الخميس، 13 أكتوبر 2016

من “المونولوج” إلى “الكوميكس″… فنون في مصر تصنع الابتسامة الساخرة

من “المونولوج” إلى “الكوميكس″…

فنون في مصر تصنع الابتسامة الساخرة

Oct , 2016
10

القاهرة  ـ من حسين محمود ـ الكوميديا الساخرة، دائماً ما تزدهر في أوقات الأزمات، حيث يعتبرها علماء اجتماع، مواجهة وانتصاراً على واقع قاتم كنافذة للتنفيس، منعاً للكبت والاختناق.

وتشتهر مصر بفن “الكوميديا الساخرة” منذ القدم؛ إذ برز “المونولوج” ثم تطور إلى “ستاند آب كوميدي” بالمسارح، وأخيرًا تعليقات “الكوميكس″ بمواقع التواصل الاجتماعي مع ثورة “الإنفوميديا”، وتبقى الابتسامة واحدة.
في أربعينيات وخمسينيات القرن الماضي، برز في الأوساط الفنية المصرية، فنانو المونولوج، الذي يجمعون بين الغناء والتعبيرات والحركات المضحكة، والبراعة في إلقاء النكات، وتقليد المشاهير من ساسة وشخصيات عامة.
لكن مع بداية انتشار القنوات الفضائية، ظهر “ستاند آب كوميدي” (Stand-up Comedy)، وهو صورة أكثر عصرنة للمونولوج؛ حيث يقف الفنان فوق مسرح ليناقش واقعاً سياسياً أو اجتماعياً بشكل ساخر، وبتعبيرات كوميدية قد تصل للنكات.
وعقب ثورة يناير/كانون الثاني 2011، واكب المصريون التطور التكنولوجي في مدّ جذور الابتسامة عبر “الكوميكس″ (الرسوم المصورة والمقصود هنا الساخرة منها تحديداً)، المرتبطة بتعليقات تصنع الابتسامة من دون حاجة إلى سماع صوت أو تقليد؛ فيكفي أن تقرأ كلمات فقط لتبتسم وأحيانا أخرى تسقط أرضاً من الضحك.
: 


المونولوج… فن كوميدي يوشك على الانقراض

 

لم تعد موجودة إلاّ في الإذاعة المصرية (حكومية) عبر فقرات تذاع من وقت لآخر”، بهذه الكلمات وصفت الناقدة الفنية المصرية، “ماجدة موريس″، حال مهنة “المونولوجيست” أو الشخص الذي يقف على المسرح ليقلد الشخصيات المختلفة بأسلوب ساخر ومضحك، وقد يقدم مقطوعة غنائية بصورة تمثيلية.

فن المونولوج، وفق “ماجدة”، هو أحد فنون التعبير والغناء الساخر، الذي يتناول في قالب فني غنائي، مظاهر الحياة ومفارقاتها، وبرز من خلاله في أربعينيات القرن الماضي، فنانون مصريون، أشهرهم إسماعيل ياسين (1912-1972)، و محمود شكوكو (1912-1985)، و ثرية حلمي (1923-1994).
وأعربت الناقدة الفنية، في حديث مع الأناضول، عن أملها بإعادة فن المونولوج بشكله الإبداعي للواجهة مرة أخرى، في ظل حاجة المجتمع لهذا اللون الفني الضاحك من جديد.
وأوضحت أن فن التقليد والنكات لا يمكن إدراجهما تحت فن المونولوج الذي بدأ يتراجع بعد جيل العمالقة في الأربعينيات والخمسينيات من القرن العشرين، معتبرة النكات والتقليد وبرامج السخرية في صورتها الحالية، مشاهد واجتهادات ومحاولات كوميدية لإسعاد الجمهور.
أحمد عامر (18عاماً)، أحد الذين وقفوا على مسرح ساقية الصاوي (مركز ثقافي شهير وسط القاهرة)، يبرع في فن التقليد، ورغم صغر سنه، يرى أن “فن المولونوج، ومنه التقليد، لن ينتهي بمصر رغم الأرقام المحدودة لفنانيه.

عامر” قال، إنه في “بداية السلم الكوميدي الذي يحاول من خلاله إسعاده الجمهور”، مضيفاً: “وقفت على مسارح كثيرة غير مشهورة لإسعاد الجمهور، ودفعتني موهبتي لصقلها رغم صغر سني وعدم التحاقي بفرق فنية بعد، حتى ظهرت على مسرح الساقية مؤخرًا.

وأوضح أن هذا العام هو الخامس له في فن التقليد، سواء لأصوات الحيوانات، أو المشاهير كالمغنييْن المصري “محمد فؤاد”، واللبناني، “جورج وسوف”، أو السياسيين وأبرزهم الرئيس المصري الأسبق “أنور السادات” (1918-1981).
فن التقليد أصعب بكثير من فن “استاند آب كوميدي”؛ حيث يحتاج الأول موهبة، والثاني خفة ظل، حسب “عامر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق