الثلاثاء، 18 أكتوبر 2016

وماذا تستطيع الجامعة العربية؟

وماذا تستطيع الجامعة العربية؟

 Monday, 17 October 2016 

الوفد المصريه ......

صدمتني تصريحات السفير أحمد بن حلي، نائب الأمين العام للجامعة العربية.. فماذا قال، وهو الرجل الثاني في هذه الجامعة.. بعد معالي أحمد أبوالغيط، أمينها العام الحالي والجديد؟

قال السفير «الحلي» ان حل مشكلة سوريا لم يعد في أيدينا.. وفي المقابل أضاف ان مشكلة ليبيا من أسهل الأزمات.. أليس هذا قمة التخاذل العربي.

كيف يقول ان أزمة سوريا حلها لم يعد في يد الجامعة.. وربما يقصد «كل العرب» نقول ذلك لأن سوريا هي إحدي الدول السبع المؤسسة للجامعة مع مصر والعراق ولبنان والأردن والسعودية واليمن وذلك منذ منتصف الأربعينيات.

<< ولكن لا عيب فيما قال سعادة السفير، ولكن العيب هو في ميثاق هذه الجامعة.. وإذا كانت كل المنظمات، حتي التي جاءت قبل الجامعة العربية، قد طورت نفسها وانتزعت لنفسها ما يجعلها تنطلق إلي الأمام، فإن الجامعة ظلت كما هي.. بل ظل أمينها العام وكل كبار مسئوليها ينظرون للجامعة كما لو كانت «مكافأة نهاية الخدمة».

وإذا كانت الجامعة قد شجبت وأدانت واستنكرت استبعاد الجامعة من اجتماعات بحث وحل مشكلة سوريا.. فماذا فعلت غير هذا الشجب وذلك الاستنكار.

<< بل.. ماذا فعلت الجامعة العربية لكل المشاكل التي عصفت بالجامعة وبكل دولها من قبل.. وأبرزها مشكلة الصومال، حيث صارت دولة.. بلا دولة وصارت عبارة عن إمارات تسيطر عليها عصابات أو تديرها بلا أي سلطة اتحادية.. وذلك منذ الانقلاب علي محمد سياد بري، آخر رئيس اتحادي في تاريخها.

وهل أدت الجامعة دورها كما يجب للشقيقة السودان التي انضمت للجامعة في يناير 1956 وكانت ثاني دولة تنضم للجامعة بعد ليبيا التي سبقتها في الانضمام في مارس 1953.. ولم تقم الجامعة بدورها في المحافظة علي وحدة الدولة السودانية.. وهل ننسي ابتعاد الجامعة عن مشكلة اليمن سواء عندما قامت ثورتها في أوائل الستينيات.. والحرب الأهلية أيامها.. ومنذ متي تدخلت الجامعة في مشكلة الكويت سواء أيام عبدالكريم قاسم الذي حاول اكتساحها أيام الستينيات ولولا «عبدالناصر» لأصبحت الكويت، محافظة عراقية وهو نفس الهدف الذي حاول تكراره صدام حسين الذي غزاها واحتلها، وكانت هذه بدايات الانهيار العربي الشامل بل وضياع استقلال العراق نفسه.

<< وليبيا- هل يراها سعادة نائب الأمين العام من أسهل الأزمات وهي الدولة التي كانت أول من انضم للجامعة- بعد فترة التأسيس- وذلك يوم 28 مارس 1953.. ولم يشرح لنا لماذا يراها مشكلة سهلة الحل بينما هناك أكثر من دولة، وأكثر من قوة داخلية وخارجية تتنازع علي الأرض الليبية.. بل وماذا قدمت الجامعة من حلول وجهود لحل مشكلة «البوليساريو» بين المغرب والجزائر.. وعندما كانت أيضاً موريتانيا مشاركة في القضية الصحراوية.

<< أخشي ما أخشاه أن يفاجئني أحد أحفادي ونحن نمر بجوار مبني الأمانة العامة للجامعة علي شاطئ النيل بالسؤال عن هذا المبني الضخم والفخم.. وهل هو أحد فنادق العاصمة.. أم هو مبني معروض للإيجار، ولو طبقاً لقانون الإسكان الجديد أم سوف نتركه ليتحول إلي أثر يزوره الأحفاد ويبكون علي أطلاله وما حدث للعروبة وللعرب.

تري.. ماذا ستكون رسوم زيارة هذا المتحف الجديد، خصوصاً انه علي مرمي البصر من أشهر متحف مصري، في ميدان التحرير.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق