الخميس، 18 يونيو 2015

موادنا السياسية بين الفاسدة والمنتهية الصلاحية




 موادنا السياسية
 بين الفاسدة والمنتهية الصلاحية


  د. فرج أحمد قرمان:
18/6/2015 

برناردينو ليون، مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا، سعى ويسعي جاهداً لتحضير وجبة طعام ليجمع عليها كل الليبيين بُغية أن يأكلوا منها حتى التخمة، ويُصرُّ على أن وصفته (Recipe) لإعداد هذه الوجبة هي الأنسب ولسانُ حاله يقول، أنا أعلم منكم أيها الليبيون بما تشتهيه أنفسكم من أطايب الطعام.

وصفة (Recipe) ليون لهذه الوجبة، تحتوي على مواد سياسية مُنتهية الصلاحية (Expired) تتمثل في أعضاء من المؤتمر الوطني أخرجناهم بغُبارهم بعد فترة من التخزين و أعضاء من برلمان تم انتخابهم بقانون معيب (الصوت الواحد غير المتحول) والذي لا يطبق إلا في الدول المتخلفة ديمقراطياً، وأسكنوه بعد انتخابه في بيئة غير مناسبة أدّت إلى فساد مُعظم أعضائه من الأيام الأولى لانعقاد جلساتهم.

زد على ذلك، أن ليون في مسودّته الأخيرة (الرابعة)، أراد أن يُدخل الطباخين في الطبيخ ليُصبحوا عناصر مهمة في وصفته لهذه الوجبة، فأعطى لهم (المتحاورين) حق مراقبة التشريع والتنفيذ مستقبلاً.

ليعلم السيد ليون ومن يدعمه في الأمم المتحدة والدول الكبرى والإقليمية، أن وصفته هذه لن يُكتب لها النجاح، وأن عليه أن يبحث عن وصفة أُخرى لا تحتوي على هذه المواد الفاسدة والمنتهية الصلاحية وأن يبحث عن طباخين يجيدون الطهي ولا يُصرون على أن يكونوا من ضمن مكونات الوصفة الجديدة.

لقد ضيّع السيد ليون الكثير من الوقت والجهد محاولاً إقناع الليبيين بأن هذه المواد رغم انتهاء صلاحية بعضها والفساد البيّن على البعض الآخر، تُصلح لإعداد وجبة شهية تُسيّل لُعاب الليبيين بمختلف توجهاتهم وأهدافهم.

ما يجب أن يفعله السيد ليون من أجل إعداد وجبة قابلة لإجماع الليبيين على تناولها، هو أن يبحث عن مواد أخرى في أماكن ليس من ضمنها مخازن المواد الراكدة المنتهية الصلاحية أو الفاسدة،. على سبيل المثال، بالإمكان تكوين مجلساً تشريعياً في أيام قليلة، وذلك بأن يطلب من كل مجلس بلدي اختيار عدد من المواطنين يساوي عدد ممثلي الدائرة الانتخابية التي تقع في نطاقها البلدية، بشرط أن لا يكون هؤلاء من أعضاء المؤتمر أو البرلمان أو المجالس البلدية أو من أعضاء الحكومات المتعاقبة أو من قادة الأحزاب والكيانات السياسية.  وهكذا، يحل المؤتمر والبرلمان نفسيهما ويتولى المجلس التشريعي الجديد وعلى الفور، القيام بأعماله التشريعية ويُعيّن الحكومة وقادة الجيش والشرطة ومن سيتولى الوظائف السيادية في الدولة.
حفظ الله ليبيا....


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق