الخميس، 27 أكتوبر 2016

أدب الحوار ومقاطعة ضيوف حلقات النقاش


أدب الحوار ومقاطعة ضيوف حلقات النقاش 

بسم الله الرحمن الرحيم 

مهندس / فتح الله سرقيوه 
 

عن أبي هريرة رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر ، فليقل خيرا أو ليصمت ، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر ، فليكرم جاره ، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر ، فليكرم ضيفه ) رواه البخاري ومسلم .

أقول .... من قيم وأخلاق سيد الخلق عليه أفضل الصلاة والسلام إحترام الضيف مهما كانت صفته أو حجمه كبيراً كان أم صغيراً لأن إحترام الضيف  إرتبط بالإيمان بالله تعالى واليوم الآخر ولنا فى رسولنا الكريم قدوة يُقتدى بها فى معاملة الضيف وإكرامه وعدم الإساءة إليه ولو بكلمة ، اليوم أيها السادة إبتعدنا كثيراً عن معاملة الضيف سواءاً فى البيت أو المكتب أو من خلال دعوة لحضور إجتماع عام أو ندوة أو حوار فى قناة فضائية وما أكثر قنواتنا التى نشاهدها يومياً من قنوات مؤدلجة أو قنوات تعمل بغطاء حزبى أو حتى مشبوهة مكاتبها بالخارج من أجل نشر أفكار وأهداف غير منظورة ،، تلك القنوات التى  تستضيف كبار السياسيين والعلماء والمتخصصين فى الكثير من المجالات بالداخل والخارج لكى يستشرد برأيهم المواطن فى ليبيا ويوضحون الكثير من المغالطات ولكى يستفيد من أفكارهم وآرائهم الرأى العام .

منذ كان العرب فى العصر الجاهلى كان عندهم للضيف إحترام خاص وكانت الأمثال تُضرب بالرجل الكريم الذى لا تنطفئ النار أمام بيته فى إنتظار ضيف أو عابر سبيل ، والكل يقف له حتى يجلس داخل بيت الضيافه فى صدارة المكان حتى يشعر بأنه (صاحب مكان وبيت) وليس ضيفاً عابراً ربما لن يُكرّم  كرماً لا يليق به ، وللأسف فى العصر الجاهلى كان العرب يُكرمون الضيف خوفاً من سماع تقصيرهم مع ضيوفهم فيتم هجاؤهم والتشهير بهم فى الشعر وتلك يعتبرونها منقصة لسمعتهم بين العرب ولذلك كانوا يحرصون على إكرام الضيف وخصوصاً إذا عُرف عنه الشعر ونظمه ، حتى جاء الإسلام الذى أوصى بإكرام الضيف والجار وقول الخير وهى صفات إنسانية وقيم حضارية تدل على رقى الإسلام وسماحته .

سادتى لا أو أن أبتعد كثيراً ... ولكن ما أود الإشارة اليه هو عدم إحترام الضيف الذى يُستضاف فى القنوات الفضائية لكى يُدلى برأى أو يُشارك فى حوار هام أو يُساهم فى شرح قضية سياسية أو إجتماعية أو فكرية أو إنسانية .... فبدلاً من أن يقف المذيع ليستقبل الضيف عند دخوله لما يُسمى (الأستوديو) تجد أن الحلقة تبدأ مباشرة والضيوف قد جلسوا على الكراسى ويتصدّر الحلقة ذلك المذيع (صغير السن)  الذى لا يعطيهم حقهم فى الإستقبال والترحيب ،، وعلى بركة إلله يبدأ سيادة المذيع بأخطائه اللغوية والنحوية بطرح السؤال الأول وما هى إلا ثوانى حتى يتدخل المذيع مقاطعاً الضيف ومحاولاً إبداء رأيه هو وهنا ينعكس هذا التصرف على وجوه باقى الضيوف ليشعروا بأنهم فى غير مكانهم وأن الحوار مُهيمن عليه أو موجه وهم عبارة عن مجرد أدوات تجلس على الكراسى لتمرير موضوع منهجى من أهدافه ترسيخ وجهة نظر القناة ... وتبدأ وتنتهى الحلقة بعد زمن كما بدأت مقاطعات ومغالطات من سيادة المذيع الخبير ويخرج المواطن من مقاطعات المذيع المستمرة بخفى حنين كما يقال ... وهكذا .

وهنا أقول ... على السادة مدراء أو رؤساء القنوات الفضائية ، بالله عليكم إرحموا ضيوف حلقاتكم وإرحمونا من مقاطعة مذيعيكم ومقدمى برامجكم الممنهجة ، فإذا كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر أعطوا أوامركم للعاملين(الصغارمن مذيعين) لديكم بإحترام الضيوف الذين تستدعونهم للمشاركة سواءاً داخل الإستدوديو أو عن طريق التليفون ، فالمقاطعات المستمرة للضيوف وعدم تمكينهم من الإدلاء بآرائهم  يُسبب إحتقان للمشاهد قبل الضيوف أنفسهم  ويُعطى إنطباعاً بأنكم قنوات مُسيرة لا مُخيرة ولديكم منهج وأهداف تودون الوصول إليها فالضيوف الأفاضل ومن يُشاهدون برامجكم ليسوا جسر عبور لتحقيق أهدافكم فأتقوا الله فى المواطن الليبى لكى تؤجروا يوم السؤال الحقيقى الذى لا يوجد به مذيع مقاطع .... والله من وراء القصد .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق