الصراع بين الحزبية والإسلامية
الصراع بين الحزبية والإسلامية
بقلم / خديجة العمامي
6/7/2013
في الوقت الذي يُعد
فيه من الغباء فصل الدين عن السياسية، لأن الإسلام هوأول الديانات السماوية
التي أقيم في عهده الدولة المدنية التي أحتضنت كل الألوان وحوت جميع
التوجهات بكل إحترام دون المساس بحرية الآخرين…. حتي وإن إختلفت معهم في
الدين… ولكم في هجرة الرسول الكريم إلى يثرب خير دليل.
وبما أن الدين أخلاق
وتقديم مصلحة الجماعة عن الفرد والكفاءة، وهذا ما نحتاجه في السياسي… أي
ليس من الضروري أن يكون تحت مظلة حزب في بلدٍ لا يتجاوز فيه عمر الاحزاب
فترة حكم مرسي لمصر….! فقد رُفضت الاحزاب شكلاً وموضوعاً على مدار حقبتين
من الحُكام…
ولكن السؤال الذي يفرض
نفسه الآن! هل الأحزاب التي ظهرت بعد الثورة تعد فعلاً أحزاباً شرعية في
غياب قانونٍ وخارطة سياسية توضح طريق الحزب وأهدافه؟؟. هل فعلا المنتمين
إلى الأحزاب هم أناس أرتموا بأمواج السياسية فجددت أفكارهم وأنارت عقولهم
بكل ما هومفيد للبلاد؟؟.. أم أن القائمين على الأحزاب قاموا باصطياد
البسطاء من عامة الناس مع إختلاف وظائفهم… رجالاً كانوا أم نساء، من اجل
إستغلالهم وتحريكهم بما هوصالح لأفراد بعينهم من أجل مصالح خاصه تسعي
للوصول إلى السلطة…
والنتيجة ماذا؟؟؟
مؤتمرٌ معاق…!! تم حشوه بعقول ما بين المتزمتة… والجوفاء… والمتطرفة تحت
مسمى الدين… والمتنازعة… والمتسيبة!! ولا أريد التطرق الي وضع المرأة في
المؤتمر الذي هومجرد تنوع في نوع الجنس فقط…!!
ولكن أين من كانوا علي
صهوة الجياد يدّعون الفروسية؟ وبمصلحة الوطن (!) يتشدقون علينا في كل
الفضائيات؟؟ هذا ما حالهم قبل الانتخابات عندما وصفوا الفضائيات – على حد
قولهم منبر الحرية… وهي دليلٌ علي نجاح الثورة!! ولكن بعد وصولهم… صارت هذه
الفضائيات عندهم أدوات فتنه!! وأبواق مؤدلجه!! وتعمل بأجندات!!
ومن هنا تغيرت
التوجهات، وكثُرت الأحزاب والتكتلات…!! من دون ترشيد ورقيب… فمثلها مثل
المحلات التجارية التي تفتح من دون إجراءات قانونية… وهي من تحدد صلاحية
ونوع سلعتها للمستهلك، وهل كانت البضاعة الفكرية المستجلبة من الخارج صالحة
فعلاً لبلدٍ عربي مسلم؟! وهل التسويق لهذه الأفكار يكون بالطرق العلمية
والصحيحة التي لا تمس حرية وعقيدة الأخرين؟؟… وإلا صارت سلاحاً قاتلاً من
الجهتين…
ولم يقتصر هذا علي
الاحزاب فقط… بل كان لتوجهات الاسلامية – أوكما تُسمى بذلك – نصيب الاسد من
كل ما سبق… فقد دخلوا علي البلاد كما لودخلوا علي بلدٍ مشرك… يبغون إقامة
الحدود ويفرضون الأركان بالقوة وكأن هذا الوطن لم يعرف الاسلام قط…!!!
ولكن من يحاجّ أهل ليبيا في إسلامهم الوسطي ؟؟ من هم ؟؟
نعم هم أناس نجدهم
يضعون القرآن في المقدمة… ولكن !! لا يعرفون من القرآن غير الزخرف الذي
يعلوالمصاحف… مختلقين أشياءً لا علاقة لها بالدين… نعم الإسلام يجُبّ ما
قبله، ولكن الناس لا تنسى ماضي بعض من يصنعوا من أنفسهم فقهاء وحكماء
والقائمين على إعادة دولة الإسلام المستوردة من بقايا العقول الجبلية –
الأفغانية – التي أنهكها التخلف والتلون علي ما تمليه عليهم رغباتهم
وشهواتهم تجاه الأمة. متناسيين أنهم كانوا بالأمس القريب يعتلون خيول
المعصية والخطيئة… نعم! إن الله غفورٌ رحيم، ولكن لم يحكّمكم الله على رقاب
الأخرين وتكون أوصياء عليهم وكأنكم أول وأخر التأبين… إلي الله… رافضين
المثول للشرعية والشريعة… تكيّفون الدين بما يتناسب وأغراضكم الشاذة
والمقيتة، لا حرمة لكم لشهر حرام… ولا إحترام…
بهذه الكيفية.. أرفض
الحزبية والتكتلات التي تُطلق علي نفسها إسلامية… أرجوكم افسحوا للشباب
طريق البناء وأكتفوا لهم بالدعاء، ويكفي إدعاء.. يكفي رياءً…!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق