الاثنين، 25 يناير 2016

محمود جبريل هو من اطاح بالجبهة الوطنية للانقاذ؟






  محمود جبريل
 هو من اطاح بالجبهة الوطنية للانقاذ؟


المنتصر خلاصة

24/1/2016  





يبدو ان التاريخ السياسي الطويل والنضال القديم لم يخدم جبهة الانقاذ. تلاشت تلك القوى وتبخر ذلك العنفوان. لا استطيع ان اقول ان ذلك حدث تحت تأثير المال السياسي فهي تعاني شحا مزريا انما للاسف تحت تأثير كساح سياسي اصاب كوادرها. لا وجود لمشروع سياسي لدى الجبهة يتماشى مع الواقع او ينطلق من الهموم مجرد بيانات جوفاء بأمكان أي دكان من دكاكين السمسرة ان يصدرها... الجبهة اليوم وبهذا الهزال السياسي المستحكم اراها احد اسباب نكبة ليبيا بل انني اعتبرها من المدانين الاوائل. 

كافة العاهات الموجودة على الساحة السياسية الليبية اليوم والتي ابتليت بهم ليبيا ان لم يكونوا اعضاء في الجبهة فانهم ضيوف شرف بها... الجبهة اخترقت فاخرقت حتى سال دمها على حافتي الوادي فلا صريخ لها ولا ناذب للاسف... الجبهة بتاريخها الطويل في المعارضة وخبرة رجالاتها المخضرمين لم تستطع مواجهة تحايلات جبريل السياسية. استطاع الاطاحة بهم عندما استطاع قذف كبيرهم خارج الحلبة. هم اليوم وبدهقنة محمود جبريل خارج منطقة الفعل السياسي. 

الاعتراف بتقدم محمود جبريل سياسيا على كل الموجودين بما فيهم دار الافتاء هو وحده الذي يعيد التوازن ومن ثم القدرة على التركيز... اكتشاف مواطن القوة لديه يظهر العوار لديهم فيمكنهم بالتالي من الاصلاح... الاعتراف له بالتفوق يمنح خصومه امكانية اعادة تدوير تفاصيل اللعبة.

الجبهة ربما بحسن نية ولكن حتما بضحالة سياسية وفقر واحتياج شديدين للحصافة قبلت بأن يكون رئيسها الدكتور محمد المقريف خارج العمل السياسي عملا بقانون العزل السياسي.

الاتفاق كان بين الجبهة والتحالف وبما ان قوة محمود جبريل تكمن في وقوفه خلف الستارة فإن تطبيق القانون عليه لن يضيره بل سيفيده ويظهره كملتزم بمقررات الثورة بينما هذا يضير خصومه الذين اعتادوا تواجد قادتهم على روؤسهم.

الحقيقة ان هذه سقطة سياسية فظيعة لا يقع فيها مخضرم ما لم يكن هناك خيانة من داخل الجبهة اشارت عليهم بقبول ذلك او ان الجبهة فعلا كانت خاوية على عروشها سياسيا ولا تملك مقومات التكتيك السياسي وبالتالي تواجدها في المؤتمر الوطني كان احد اخفاقات الجماهير التي اختارتها.

الامة باحيائها لا برفاتها... والعيش على المجد التليد دون ان يكون هناك عقب وليد يكمل المسيرة كمن رزق بولد ومات... السقطة اعقبتها سقطات... ليس في خروج الدكتور محمد المقريف  فقط بل ما جناه الدكتور جبريل الدهقان السياسي المحنك فيما بعد.

سقطة الجبهة كانت عندما قبلت بخروج زعيمها التاريخي دون ان تضمن خروج ما يوازي ثقله فعلا وتأثيرا لدى التحالف... بيضة الديك التي كان تواجد المقريف ضامنا لعدم فقسها استطاع جبريل حتى طهيها... خرج الدكتور المقريف وبقي زيدان في رئاسة الوزراء والحاسي على المخابرات وهذين من جلاوزة التحالف روحا وهوى في الوقت الذي ظنت الجبهة ان انتماءهما وولاءهما السابق لها قد يفعل فعله. 

للاسف خروج الدكتور المقريف جعلهما يتغولان بدرجة فاقت ما كانا عليه ايام المقريف وهو على سدة رئاسة المؤتمر... كان الوحيد القادر على ضبط زيدان والحاسي بحكم الخبرة والنضج... ما ان ترك المقريف مكانه حتى استطاع زيدان الامساك بتلابيب المؤتمر واحكام قبضته عليه بفضل جبريل واللعب خلف الستارة حتى  ان المؤتمر عجز عن تحصيل النصاب لاقصاءه.

الضربة كانت موجعة وظهرت نتائجها فيما بعد من خلال الابتعاد التام عن المشاركة الحقيقية في الاحداث الجارية وهم من كان بمقدورهم تقديم خبراتهم لصالح ليبيا وانقاذ الشعب الليبي فهم الادرى بالخونة والعملاء والحاقدين لكن للاسف استمرت الجبهة في منح صكوك الوطنية للخونة فأستهلكت تاريخها واستهانت بتضحيات مناضليها فوقعت فيما وقع فيه الاخرون فلا ضمان لاحد والعبرة بالخواتيم وعلى الجبهة اليوم التفكير جديا في حل نفسها حفاظا على تاريخها الذي هو جزء من تاريخ ليبيا والعودة الى صفوف الشعب والمشاركة الفعلية الجادة لاعادة صياغة المشروع الوطني المنقذ بدلا من اللهات خلف الاضواء واستنزاف الرصيد الذي اوشك على النفاذ.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق