإقتتال الدائر الآن في ربوع الوطن تُغذّيه كل من “قطر وتركيا والسودان” وما لحق بالليبيين من قتل وتهجير وتشريد ونزوح على أيدى المليشيات المارقة الخارجة عن الدين والقانون! فضلا عن تفشي الفساد الذى مسّ كل مفاصل الدولة يتصدّره النهب العلني للمال العام! والأدهى والأمر إنتشار جماعات ظلامية تكفيرّية مُتشدّدة ذات فكر مُنحرف وعقيدة ضالّة تعتقد أن الله لم يهدِ سواهم من “الدواعش ومن يُسمّون أنفسهم بأنصار الشريعة” الذين استباحوا دماء الليبيين بقطع رؤوسهم وحرق جثامينهم والتنكيل بهم!..

.. ومن خلال ممارسات هذه الشراذم المارقة التي أُبتلينا بها بعد السابع عشر من فبراير.. تفشّت في المجتمع الليبي القبليّة المقيتة والجهوية البغيضة وروح الحقد والكراهية والفتنة والتباغض بين أطياف الشعب الليبي وهو ما نراه يحدث الآن في طول البلاد وعرضها ويُعرقل قيام الدولة وبناء الجيش!.

ثم جلب لنا “فبراير” دُعاة الوطنية من ذوى الجنسية المزدوجة الذين كانوا يدّعون أن وجودهم في الخارج كان من أجل الوطن! ونحن نعرف أن فرارهم كان هربا من الخدمة الوطنية حيث لم ترق لهم الحياة داخل الوطن كسائر الليبيين! لقد عجز هؤلاء أن يُقدموا شيئا للشعب الليبي عندما كانت الحكومة في أيديهم! فما كان منهم إلاّ أن عادوا إلى أوطانهم التي عاشوا فيها وتجنّسوا بجنسيتها فاريّن مرة أخرى! فمثل هؤلاء “يعرفون أقصر المسالك للهرب”!.

وللتدليل على أن ما حدث ويحدث في ليبيا الآن هو مُؤامرة بكل المقاييس، فان هذه المؤامرة لم تستهدف ليبيا فقط وإنما استهدفت العراق واليمن وسوريا ومصر هدفها تدمير وتخريّب هذه البلدان بإثارة النعرات الطائفية والمذهبية والعرقيّة والدينيّة لإضعافها وتمزيق وحدتها الوطنية بما يخدم مصلحة الكيان الإسرائيلي العنصري!.

ولعلنا نذكر شريط (الفيديو) لرئيس وكالة المخابرات الأمريكية السابق “جيمس وولسي” يُعلن فيه وبكل وضوح: (سنصنع لهم إسلاما يُناسبنا ثم نجعلهم يقومون بالثورات فيتم إنقسامهم على بعض لنعرات تعصبية ومن بعدها قادمون للزحف وسوف ننتصر)!!.. ثم يجب ألاّ ننسى تصريح وزير الدفاع الإسرائيلي “موشيه يعانون” الذى قال فيه: (ليس من المتعة أو السياسة أن تقتل عدّوك بيدك فعندما يقتل عدّوك نفسه أو بيد أخيه فإن المتعة أكبر وهذه سياستنا الجديدة أن نُشّكل ميلشيات للعدو فيكون القاتل والمقتول من الأعداء..)!!

 ثم قال الأب الروحي للثورات العربية الصهيوني “برنار ليفي” في كتابه – الحرب التي كرهناها-: (لقد نجحنا في تدمير العرب بأيديهم وفعلنا مالم تفعله جيوشنا خلال عقود من حروبنا ضد العرب..)!! ثم أعلن: (إن الربيع العربي على أبواب الجزائر وأنه يفعل هذا خدمة للصهيونية وليس من أجل العرب).. 

ولهذا هؤلاء الأعداء في الخارج وعملائهم في الداخل هم من يعرقل قيام الدولة وبناء جيشها الوطني!..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق