الثلاثاء، 11 أكتوبر 2016

الحكومة التونسية تبدأ بمكافحة «التمييز العنصري» في البلاد

الحكومة التونسية تبدأ بمكافحة

«التمييز العنصري» في البلاد

إثر سلسلة حوادث تعرض لها أشخاص من ذوي البشرة السوداء

 

Oct 11, 2016

تونس ـ «القدس العربي» من حسن سلمان قررت الحكومة التونسية تنظيم ملتقى توعوي لتسليط الضوء على مشكلة التمييز العنصري في البلاد، وهو ما يعد أول خطوة عملية لمكافحة هذه المشكلة التي باتت مثار قلق في المجتمع التونسي، مع تكرار حوادث تتعلق بالتمييز وفق لون البشرة في مناطق عدة من البلاد.
وقال المكلف بالإعلام في وزارة «العلاقة مع الهيئات الدستورية والمجتمع المدني وحقوق الإنسان» معز بن محمود إن الوزارة «تعتزم تنظيم ملتقى تحسيسي (توعوي) يلقي الضوء على مسألة التمييز العنصري»، مشيراً إلى أنها كونت فريق عمل يضم وزارات المرأة والتربية والعدل والداخلية والخارجية، «في إطار عملية تفكير للعمل على تركيز الآليات التشريعية والمؤسساتية والعملية لمناهضة التمييز بصفة عامة والتمييز العنصري بصفة خاصة في إطار استراتيجية وطنية تأخذ بعين الاعتبار الجانب الثقافي والسلوكي».
وكان وزير «العلاقة مع الهيئات الدستورية والمجتمع المدني وحقوق الإنسان» مهدي بن غربية أعلن مؤخراً أن الوزارة ستتناول ملف التمييز العنصري على نحو علمي وحقوقي بالشراكة مع الجهات المختصة وقوى المجتمع المدني، بهدف تكوين «فهم أعمق لواقع وتجليات التمييز على أساس اللون أو العرق أو الجهة أو الجنس أو الدين وضمان تجريم التمييز العنصري وملاءمة المنظومة القانونية بهدف القضاء على جميع أشكاله وتجلياته في تونس».
وأشار إلى أنها ستقوم بتنظيم يوم توعوي «يكسر حاجز الصمت ويؤسس لمقاربة وطنية جديدة في مجال مناهضة التمييز العنصري»، لافتاً إلى أن بلاده «تستعد لإعداد تقريرها الدوري ومناقشته أمام اللجنة الأممية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري بعد غياب دام حوالي 9 سنوات».
وكان بن غربية استقبل قبل أيام الشابة صابرين انقوي التي تعرضت لمضايقات عدة كونها من ذوي البشرة السوداء، وقال بن غربية متوجهاً لصابرين «أعتذر لك سيدتي شخصياً وكتونسي عن أيّ إساءة لحقتك، وأحيي شجاعتك وأدين بكلّ شدّة كل أشكال التمييز بسبب الاختلاف في اللون، فأنت وأنا كما كل التونسيات والتونسيين، سواسية تحت سقف المواطنة ودولة القانون».
وكشفت صابرين في وقت سابق عبر صفحتها في موقع «فيسبوك» عن المضايقات اليومية التي تتعرض لها بسبب لون بشرتها، حيث كتبت «أنا صابرين انقوي، فتاة تونسية سوداء، يا خي ما عنديش الحق (ألا يحق لي) اندور في شوارع بلادي من غير ما نسمع السب على خاطر لوني؟ (من أجل لون بشرتي)».
وتعاطف عشرات الناشطين مع تدوينة صابرين التي انتشرت بشكل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي، ودعا بعضهم السلطات التونسية لوضع حد لهذه المشكلة التي باتت تثير جدلاً كبيراً في البلاد.
وسبق أن شهدت البلاد حوادث منفصلة عدة تعرض لها أشخاص من ذوي البشرة السوداء، حيث نعتت معلمة أحد التلاميذ بـ»العبد» لأنه أسود البشرة وهو ما أثار جدلاً كبيراً انتهى بإيقاف المعلمة مؤقتاً عن العمل، فيما اشتكى مواطنون آخرون من إقصائهم عن مواقع صنع القرار والمناصب العليا في الدولة بسبب لون بشرتهم، وهو ما نفته السلطات مراراً.
يُذكر أن تونس وقعت على الاتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري عام 1966 وصادقت عليها في 1967.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق