قصة قصيرة بعنوان
عندما تعلم شادي كيف يعيش
حياة كريمة هانئة وسعيدة
بقلم / أ.ح.بن سعود
توضيح … هذه القصة القصيرة المتواضعة ، ليست عبثية أوبقصد التسلية فقط ، بل أيضاً هي تحمل مضمون ظاهره التسلية وجوهره ينشد حشد الهمم وتقوية العزيمة وأستنفار المشاعر من أجل صنع مستقبل أفضل للأجيال القادمه يسوده الإطمئنان والأمن والأمان وترفرف عليه رايات العزة والكرامة في ربوع وطن حر يعمه الرخاء ، ومواطن واعي حر وسعيد يحضنه الأمل بمستقبل واعد .
عندما تعلم شادي
كيف يعيش حياة هانئة
وسعيده ….. ؟!
في احدى البساتين الجميله بمنطقة جبلية تزخر بأصناف الحياة كانت السيدة النملة متجاورة في سكنها مع الحشرة الشهيرة السيد شادي المعروف ب( أبو أزيزي ) ذو اللحن الشجي والمتميز، وكانت النملة مندهشة بشده في أمره ، لإنشغال شادي بالغناء طوال ومعظم وقته ومن زهوه حالته لا يبدي أي انتباه لأي شئ أخرمن حوله ، والنملة لاتلي جهداً وبإصرار مستمر دون كلل ولا ملل تجد في البحت عن قوتها ومؤنتها لموسم الشتاء المعروف في هده المنطقة بشدة قسوته وبرودة طقسه وكان عندما يتقابلان في الطريق يسخر منها شادي ويقول لها بهزو لماذا أنت هكذا لا تأخذين قسطا من الراحة .
هيا كفي أيتها النملة وأسمعي أخر الحاني بدلا من هذا السعي والجهد المُستميت للبحت عن الغذاء فتحملقت في وجهه برهة وبرهه , لدهشتها من عبط سؤاله ، ترد عليه النمله مستنفرة ، نعم سيكون لي ذالك عندما يحين فصل راحتي وهو غالبا ما يكون طويلاً يا شادي ثم تُدير ظهرها وتنطلق بكل سرعة سعيا في طريقها .
يهز رأسه شادي ويضحك منها بقهقهة طائشه لامعنى لها ثم ينطلق مُردداً الحانه الشجية وهو يستشعر بأن الزمن يمر ويمضي ولا يتوقف ، وأستمر الحال على ماهو عليه … النملة تشقى ولا تدخر جُهداً لتحقيق هدفها المنشود ، وبقي شادي يلهو و يمرح ويغني متمادياً في ترفه إلا أن طلّ وحلّ فصل الشتاء بكل عنفوانه المعهود وتميز في هذه السنة فكان الجو قارصا شديد البرودة وبدأ الثلج يتساقط وظل على هذا النحو غائما وعم السكون أرجاء المنطقة ولزم الكل بيوتهم في انتظار أن يتحسن الجو .
ومكت شادي متحصناً في بيته نحواً من الزمن ثم بدأ يتململ لشعور بالجوع ولم يجد ولم يتمكن من الحصول على ما يسد به رمقه وبدأت علامات التعب والإنهاك تظهرعلى جسده وشعر بالضعف الشديد عندها قرر وهو مضطراً بعد أن تردد عن ذالك كثيراً أن يسال جارته النملة للحصول على ما يسد به رمقه …. فقرب من سكنها ودق بابها متلهفاً فخرجت منزعجة وفتحت بابها فوجدت شادى و قد ظهرت عليه علامات التعب والجوع واضحة ….
ثم قالت وهي مندهشة ، من ؟؟ أهو أنت ياشادي ما الذي جاء بك في هذا الطقس المُميت الى هنا وما الذي تريده … الم تعلم ؟؟ أنني الآن في فصل راحتى ولا أحب ولا أسمح بأن يزعجني أحد في خلوتي هذه مهما كان السبب ثم صمتت برهة وقالت هيا تكلم مادا تريد ؟ ، فرد عليها بصوت خافت ومُنهك سيدتي العزيزه أريد أن أستعير منك قليلا من الطعام أسد به رمقي لقد أوشكت أن أموت من شدة الجوع … فحدقت به حتى برزت عيناها من شدة دهشتها وبالغ إنزعاجها ونطقت في غضب منذرة له ألم تتعلم في طفولتك من أمك وأهلك بأن هناك أصول ونظام للحياة في عالمنا عالم الحشرات … الكل هنا يعتمد على نفسه فقط ولاغير نفسه ، فردد وقال متحسراً.
نعم … نعم ياسيدتي كنا نرى ونسمع ذالك كثيراً ولكني غفلت عنه ياويلتي. آه،آه متولولاً من شدة الجوع والتعب والارهاق .. في هذه الأثناء تمتمت النملة قليلا ثم هزت رأسها بتكبر و سألته مرة أخرى بعجرفة وماذا كنت تصنع في زهو وروعة وجمال فصل الصيف فرد قائلا مُتحسرا ، لقد انشغلت بالغناء ياسيدتي كنت طائشاً لا أبالي بشي .
مادا تقول ؟؟ كنت لاتبالي … نعم سيدتي … فدفعته من أمام الباب بقسوة وقالت له في إستهزاء وغطرسة ، عليك أن ترقص الآن بعد أن ركنت للهو وعدم المبالات هذا مصيرك أيها الطائش المغرور ثم بدأ يهتز رأسها من شدة فرحها بحالها وإعجبها بشطارتها ونشاطها وانضباطها وإمتثالها لنصائح ذويها وأهلها ومجتمعها ، كررت الضحك بصوت مرتفع وعالي وهي مفتخرة ومتباهية ، هههههههههه ثم أوصدت الباب بشدة في وجهه شادي البائس والحزين.
أرادت بذلك أن تعلمه درسا لن ينساه أبداً ، في حين رجعت لخلوتها بإطمئنان مرددة نصائح أمها وهي مسرورة ، نحن تعلمنا النظام والعمل قبل أن نتعلم كيف نأكل ياله من أحمق هههه عجباً ياله من غبي ههههه ورجع شادي بخيبته يجر قدماه في يأس وذل وبينما هو في الطريق الى بيته سقطت عليه فجأة ولحسن حظه بعرات من روث حيوان الرنة التي مر بطريق الصدفه بهدا المكان .. ففرح شادي بها كثيراً… وألتقف بعرات منها بإستعجال ولهف ، وبعد أن سد رمقه من شدة الجوع وبدأ حاله يتحسن ، قرر أن يحملها بكل سرعة ونشاط الى بيته ، كانت الكمية كبيرة وكافية لسد إحتياجاته طيلة فصل الشتاء ومن قسوة الموقف إستدرك شادي ما كان قد غفله في ما مضى وأنتبه واعيا الى مدى أهمية النظام والإجتهاد بالمثابرة ثم النشاط في العمل كي يجني من كل ذلك الحياة السعيدة والكريمة الهانئة والرغيدة منها قرر شادي بحسم أن يلتزم بذالك ما بقي على قيد الحياة عملا بنصائح أمه وأهله وما تعلمه من تجارب و دروس كانت شديدة القسوة في حياته ، كان هو من زكى أسبابها بممارساته الخاطئة .
بقلم : أ . ح . بن سعود
طرابلس ، ليبيا ؛؛؛؛؛؛
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق