مفتي الديار المصرية
تطوير الخطاب الديني ضروري لمواجهة
التطرف وردع العنف والإرهاب
القاهرة – «القدس العربي»:
أكد مفتي الديار المصرية الدكتور شوقي علام
أهمية تطوير وتجديد الخطاب الديني لاسيما في هذه المرحلة التي تمر بها
الأمة لدحض حجج المتطرفين والغلاة في الدين، ودور الأزهر ودار الإفتاء
والمؤسسات الدينية في مواجهة الهجمة على الثوابت الدينية.
وقال في تصريحات لصحيفة (عكاظ) السعودية، إن هذا التطوير مهم أيضا لدحض الذين ذهبوا من أجل تبرير أفعالهم الإجرامية من قتل وسفك للدماء إلى الاستدلال بآيات قرآنية.
وأدلة من السنة النبوية مقطوعة عن سياقها بفهم عقيم ينم عن جهل مطبق، مصدرين للآخر خطابا دينيا يبرر العنف بكل أشكاله وفي حق الجميع في الوقت الذي نهى الإسلام عن القتل والترويع.
وأضاف أن مسألة ضبط الخطاب الديني تتطلب مراجعة أمينة له وتجديدا ضروريا لكي يكون رادعا للعنف والإرهاب ودافعا للعمل ومحفزا على الدعم والتعاون والتدافع في الأرض لإعمارها وعمارتها، فلا بد أن يحارب الخطاب الديني الأفكار المتطرفة والهدامة التي تسعى لنشر الخراب والفتن عبر اجتزاء النصوص الدينية وتأويلها بغير حقها، وتنزيلها على وقائع وأحداث لا تمت لها بصلة.
ودعا المتصدرين للخطاب الديني أن ينتبهوا لمثل تلك الأفكار والمحاذير وأن يتصدوا لها بوعي وعلم وبصيرة عبر نشر فكر إسلامي وسطي يعبر عن صحيح الدين وسماحته وإيجابيته في الحياة الدنيا، مؤكدا ضرورة أن يتصف الخطاب الديني المأمول بمجموعة من الخصائص التي تناسب العصر ليكون فيه الحل لكل ما يعن للمسلم في أمر دينه.
وأكد ضرورة أن يكون قوام الخطاب الديني الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأن يتصف بالوسطية والاعتدال، ويكون عالميا يخاطب الجميع ولا يقتصر على المسلمين، ويدعو إلى التفاؤل والعمل ونبذ الكسل والإحباط وغيرها من الصفات التي تقرب الناس إلى الدين ولا تكون سببا لنفورهم منه.
وأوضح مفتي الجمهورية أن منهج الدعوة إلى الله يقوم على الرفق واللين ويرفض الغلظة والعنف لأن الغلو والتطرف والتشدد ليست من طباع المسلم الحقيقي المتسامح المنشرح الصدر، ولا من خواص أمة الإسلام بحال من الأحوال.
ودعا إلى نبذ الخلاف والشقاق والسعي للحوار وبحث وتدارس القضايا التي تنهض بالأمة.. مشيرا إلى أن دار الإفتاء تعكف الآن على صياغة ردود علمية موثقة ستظهر تباعا لكل المسائل والقضايا والشبهات المثارة على الساحة الآن قياما بواجب توضيح صحيح الدين، ودفعا للاتهامات التي يحرص السفهاء على إلصاقها بالإسلام، ووأد لأية محاولة لنشر الفتن أوالطعن على الثوابت.
وأشاد بجهود
خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود في حربه على
الإرهاب وجهوده في البناء والتنمية بالمملكة والتوسعات في بيت الله الحرام
لرفع المعاناة عن ضيوف الرحمن.
من جانبه، أكد الدكتور إبراهيم نجم مستشار المفتي ان دار الإفتاء استشعرت مبكرا خطر الفتاوى التكفيرية والفكر المتطرف على المجتمع المصري، فبادرت بإنشاء مرصد للفتاوى التكفيرية يعمل وفق منهجية علمية منضبطة بضوابط العلم والعمل الصحيح المنبثق عن الفكر الوسطي المعتدل ومواجهة موجات التطرف والإرهاب.
وقال إن مرصد الفتاوى التكفيرية يقوم برصد كافة الفتاوى التكفيرية والمتطرفة ويعمل على تحليلها وفق منهج علمي رصين يراعي السياقات الزمانية والمكانية للفتاوى، ويقدم ردودا علمية شاملة وموثقة ومعالجات موضوعية».
وأضاف نجم أن دار الإفتاء أطلقت حملة دولية تتواصل فيها مع وسائل الإعلام الأجنبية والشعوب الغربية لعدم استخدام مصطلح الدولة الإسلامية عند الحديث عن تنظيم (داعش) الإرهابي، وتصحيحه بمصطلح دولة المنشقين عن القاعدة في العراق والشام، موضحا أن الحملة تشمل كذلك إطلاق صفحة مناهضة للتنظيم الإرهابي على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك باللغة الإنكليزية، للرد على شبهات داعش والتنظيمات والجماعات الإرهابية.
وأكد أن فتاوى الجماعات التكفيرية تزيد من تشويه صورة الإسلام أمام العالم وتعطي انطباعا أنه دين لا يوافق الواقع وجامد لا يتطور.
وأوضح نجم أن هذه الجماعات الإرهابية والجماعات التكفيرية الأخرى تنهل من معين واحد، وهو فكر الخوارج التكفيري الذي يعتبر النواة الأولى لجميع الفرق والجماعات الإرهابية، التي اتخذت العنف سبيلا للتغيير، لافتا إلى أنه من المعروف أن الخوارج هم أول من استخدم الإرهاب الفكري في وجه مخالفيهم ثم قتالهم ثانية، وقد شابهتهم كثير من الجماعات الدينية المعاصرة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق