الأربعاء، 17 سبتمبر 2014

زعيمة سليمان الباروني


زعيمة سليمان الباروني





زعيمه البارونى

 

زعيمة بنت سليمان باشا بن عبد الله ابن يَحيى البارُونِيَّة (بنت الوطن) : هي ابنة الزعيم الْمُجاهِد الليبي الشيخِ سُـليمان باشـا البارونِي (ت1359هـ -1940 م) أحدِ قيادى  النهضة الإسلامية الحديثة في الوطن العربِيّ.

ابنة المجاهد والشاعر (سليمان الباروني) المتتلمذة على يديه وعاشت معه سنوات الجهاد وصعابها وسنوات البعد والألم في المنفي في الهند إلى أن عادت إلى أرض الوطن في أواخر الأربعينات.

وُلِدَتْ في جادو إحدى قرى جبل نفوسة بليبيا، وتلقَّتْ دراسَتَها الابتدائية في استنبول بتركيا، ثُمَّ أكملت دراستها باللغة العربية بعد العودة من تركيا وأثناءَ تَنَقُّلاتِهَا مع والدها بين الأقطار العربية، وبعد وفاةِ والدها سنة 1359هـ / 1940 م انتقلتْ مع إخوتِهَا مِنْ عُمان إلى ليبيا، واستقرَّ بِهِمُ المقام بطرابلس.

عُيِّنَتْ في سنة 1370هـ / 1950م مُدَرِّسَةً في المرحلة الابتدائية، ثُمَّ تَقَـلَّبَتْ فِي الوظائف التـربوية، فاشتغلتْ مُفَتِّشَةً، فنائبةً لِمُديرة دار المعلّمات، فرئيسةً لِمَكْتَبِ مَحْوِ الأُمِّـيَّةِ، وكانت من الأعضـاء المؤسسين لِجَمْعيّة النهضة النسائية فِي طرابلس سـنة 1378هـ / 1958م.
امتازت «زعيمة» بأسلوبِهَا القَصَصِيّ الشَّيِّق الْخَفيفِ الرُّوح، كما امتازت بالرُّوح الفِـدائية التي وَرِثَتْهَا عن والدِهَا الْمُجَاهِد، وقد تَرَكَّزَ إنتاجُها الأدبِيُّ حول هـذا الْمِحْوَرِ، كما يبدو ذلك واضحًا من قائمة آثارها، وتُعَدُّ كتاباتُها أوثقَ مصدرٍ عن حياة والدها ؛ لِطُولِ ملازمتها إيّاه في حِلِّهِ وتَرْحَالِه.
لَهَا أختٌ واحدةٌ هي عــزيزة، تزوّجها ابنُ عمّها السيدُ عمر أحمد البارونِي، ولَهَا أخوانِ ؛ هُما: سعيدٌ أحدُ العسكـريّين الكبار في أوائل القرن العشرين من الميلاد. وإبراهيمُ الأديبُ الْمُجَاهد الذي ورثَ خِلالَ والده من ذكاءٍ وفطنةٍ وطموحٍ. أما زَعيمة فقد « اختارتْ لنفسِهَا حياةَ الانقطــاع والفناءِ في مبدأ الْمُفَاداةِ لدينها ووطنها عن الحياة الزوجيّة التي تُقَيِّدُها بِحُقوقِ الزوج عن كثيرٍ من الأعمال والخدمات العموميّة ».

ومِمَّا يُؤْثَرُ عنها – في هذا الباب – أنَّها قالت في شأن القيام بأبناء أخيها إبراهيم ما مُؤَدَّاه : « إنّي أُعَاهِدُ الله أنْ أبذلَ جهدي في تنشئة أبناء أخي إبراهيم التنشئةَ القويْمَةَ التي أرادها لَهُمْ جَدُّهُمُ المرحوم الوالدُ الباشا، ولو كَلَّفني ذلك إلى آخِرِ قطرَةٍ من دمي ».
وقد عاشت حياةَ طُهْرٍ وعفافٍ، وكانت مَثَلاً يُحْتَذَى به للبنت الطاهرة الوَقورة، والمربّية الفاضلة الحكيمة.

 نشاطها السياسي والادبي"
امرأة ناضجة ومثقفة، تشارك بفاعلية واضحة في الحياة الاجتماعية والثقافية الوطنية، تكتب المقال والقصة تحت اسم (بنت الوطن)، السيدة زعيمة الباروني تعتبر واحدة ليس فقط من رائدات العمل النسائي بل هي رائدة في كتابة القصة القصيرة في ليبيا ومجموعتها (من القصص القومي) التي صدرت سنة 1958 تعتبر ثاني مجموعة قصصية تصدر في ليبيا بعد مجموعة (نفوس حائرة) لعبد القادر أبو هروس سنة 1957. ويتشكل المناخ العام لقصص زعيمة الباروني من حواديث الجدات وقصصهن للأحفاد، وما يتسامر به الناس في مجالسهم الشعبية عن نضال الأجداد وجهادهم.

شارَكَتْ في عدة مؤتَمَراتٍ منها :

* مؤتَمَر الْمَـرْأة الأفـروآسيوية بالقاهرة سنة 1380هـ/ 1960م.

* مؤتَمَر الكُتّاب والأدباء الليبيين المنعقد ببنغازي في فبراير 1393هـ / 1973 م.
وتقديرا للدور الذي لعبته ولا تزال المرأة الليبية في كافة مناحي الحياة فقد قررت لجنة الجائزة(“عراجين: أوراق في الثقافة الليبية”) تسمية الدورة الأولى باسم الكاتبة والمبدعة الليبية الكبيرة”زعيمة الباروني” تقديرا لإسهامها في مجال الكتابة الإبداعية والتاريخية والاجتماعية.

[عدل] أهمِّ آثارِهَا

* 1- « صفحاتٌ خالدةٌ من الجهاد : الْمُجَاهِد الليبي سليمان البارونِي » (مطبوع)، القاهرة – مطبعة الاستقلال الكبرى ؛ 1384هـ، وهو كتاب واسع، سَرَدَتْ فيه مواقفَ رائعة من حياة والدها الشيخ الْمُجَاهِد، مع تَجميعٍ وترتيبٍ لِمُذكّراته والأوراق الخاصة به. ويبدو أنَّها كانت تَنوي إصدارَ عدَّةِ كتبٍ عن والدها ؛ ضِمْنَ سلسـلة تَحْمل عــنوان «صفحات خالدة من الجهاد» كما تُشير إلى ذلك في بعض تعليقاتِهَا.

* 2- « سُليمان البارونِي – تعريفٌ موجَز » : (مطبوع) ؛ مطابع دار لبنان للطبـاعة والنشـر – بـيروت ؛ 1393هـ / 1973م، وهو في 23 صفحة عن هذه الشخصية.
* 3- « ديـوان البارونِي (سُليمان باشا) » ؛ نُشِرَ بإشرافها، وقَدْ صَدَرَتْ طبعتُه الأولَى عن مطبعة الأزهار البارونية بِمِصْرَ في جُمَأدى الأولى سنة 1326هـ، ثُمَّ أعادت الزعيمةُ بنتُ الزعيم طَبْعَه في مطابع دار لبنان سنة 1392هـ/1972م، وأضافَتْ إليه قصائدَ أخـرى لَه، جَعَلَتْها جـزءًا ثانيًا للديـوان، وطَرَّزَتْهُ بِمُقدِّماتٍ وتعليقاتٍ نفيسةٍ.

* 4- « القَصَـصُ القومي ؛ فَصْلٌ بعنوان : الكَرَامَةُ الْحَقَّة » ؛ حَوْلَ الْجِهَادِ الْمُقَدَّسِ الذي رفعَ البارُونِيُّ باشا ورجالُه الأبطــال لواءَه فِي طرابلس الغرب. (مطبوع). أول مجموعة قصصية ليبية. طبع هذا الكتاب في زمن غير زمن أهله، فكان نصيبه من الاهمالبل والعرقلة نصيب صاحبته (زعيمة الباروني) فكان لابد من الحذرل ترك القصص بدون أسماء، وغيره- زعيمة الباروني (بنت الوطن)] كانت الكتابة الانثوية محاصرة بصمت مطبق، فيما كانت قضية ألمرأة الشعارالصارخ وصدوح المرحلة.

* 5- « أجوبـةٌ صادقـةٌ عن أسئلةٍ مهمّةٍ » ؛ وهي مَجموعةُ سؤالاتٍ حَرَّرها الشيخُ أبو اليقظان لَمَّا كان بِصَدَدِ إعدادِ كتابه عن الْمُجَاهد البارونِيّ، ثُمَّ أرسلَها للسيّدة زعيمة فأجابتْ عنها بِمَا يُزيل أيَّ شبهةٍ أُثِيرَتْ أو يُمْكِنُ أن تُثَارَ حول حياة والدها. وقد طُبِعَتْ ضِمْنَ كتابِ أبي اليقظان المذكور.

* 6- مقالاتٌ منشورةٌ في الْجَرائد والْمَجَلاّت، مثل مَجَلَّتي : «صوت المربِّي» و«الأفكار» الطرابلسيّتَيْنِ، ومِنْ أبرز عناوينها : «فزان البعيدة» و«بنت الحاضـرة» و«وَفَّـقَ اللهُ الجهود النبيلة ».

* 7- مراسلات قيّمة مع أخــيها إبراهيم، والشيـخِ أبِي اليقـظان إبراهيم، والشيـخ أبِي إسْحـاق إبراهيم اطفيّش ؛ تدلُّ على مَبْلَغِ علمِهَا وثقافتها وأخلاقها وإخلاصها لِمَبْدَئِهَا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق