الأحد، 4 سبتمبر 2016

محطات خالده في مسيرة رجل الشيخ المرحوم / حسين طاهر الحاسى


محطات خالده في مسيرة رجل
 الشيخ المرحوم / حسين طاهر الحاسى 

 
بقلم الكاتب / أسامه الجارد .
تم نقل الموضوع كما هو من موقع ليبيا المستقبل .

لم تكن كتابة التاريخ يوماً وسيله للكيد أو الخديعه كما لم تكن نكايةٍ في شخص ما أو إمعانا في تشويه سيرة احد بل كانت دوما جلاء للحق واستبياناً للحقيقه حسب المؤرخ فيها أن يجعل الماضي يأتي غداً لا يمل ولا يكل في متابعة الحدث والواقعة وأمجاد الرجال صناع التاريخ.. ولا يخفى على القارئ المتابع للشأن الليبي غياب الإهتمام بالكتابة التاريخية عامة وسير الأعلام خاصة، وهوغياب يُتوجب العمل لسد ثغرته وملء ساحته فهوجزء من واجبنا نحوهم واستمرار لحمل راياتهم وألويتهم الخفاقة. وكما قال احد المثقفين "إن الوفاء للأجداد لا يعني الاحتفاظ ببقاياهم بقدر ما يعني تناقل الشعلة الدافقة التي حركتهم".
 إلا أن هذا قد غاب عن بال الطبيب الهُمام الذي بدلا من أن يساهم في تبييض وجوه الأطباء الذين هجرهم المواطن ليسافر بحثا عن العلاج بعد أن فقد الثقه فيهم.. بدلا من هذا نسى طبيبنا الجراح مشرطه في معدة احد التعساء وهرع ليستل قلماً (دون كوشوتيا)[1] طائشاً يحارب به أوهام الظلام ليوهم الناس أنه رجل مثقف ليس له في الأولين نظير ولا في الآخرين منافس مشوها سيرة رجل شهد له الأبعدون قبل الأقربين بطريقه هي اقرب ما تكون الى حديث الضرائر اللاتي يكلن للخصم وقد أعمت عيونهن الغيرة بلا خوف من راصد ولا وجل من متتبع.. لقد تحول طبيبنا من جراح الى مؤرخ, قد يكون هذا من حقه ولكنه لم ينجح وقد استقى معلومات لغرض تشويه إحدى الشخصيات الوطنية التي ساهمت في استقلال البلاد هي شخصية حسين طاهر واتهامه في الضلوع بمقتل المجاهد الفضيل بوعمر من باحث والباحث بدوره من حارس مقبره؟! ونسجا لها قصصا أغرب من الخيال أصبحت تلوكها الأفواه وتلهج بها الألسن وتروج لها أقلام السوء وترددها المنتديات وترصدها الصحف وتسجلها، دون استحياء !! فهذه تهمة زائفة أوهن من بيت العنكبوت. وإذا كان التخلص من الفضيل بوعمر يخدم هدف الإيطاليين فما دخل حسين طاهر في هذا وما مصلحته فيه ولِمَ يخدم حسين طاهر الإيطاليين؟ هل يخدمهم لا ستشهاد ثلاثمائة وخمسه وسبعين رجل من قبيلته؟[2] الذين لقوا حتفهم في إبادة جماعية بمعركة القرقف ضد الإيطاليين[3] أم على الخمسة وعشرين شخصا الذين استشهدوا مع الفضيل بوعمر نفسه قي المعركة (معركة السقيه ـ الاثرون) من قبيلة حسين طاهر؟ أولأول المعتقلات (معتقل البقاره)[4] الذي نصب لأهله؟ أوعلى مصادرة ممتلكاته من قبل الإيطاليين؟ (انظر الوثيقه المرفقه) وهذا غيض من فيض.

معتقل البقاره من أول المعتقلات الايطاليه
في ليبيا التي نصبها الإيطاليون لقبيلة الحاسه

صوره لمعتقل البقاره من جانب آخر
  
التقطت هذة الصور في تركيا من اليمين الى اليسار عبدالكريم بومرعيط، حسين طاهر، بن حمد داود عريب
حسين طاهر من مواليد سنة 1900 م بقرية الصفصاف ـ جنوب شرق شحات ـ تلقى تعليمه الأول في الزاويه السنوسيه بمدينة "شحات"[*] وهومن أول دفعات الطلاب التي أرسلها "أنور باشا" (راجع مقالنا عن أنور باشا) لغرض الدراسه في تركيا كغيره من أقربائه[5] وأقرانه الذين كانوا أول دعامات الإداره في عهد الاستقلال. وهواحد ألأفراد المتعاونين مع الجيش الثامن (السنوسي) ومنذ استقلال إمارة برقه في يونيو1949 م كان من أول عشرة موظفين في ولاية برقه[6] ثم عضوالمؤتمر الوطني البرقاوي، وبعد ذلك متصرف لمدينة المرج 1949م وعند استقلال ليبيا 1952م تبوأ فيها أعلى المناصب السياسية والتشريعية سواء من قبل حكومة المملكه في ذلك الوقت (ناظر الزراعه، ناظر الأشغال العامه، ناظر الصحه الى سنة1961م[7] عضومجلس الشيوخ ورئيس للجنة الخارجية والدفاع حتى قيام الثوره) أومن عامة الناس الذين كانوا يصوتون له في الدورات الانتخابيه في المجلس النيابي في ذلك الوقت[8] وعامة الناس هؤلاء الذين ذكرناهم منهم الكثير من المجاهدين كانوا أحياء في تلك الحقبه شهدوا له برجاحة العقل ودماثة الخلق لم يتحدث منهم احد على نظرية المؤامره الذي تحدث عنها الطبيب, ويكفينا قولا حول إخلاصه وتفانيه في حب بلده ما رثته به أسرة تحرير جريدة العرب اللندنية في عددها 4410 وذيلت نعيها هذا بــ "كان أحد القلائل الباقين من رفاق شيخ المجاهدين عمر المختار وقد شارك في الجهاد الليبي واشترك في العديد من الفعاليات الليبية وتولى العديد من المناصب السياسيه والتشريعيه وكان مثالا صادقا للمواطن العامل المخلص لوطنه وأمته وخدمة مواطنيه بنزاهته التي اشتهر بها...."
 ولوكان البعض؟ ينظر له على انه من رجالات العهد البائد أوانه كان من ضمن التشكيلات السريه المدنية التي كانت تعمل مع الإنجليز بأوامر من السيد ادريس السنوسي فهذا تفكير مردود عليه منطقيا وتاريخيا لأن لكل عصر منطقه ووسائله التي تختلف حتما عن منطق أي عصر آخر فإن تحالف الليبيين وخصوصا الطبقه المتعلمه منهم كان أمراً قد استدعته ظروف تلك المرحله الزمنيه بمنطقها، وهوتحالف مع الشيطان إن صح التعبير من اجل استقلال بلادهم ومن اجل مناوءة الفاشيه والنازيه وهما أعتى نظامين عسكريين لا بد من محاربتهما بشتى السبل (عسكرياً، سياسياً، مخابراتياً) وقد لعب المجندين والموظفين الليبيين دورا حازما وحاسما في مساندة إخوانهم الثوار فدورهم متمم لدور المجاهدين فهم وإن أجبرتهم ظروف العصر على الالتحاق بالقوات الايطاليه كما يذكر شكيب ارسلان[9] "..... إن الرجال والشبان الذين تتراوح أعمارهم من 15 الى 40 سنة اجبروا على الانخراط في قوات الجيش وأما الصغار الذين تتراوح أعمارهم الى 14 سنه فقد اخذوا بالقوة من أهليهم وأرسلوا الى ايطاليا بحجة تعليمهم ولكن في الحقيقة من أجل تنصيرهم....." فقد حاولوا توظيف الدين ولكنهم منوا بفشل ذريع وقد دفعهم الحقد الصليبي إلي ملاحقة الليبيين واستفزاز مشاعرهم الدينية فقد كانوا يرددون "ليأت محمد نبيكم البدوي الذي أمركم بالجهاد وينقذكم من أيدينا"[10] ولاحقوا الناس حتى في دور العبادة كما حدث مع رجل يدعى الشيخ يونس بن مصطفى كان معتكفا في غار بزاوية الفايدية فسدوها عليه واحرقوه مع تسعة أشخاص تأويلا لاعتكافه بالتجسس عليهم فقد ربطوا السياسة بالدين لعلمهم أن الإسلام كان احد أهم عوامل الجهاد ضد الغزوالأجنبي.. رغم كل هذا إلا إن لم الليبيين يتخاذلوا عن حسهم الوطني فلعبوا دورا مخابراتيا ذكيا استهانوا فيه بعقل الغازي الإيطالي ووظفوا خبرتهم في تزويد إخوانهم المجاهدين بمعلومات عن خبايا وتحركات القوات الايطاليه وثبت بالدليل القاطع لدى الإيطاليين إن المجاهدين يحاربونهم بسلاحهم نفسه الذي كانوا يغتنمونه أثناء المعارك، أوما يصلهم من هدايا ومساعدات من أقربائهم وإخوانهم الخاضعين للسلطات الإيطالية، كما ثبت لدى المخابرات الإيطالية أن المجندين الليبيين بالجيش الإيطالي كانوا يتعاطفون مع بني جلدتهم المجاهدين ويمدونهم بالأسلحة.[11] مهما اظفوا عليهم من ألقاب ورتب وخير دليل حكاية الشيخ سليمان سعيد شيخ قبيلة الطرش ( العرفه) الذي كان يوما يحمل وسام النجمه الايطاليه للمستعمرات برتبة ضابط إلا أنه قد حكمت عليه القوات الايطاليه بالإعدام لأنه كان يستغل نفوذه ويتعاون مع المجاهدين[12] وأيضا الصحفي عمر فخري المحيشي رئيس تحرير مجلة ليبيا المصور الايطاليه فقد كان المحيشي يتحايل على الإيطاليين بنشر منشورات المجاهدين بحجة انه يرد عليها وله من وراء ذلك مقصد، وهوإطلاع الناس على هذه المنشورات، وأن المجاهدين مازالوا في نشاطهم لحماية الوطن وقتال العدو[13]. ومجند آخر ورد اسمه في كتاب روايات جهاد يدعى عبدالحميد بوجنوب كان يمول المجاهدين بالذخائر والاسلحه[14] فقد كان المجندون الليبيون يطلقون أعيرا نارية في الجوثم يتركون الذخيرة بالكامل في ارض المعركة ليأخذها إخوانهم المجاهدون فاعتادوا أن يجدوها في أكوام ترابية تعرف محليا.. بكدوة بوعمايا (الخلد) وأيضا مواقف كثيرة مازالت تروى عن رافع بومغاثه على الرغم من كونه يعمل مع الإيطاليين إلا انه كان يكشف عن مخططاتهم بصوت عالي مرتفع في سوق شحات القديم على سبيل المثال: ستخرج قوات حكومة ايطاليا العظيمه لتأديب العصاة فلان... وفلان... اسمعوا والحاضر يعلم الغائب. وحكاية لمجند آخر ضاع اسمه ولم تبقى سوى عبارته أنقذ قبيلة بأكملها من الاباده ونبه تلك القبيله ببيت شعر قائلا: "اصحوا يا رقود البيت.. جاكم السيل أوشالكم" إلا أن كل هذا قد غاب عن الناس وأصبحوا يحكمون بطريقة عفوية على الأحداث التي وقعت منذ سنوات عديدة مستعملين في حكمهم المقاييس والمعايير المتوفره الان! وأنني لا أعمم ففي كل مجال استثناءات وشذوذ.  ولهذا سيتبين لنا الدور الكبير الذي لعبه "حسين طاهر" عند Michael Asher في كتابه Get Rommel عن حسين طاهر مدير قرية سلنطه في ذلك الوقت بالقول:
".... كان رجلاً وطنياً يحمل للإيطاليين حقداً دفينا هذا الرجل الذي خدم في الحكومة الإيطاليه كغيره من الليبيين ولكنه يتذكر ما فعله أعداء الوطن من قتل ومشانق ومعتقلات فهم أعداء لكل الليبيين وحسين طاهر يتعاون مع منظمة استخباراتية تتكون من مجموعة تابعة للقوات العربية الليبية (الجيش السنوسي) المتواجدة في مصر"[15]
وجاء في نفس الكتاب في موضع أخر "... كان حسين طاهر مديرا لقرية سلنطه في ذلك الوقت، لا يكن ودا خاصاً للإنجليز، ولكنه يكره أعداءه وأعداء وطنه الإيطاليين، وكغيره من الليبيين يتمنى أن يتحرر وطنه منهم. كما أنه ـ كأبناء جيله ـ يكن الولاء والحب للسنوسيين.."[16] وقد بدأ تعامل حسين طاهر مع الجيش الثامن بعد استلامه رساله من السيد ادريس السنوسي كما يذكر الأستاذ سعيد ذوقه في بحث له غير منشور بعنوان "من صور الجهاد الغير مسلح للشعب الليبي ضد الاحتلال الإيطالي 1911م ـ1942م" في هذا الصدد "... أعطى السيد ادريس السنوسي ـ مجموعه من الخطابات والتوصيات لغرض تقديمها لمن يثق بهم وكانت أحداها لحسين طاهر حيث ألح السيد ادريس السنوسي أن يتصلوا به قبل غيره[17] فقد تمكن ضباط الاتصال بالجيش الثامن من التسلل الى ليبيا عن طريق البر عبر الحدود الليبية المصريه والبحر عبر ميناء خشم الكلب (الحمامة) مثل هسلدين، وجيفري كيز، بينيكوف، مرتدين ملابس محليه (الجرد) واستخدموا أصباغ لتغيير لون بشرتهم بالإضافة الى إتقانهم اللغة العربية وبدا ضباط الجيش الثامن بعمليات اتصال بالأهالي مثل على باشا العبيدي، عبدالقادر بريدان، سعد الرقيعي.
 لقد كان حسين طاهر رجلا حصيفا في وطنيته فلقد كان ملما بطبيعة الحكم الإيطالي الغاشم وأسلوبه الوحشي في معاقبة الليبيين، فعندما عثر شخص على كيس غرب قرية ماميلي Villaggio mamilli (قرية عمر المختار الحاليه) به مستندات فسلمها ذلك الشخص؟ لمدير قرية سلنطه حسين طاهر وما أن قراها حتى نهض من مجلسه منفعلا قائلا: "لا.. لا.. لا.. احرقوا الورق.. احرقوا الورق.. هذين أوراق لويصلن للطليان نواجع ينحرقن حرق".. ويعلق مضيفا الأستاذ سعيد ذوقه حول هذه ألحادثه"... التزم الحضور الصمت والذهول حتى تمت عملية الحرق ولما استوضحوا الحاضرين حسين طاهر قال لهم أن الجراب به أسماء الأسر التي تدعم المجاهدين وعلى رأسهم المجاهد عصمان الشامي احد مساعدي عمر المختار..."[18] وقد حدثني الشيخ عبدالله دلاف عبدالله (مقابلة بتاريخ 1/1/2011م) وهوابن سبعة وتسعين عاما واحد أعيان قبيلة "البراعصة" بالجبل الأخضر ومحط ثقة الجميع كان قد عاصر وشاهد الكثير من الأحداث التي تروي مقاطع من تاريخ ليبيا قائلا لي فيما معناه:
"..... كانت وظيفة مدير قرية سلنطة (يقصد حسين طاهر) تنحصر في الشؤون المدنية فقط كالقيام بإعمال الشؤون المحلية للأهالي على سبيل المثال: فض المنازعات بين الأهالي على الماء والمرعى وحدود الأراضي والخلافات والخصومات الاجتماعية الأخرى والإشراف على توزيع التموين وتحديد حصص العائلات والأفراد وما شابه... وعندما جاء المجاهد عمر المختار الى نجع البر اعصه ومعه مائة فارس الى قرية سلنطة أقيمت له مأدبة عشاء في منزل الشيخ دلاف عبداللة (والد الراوي) وكان من ضمن الحضور حسين طاهر.. على الرغم انه موظف مع الإيطاليين إلا أنهم كانوا لا يثقون فيه ثقة كاملة لعلمهم بولائه لأبناء وطنه...."
 وروى لي المجاهد عبدالرازق بوالفقيه ( مقابلة بتاريخ 8/1/2011م) وهومن مواليد 1909م وقد عاصر الكثير من المعارك وشارك فيها هووأفراد من أسرته وقد اختزنت ذاكرته بالنادر من الأحاديث عن كل ما يخص تلك المرحلة من عمر البلاد بحديث يؤيد ما ذهب إليه الشيخ عبداللة دلاف مضيفا حادثة إعدام مجاهد لأسرة السمين قائلا: "عندما علمنا بالقوات الإيطالية ألقت القبض على المجاهد عشيش السمين وتنوي محاكمته أسرع الشيخ دلاف عبدالله بإبلاغ حسين طاهر بالواقعة مستنجدا به وقال له "ودك تزمطها ودك تمشيها لقدام " فتوسط للمجاهد المذكور واعتق بضمانه شخصيه من قبل حسين طاهر..." وختم المجاهد بوالفقية كلامه لي "حسين رجل زين في وقت شين".

المجاهد عبدالرازق بوالفقية
الشيخ عبدالله دلاف عبدالله
 ودليلا آخرا على حصافته التي كان يسوس بها هموم الوطن نصيحته لأحد مساعدي "جيفري كيز Geoffrey Keys" في مهاجمة وتدمير خطوط الهاتف في طريق الفايديه وسلنطه نصحه حسين طاهر قائلا: "...... استدعاني ( يقصد الضابط البريطاني هلسدين Haselden ) مره ثانية إذ إنني سبق وأن قابلته من قبل، وطلب مني مرشدين حتى يدلاه على الطريق في الليلة التاليه من وصوله والتي كانت من المقرر أن يقطع فيها خطوط الهاتف، وفعلا أحضرت له ما يريد في اليوم التالي وأنجز مهمته إلا إنني اعترضت على خطته في الهجوم على "جردس الجراري" إذ انه لم يكن لديه ما يكفي من الرجال لمقاومة الكتيبة الإيطاليه هناك، كما أن الإيطاليين سوف يقومون بالانتقام، أن حدث وشن هذا الهجوم ، من السكان المحليين، ومن ثم ألغى (يقصد الضابط الإنجليزي هسلدين Haselden) خطته"[ 19] فلوكان عديم الوطنيه لما كان حريصاً على أرواح الليبيين الذين كان سيطالهم انتقام الإيطاليين وهوانتقام شنيع يورده نفس الكتاب بان الإيطاليين كانوا يعلقون المنتقم منهم من فك فمه بكلاب[20]. يتبين لنا من ذلك إخلاصه وولائه لوطنه ولوكان غير ذلك لكانت هذه الواقعة فرصة سانحة له ووشى بالإنجليز المتعاونين مع الجيش الليبي (الجيش السنوسي) الى الإيطاليين مما سيعطيه الحضوه والحفاوه لديهم إلا انه اختار الانحياز الى وطنه رغم خطورة العملية والاشتراك فيها وما ترتب عليها كما سيأتي ذكرها. والقارئ الذي سيطلع على هذين الكتابين: Geoffrey Keys v.c. of the Rommel raid (لم يترجم) وGet Rommel لي Michael Asher (لم يترجم) ستتضح له مدى اهمية الدور الكبير والهام الذي قام به المناضل "حسين طاهر" في التخطيط والاغاره والمشوره لقوات الحلفاء والجيش العربي (الجيش السنوسي) على المقرات الايطاليه والالمانيه . وبعد أن كشف أمر المناضل "حسين طاهر" من قبل الإيطاليين بعد فشل عملية اغتيال رومل المسماه عملية الزعنفة Operation Flipper اضطر للهروب الى مصر ومنها الى السودان بسبب دخول قوات المحور الى الأراضي المصرية وسقوط منطقة العلمين في يد قوات المحور واعتقد الليبيين اللاجئين الى مصر أن قوات المحور ستصل الى مدينتي الاسكندريه والقاهرة وقبل مغادرته الى السودان ترك أهله في رعاية الشيخ احمد مرسي؟ بحارة الرقيق ( مصر القديمة)[**] وبصحبته مجموعه من الليبيين جهابذة السياسة في ذلك الوقت نذكر منهم: ونيس القذافي (رئيس وزراء ليبيا الأسبق)، عبدالرازق شقلوف، علي نور الدين العنيزي، علي المكاوي، علي الجربي، وأسرة الأشهب وأخرين وكان من بينهم الكاتب عباس محمود العقاد[21] الذي آلف كتاباً في ذلك الوقت "هتلر في الميزان" ووصف فيه هتلر بأوصاف ونعوت مما جعله يهرب الى السودان خوفا من سقوط مصر في يد قوات المحور ولقد روى لنا يوماً احد مرافقي حسين طاهر الى السودان عباره جميله دارت مابين حسين طاهر مع الأستاذ عباس العقاد مازحاً "الم تجد في العالم إلا هتلر تضعه في الميزان!!" ومن مفارقات الحرب العالميه الثانيه كان الليبيين يتمنون انتصار قوات الحلفاء والمصريين يتمنوا انتصار قوات المحور! وكان حسين طاهر قد لعب دورا مخابراتيا محوريا بالتعاون مع الكابتن "هسلدين Haselden" كيدا في القوات الايطاليه ولقد كان "هسلدين" Haselden يعتمد عليه في تقييم ولاء عرب برقه، فكان حسين طاهر بذلك رابطا مابين عرب تلك ألمنطقه وجيش التحرير (السنوسي) لا لشئ إلا لمحاربة الغازي الإيطالي (للأطلاع على كامل النص باللغة الإنجليزية اضغط هنا).

الضابط الإنجليزي " هسلدين " متخفي في الزي الليبي
حسين طاهر  يرتدي ملابس بيضاء في  الخرطوم  بالسودان
فقد حدث هذا أيضا مع بقية الليبيين كما يذكر د. فرج نجم: أن جيش التحرير الذي عُرف بالقوة العربية الليبية - نواة الجيش الليبي - التي شاركت الإنجليز تحت اسم LAF(القوه العربية الليبية) في قتال قوات المحور (ألمانيا وإيطاليا) في الحرب العالمية الثانية، فقد كان معظم رجالها مجندين لدى الطليان (الشناوير) ولكنهم خذلوا الطليان عند سيدي براني فأسرهم الإنجليز ومن ثم انضموا إلى إخوانهم المرابطين بمصر ليكونوا قوة فاق عددها احد عشر ألف مقاتل استطاعت أن تكشف عورات الطليان والألمان في ليبيا مما مهد للإنجليز دحرهم عن أرض الوطن وهذا بشهادة الإنجليز أنفسهم، وقد كانوا فرحين بما قاموا به على يد السيد شمس الدين السنوسي، أحد رجالات السنوسية، الذي دعاهم إلى التجند في صفوف الجيش السنوسي، فصفقوا على طريقة البدوفيما يعرف بـ "الكشك" واهتزجوا أمامه:
جميع الذنب لي درناهسيدي شمس الدين محاه[22]
ومن النوادر الطريفه في هذه الصدد ربما يكون حسين طاهر قد أورث هذا الحس ألمخابراتي لابنه الوحيد المرحوم خليفة فقد حدثت لي معه نادره إذ إنني زرته يوما في بيته للاستفسار عن بعض المسائل في كتاب جيفري كيس فعندما طرقت باب منزله في مدينة البيضاء خرج علي شيخ مسن فسألته هل هذا منزل الحاج خليفه فرد علي (انعم.. انقولا من؟) فأعطيته اسمي بالكامل فغاب عني بعض من الوقت وقال لي (قال لك خش للمربوعه تفضل.. غير مايقدرش يطلع) وعند جلوسي احضر لي ذلك الشيخ كوب شاي وجلس بجانبي وسألني (مافيش برانيا .. ايش تبي في خليفة؟) وبعد حديث دام أكثر من نصف ساعة تبين لي أخيرا أن ذلك المسن هوخليفة حسين طاهر نفسه.
لقد كان حسين طاهر وطنيا غيورا على وطنه ولا يخشى في هذا لومة لائم فقد واجه الموت من قبل من اجل ما يعتقد انه من مصلحة الوطن، حيث جاء في إحدى الرسائل من صفحتين بتاريخ 22 مايو1956م موجه من ناظر الصحة الى رئيس المجلس التنفيذي رقم ن/ص/36 أ ـ ما نصه:
"....... أما من حيث الشجاعة التي أشرتم إليها ، فإنني لم افقدها حتى عندما كنت اعلم إنني سأساق الى المشنقة، ولم افقدها أثناء المغامرات العديدة الجريئة وغيرها في أوقات عصيبة، ولم أكن من الذين يجاملون الغير على حساب المصلحة العامة مهما كانت الظروف والأحوال.... ولأول مره في خدمة تزيد على الخمس وثلاثون عاما في حكومات مختلفة وفي شتى الإدارات وفي أوقات عصيبة ودقيقه يصعب فيها على معظم الرجال أن يتحملوا مسؤوليتها......"
وقد جاء رد رئيس المجلس التنفيذي على ناظر الصحه مزيلا لأي التباسات قد تكون أحاطت برسالته السابقة م/ ت/4293 بتاريخ 6 يونيو1956م في قوله: "لقد اطلعت على رسالة حضرتكم وقبل أن اعلق على ما جاء فيها أود أن الفت النظر الى أن حرصكم على مصلحة هذه الولاية بوجه عام والخدمات الصحية بوجه خاص لم يكن موضع شك أوبحث ونفس الشئ يقال بالنسبة لما بذلتموه وتبذلونه من جهود في سبيل رفع المستوي الصحي في البلاد.......... أما عن الشجاعة التي تطرقتم أليها فلاشك أن حضرتكم ستلاحظون أنها وردت في التعليمات العامة التي تشمل جميع الموظفين الذين ينتدبون لتمثيل هذة الولاية في مثل هذه المجالس والاجتماعات ولم يكن المقصود منها شخص معين........"
ولهذا نرى أنه من واجب مركز الجهاد الليبي أن ينفض الغبار عن أرشيفه قبل أن تهتري أوراقه ليقدم للقارئ الليبي كشف حساب محايد عن تلك المرحله المهمه من عمر الوطن وأن يتنبه الى استمرار هكذا كتابات غير صائبة بل وجائرة من بعض الأقلام التي تشوه صفحات بيضاء من حياة الليبيين يفترون على الحقائق ولا يدرسونها دراسه موضعيه بل يدرسونها دراسة ذاتية محرفين الكلم عن موضعه تمسّ الناس في أعماقهم وتبقى جراحا علَّها لن تندمل! فبدلا من أن نكرمهم نجد أنه قد طعن في وطنيتهم من قبل بعض من يسمون باحثين..؟ الذين سخروا أقلامهم وبحوثهم القائمة على تل من الأكاذيب للتزلف والنفاق والنميمة والمحسوبية وركلوا العديد من المجاهدين الحقيقيين في زوايا النسيان..!؟ أو من مزورين لتاريخه العقائدي والديني (وقد نوهنا في ورقتنا تاريخ كنيسة البنتابوليس الى هكذا محاولات هدفت الى تنصير التاريخ بعد أن فشلت في تنصير الحاضر) فان ثقافة التزييف والتهميش وسنة المكر والفرقة فمصيرها إلى بوار وفشل لأنها سنن الله العلي تتجلى في التاريخ على أيدي البشر.
كما أن من واجب مركز الجهاد وباحثيه أن يعكفوا على الحصول على الوثائق الموجوده بوفره سواء في الارشيفات الإيطاليه أوالتركيه فمما لاشك فيه أن هناك وثائق تحكي بدورها عن مراحل مهمة في تاريخ الجهاد في ليبيا فإن مهمة مركز الجهاد الليبي ليست تشجيع الأدبيات التي تتعامل مع التاريخ الليبي في جهاده الطويل وحسب بل أيضا السعي الدؤوب من اجل استعادة تاريخ ليبيا وأثارها (انظر مقالنا أثار قورينا في مهب الريح) من تلك الدول وترجمته الترجمه الصحيحة!؟ فتاريخ ليبيا وأثارها هوجزء عزيز من ثروتها، بدلا من أن نستقي معلوماتنا من حارس مقبرة (إن صحت الروايه) قد يكون أصيب بلوثه في عقله من جراء تلك الوحده التي كان يعانيها بتواجده في مقبره موحشه!
وإن لا نحمل أشخاصا أوأسرا أوحتى قبائل جريرة أخطاء لم يرتكبوها وجدير بالذكر أن جل القبائل الليبيه قد شاركت في الجهاد دون استثناء في خندق واحد ضد المستعمر الإيطالي حتى إنها أصبحت تتبارى فيما بينها في تقديم البطولات والتضحيات والمواقف حتى لا تكون موضع سخريه واستهزاء أمام بقية القبائل الأخرى.... وحقيقة سياسة قطع الرأس التي أرادوا تلفيقها لحسين طاهر نهج قد اتبعه المستعمر الإيطالي في أواخر العشرينيات لعقاب كبار المجاهدين ليكونوا عبرةً لغيرهم من المجاهدين الاخرين كما فعلت مع المجاهد الفضيل بوعمر والمجاهد يوسف بورحيل والمجاهد صالح أبومطاري بهدف الترهيب كما أن سياسة جز الرأس اتبعها الأتراك في ليبيا لعقاب كبار المتمردين وخير مثال على ذلك غومة المحمودي وعبد الجليل سيف النصر وحمد بوحوا الحاسي الذي رثته أمه في مصابه:
ما حال دايم يا حمد بوحواالي راسك أيدلل في المهاجر جوا
مما لا شك فيه أن الدافع من وراء هكذا كتابات ليس الوطن أوالغيره عليه فالوطن يحتاج الى لملمة الشمل حول تاريخ واحد يكون بمثابة العصب الرابط لأبنائه.. إن الدافع وراء هذه الكتابه التي تريد النيل من أناس شرفاء بشهادة كل من عاصر الشيخ حسين طاهر كان سبباً شخصياً مخفياً بين جوانح الطبيب!؟ الذي اندفع الى تلفيق التهم جزافا في حديثه هذا.. وأخيرا هاهوحارس المقبره قد مات ترى من أي حارس مقبره آخر سيستقي طبيبنا معلوماته الجديده في تجريح صرح آخر من صروح الوطنيه؟. ولا يسعني في الختام إلا أن ارفع كلتا يدي سائلا المولى الرحمه للمجاهد "الفضيل بوعمر" وللشيخ "حسين طاهر" ولحارس المقبره إن وجد ولطبيبنا الهداية... وفي انتظار حارس مقبره جديد!
أسامة خطاب الجارد
مواضيع ذات صله: The Plot to Kill Rommel
التقطت الصورة في لبنان من اليمين ممثل عن الخارجيه اللبنانية
حسين طاهر ناظر الصحة، على نور الدين العنيزي سفير ليبيا في لبنان،
محمد سرقيوه عن الخدمه المدنيه، ومناسبة هذه الصور إبرام عقد جلب أطباء وفنيين
السيد حسين طاهر مع مجموعة مهندسين في جلسة عمل
كلمة السيد "حسين طاهر" في مدينة شحات بمناسبة
وضع
حجر الأساس لمصحة شحات الصدريه
من اليمين السيد "حسين طاهر" ويظهر في الصوره السيد "يوسف لنقي" يصافح السيد "ادريس السنوسي" بمدينة شحات سنة 1955م
من اليمين السيد ونيس القذافي  السيد بوسيف ياسين،
السيد حامد العبيدي، السيد حسين طاهر
من اليمين....؟ فضيلة الشيخ عبدالحميد الديباني، السيد يوسف لنقي،
السيد عبدالله بلعون
.......؟ السيد ناصر عبدالسلام الكزه، السيد حسين طاهر
من اليمين كل من: .....؟، .......؟ السيد حسين مازق،
اللواء محمود بوقويطين، السيد حسين طاهر
الوقوف من اليمين: عبدالله المجدوب، جمعة حامد، ...؟ حماد خيرالله، أمحارب عيسى، فرج بوغريب،
عبدالكريم الهريم ، عبدالغني حندور، حسين طاهر، احميده خليفة، موسى عبدربه، سعد بوخيرالله،
بكار بوعقيله، هيبه عبدالسلام،...؟
الجلوس من اليمين: خليفة امدلله، محمد بولشيلم،
طاهر خليفة، محمد المجدوب، عبدربه بوالحاج، عبدالهادي عكيش
بوشعرايه يونس، ....؟
حسين طاهر قبل وفاته
وثيقة إثبات مصادرة أملاك السيد حسين طاهر من قبل القوات الايطاليه

رسالة من السيد "ادريس السنوسي" الى الشيخ "السيفاط بوفروه" ويظهر في الرسالة أن الشيخ
"حسين طاهر" سيبلغ الشيخ
"السيفاط بوفروه" رساله شفويه؟ ومن الواضح أن الرساله في غاية السرية. كتبت
هذه الرسالة بخط محمد محمد أبوعمر الذي كان موظف في الديوان الأميري وهوابن أخ المجاهد الفضيل أبوعمر
من ضمن المواقف التي تحسب لحسين طاهر انه في إحدى جلسات المؤتمر الوطني البرقاوي
بمناسبة قدوم اللجنة الرباعية بشان استقلال البلاد وحسب ما اطلعت عليه في إحدى الجلسات
فقد أعطيت الكلمة لحسين طاهر وطلب فيها إعطاء التعليمات اللازمة للشعب بمناسبة قدوم اللجنة الرباعية.
فأجاب الرئيس في ذلك سيعمل. راجع جلسات المؤتمر الوطني يوم 2/3/ 48 رقم التسلسل 13.
 هوامش:
[1] دون كيشوت: بطل رواية للأديب سرفنتس ـ كان يحارب طواحين الهواء ظنا منة أنها جحافل الظلم وهوتعبير معروف في الأدب والفكر.
[2] استشهد من قبيلة الحاسة وحدها في معركة القرقف سنة 1912م أكثر من ثلاثة مائة وخمس وسبعون مجاهدا وبقيت أسرهم يوم عيد الأضحى بدون اضحيات انظر موسوعة روايات جهاد د مصطفى سعد الهاين صـ 52.. ولقد أشار الى هذه الإبادة الجماعية لقبيلة الحاسة "الكولونيل انريكود اغستيني" عند حديثة على المواقف والميول السياسة لقبيلة الحاسة بقولة: وقد قاد الحاسة الهجوم الذي قام البدوبه خلال سبتمبر 1912م ضد الإيطاليين مما أدى الى إباده كثير منهم بسبب وجودهم في مقدمة قوات البدو"سكان برقة صـ 155 ترجمة احمد المهدوي" وقد رثاهم الشاعر الشعبي "ادم الشداوي" بقوله: لقيوملقى أبجيد فداهم.. خص آوتاهم لا ذلوا لا صاحب جاهم.
[3] ومن مآثر هذه القبيلة التي سجلها القائد المجاهد "أنور باشا" عندما بعث الإيطاليون وسيطا لهذه القبيلة لتخبرهم بأن جرحاهم يمكن أن يطلق سراحهم إذا ما توقفت قبيلة الحاسة عن القتال فكان ردهم على الإيطاليين ووسيطهم على هذا النحو: "أنكم جئتم لتدمروا أرضنا وتدنسوها، أما نحن فلا نطيع إلا أوامر اللة والسلطان، ولذا فإننا عزمنا الرأي على قتالكم. إن السجناء الذين بين أيديكم قد اعتبرناهم في عداد الموتى لأننا بكيناهم ونعيناهم وقضى الأمر. سواء أطلقتم سراحهم أم أبقيتموهم في أسركم فإننا سنواصل قتالكم ولولم يبق من قبيلتنا إلا رجل واحد قادر على حمل السلاح " راجع مذكرات أنور باشا ـ ترجمة عبدالمولى الحرير صـ 95، 96.
[4] معتقل البقاره أونجع البقارة من أول المعتقلات التي نصبها الإيطاليون في بداية الاحتلال الإيطالي لقبيلة الحاسة في ضاحية البقارة إحدى ضواحي مدينة شحات وللأسف أن هذا المعتقل لم تتم الكتابة عنه إلا بشكل عرضي ولقد ذاق فية الليبيون ويلات الظلم والتعذيب حيث صور لنا احد الشعراء الشعبيين "علي لبرش" حسب ما روته لي ابنته الحاجه "اربحنا" عن ذاك المعتقل في ذلك الوقت: ريضك عن نجع البقارة.. قبل ايجيك جزاء وخسارة.. والله تعليقت مكارة.. تطوطح بين عمودين.. حيه على نجع المدير.. اللي حاصل بين جراجير.. وهوقاعد لاهي في سكير.. ماغاثه ليلى في دباره.. حيه علي نجع الهول.. اللي ما يقعد منكم زول.. حصرتوا بين انقط وتلول.. وحكم نصاره.. ما تمشوا غير بلا ماره.
[*] تأسست زاوية شحات عام 1855 م علي يد السيد "محمد بن علي السنوسي" حيث اتخذت احدى المغارات مقرا لها وقد استطاعت الزاويه الحصول على قطعة ارض بالقرب من النبع (نبع ابولو) لتصبح من اغنى الزوايا وأقواها نفوذا في برقه وقد تتلمذ في هذه الزوايه كبار المجاهدين.
[5] كان من ضمن أقرباء حسين طاهر الذين أرسلهم أنور باشا لغرض الدراسة في تركيا: عبدالله بلعون، مفتاح غرور، محمد بونبا، عبدالكريم بومرعيط، بن حمد بن عريب (توفي في تركيا)، عمران الجاضرة (عمران الجاضرة من مواليد قرية قرنادة جنوب شحات هاجر الى تركيا بعد خروج السيد احمد الشريف تدرج في السلك العسكري التركي الى أن وصل الى رتبة لواء في الجيش التركي وبعد استقلال ليبيا سنة 1952م استعانت به حكومة المملكة من تركيا لتأسيس جيش منظم وكان بذلك أول رئيس أركان للجيش الليبي بموجب قانون الحرس الأميري رقم 6 لسنة 1951م بشان تأسيس الجيش الليبي وبدا عمران الجاضره في اختيار كوادر للجيش الليبي بمجموعة ضباط من الجيش السنوسي منهم: ادريس العيساوي، السنوسي لطيوش، نوري الصديق، ادريس عبداللة الميار، سعد شماطة، محمد عبدالمولى، عمر بوقديدة.. توفى عمران الجاضره رحمة اللة عليه في تركيا بمدينة أزمير ودفن فيها في السبعينيات من القرن الماضي عن عمر ناهز المائة سنة وأبناؤه وأحفاده مازالوا يعيشون في تركيا الى ألان).
[6] أول عشر موظفين في مسلسل الكادر الوظيفي في برقه في ذلك الوقت نذكر من بين هؤلاء الأوائل السيد حسين مازق، السيد بوسيف ياسين، السيد عبد الله بلعون، السيد حسين بلعون، السيد حسين طاهر (راجع مقالة الأستاذ ـ ياسين بوسيف ياسين: نجمة الصحراء 7 ليبيا المستقبل).
[7] كان النظام المتبع في ليبيا منذ استقلالها 24 ديسمبر 1951م وحتى سنة 1963م نظام فدرالي لولايات ليبيا الثلاث طرابلس، برقة، فزان، وكان في كل منها حكومة رئيس يسمى الوالي والى جانبه نظار بعدد ما في الحكومة المركزية أوالاتحادية من وزارات كل ناظر يوكل أليه النظر في شؤون الناحية التي يمثلها الوزير في الحكومة المركزية فناظر الزراعة يمثل وزير الزراعة في قسمه المختص وهكذا.. وفي عهد حكومة السيد محمد عثمان الصيد بدا العمل على صياغة مشروع قانون إلغاء النظام الاتحادي لولايات ليبيا الثلاث إلا أن الحكومة تقدمت باستقالة.. الغي هذا النظام وما يترتب عليه في مارس 1963م في عهد حكومة السيد محي الدين الفكيني وبذلك ألغي النظام المتبع وهوالنظام الاتحادي لولايات ليبيا الثلاث وألغيت بدورها وظيفة الناظر.
[8] تولي النيابة عن الدائرة الانتخابية سوسة، شحات، الفائدية كل من السادة: حسين طاهر، محمد بوعياد اللافي، محمد بويحيي، موسى النايب، عيد الكالح، سعد بوجير الله، وعن المجلس التشريعي كل من: عبد الحاكم العقاب، سعد العلام.
[9] حاضر العالم الإسلامي: شكيب ارسلان ج 2 ـ صـ 67.[10] المرجع السابق راجع الصفحات 70، 79.
[11] يوسف سالم البرغثي حركة المقاومة الوطنية بالجبل الأخضر (1927-1932م) صـ 141 وأيضا انجيلوا ديل بوكا: الإيطاليون في ليبيا ـ ترجمة د محمود التائب ج 2 ص 90، 91.
[12] برقة الهادئة ـ الجنرال جراتسياني ترجمة بن عامر صـ 154.[13] أعلام ليبيا تأليف طاهر الزاوي صـ 294.[14] د مصطفى سعد الهاين ـ مرجع سابق راجع الصفحات 47، 138، 156، 158.
[15] نشرت صفحات من هذا الكتاب في موقع الصياد دراسة وتحليل لعملية زعنفة الحوت "سليمان محمود سليمان" الحلقة الأولى.[16] المرجع السابق ـ الحلقة الثانية.[17] من صور الجهاد الغير مسلح للشعب الليبي ضد الاحتلال الإيطالي (1911م ـ 1942م) سعيد ذوقه صـ 9 بحث غير منشور.[18] سعيد ذوقة المرجع السابق صـ 10.
[19] Geoffrey Keys v.c. of the Rommel raid, P 220, Elizabeth Keys.[20] Libid.
[**] تعود علاقة الشيخ "احمد مرسي"؟ والشيخ "حسين طاهر" الى أول سجن لهما في سجن بنينه ( حبس المشايخ ) علي يد القوات الايطاليه وقد سجن في هذا المعتقل كبار مشايخ وعمد القبائل ووجهاء البلاد مثل "بوشديق بومازق، عبدالقادر بوبريدان، علي باشا العبيدي، بكار بوعقيله، الصغير امخاطره، دلاف عبدالله، علي الزروق (شقيق المجاهد محمد العمى) الشيخ امفاحس، منصور بوذهب، بوبكر بوذان، السيفاط بوفروه. ومشائخ الزواية السنوسية وأخرين لم يحضرني أسمائهم.
[21] سهاري درنة ـ محمد محمد المفتي صـ 100.[22] سير الأجداد بين الابتلاء والغبن د فرج نجم صـ 144، 145.
إضغط هنا للتعليق على الموضوع
Reader's Comments
الى الاستاذ فوزي خليفة حسين طاهر
يرجى الاطلاع على كتاب محمد الطيب الاشهب الطبعة الثانية (ادريس السنوسي )طباعة عام 1957 صفحة 251تحياتي أخوكم سليمان نجم...
التكملة
فوزي خليفة حسين طاهر
الأستاذ الفاضل أسامة خطاب الجارد مشاركة في موضوعكم وسردكم الشيق لايسعني الا ان أقول . ان الذين يرمون الناس بدون أدلة ووقائع لها سندها ؛ انما لديهم أغراضهم وأجنداتهم الخاصة ؛ حيث تسول لهم أنفسهم وأقلامهم للنيل من الشرفاء بوسائل شتى وبمشاهد نفاق مقيتة وبأسانيد وحجج واهية وشبهات لويت عباراتها وماتضمنته من سفاسف القول ليا . وهي نظرة قاصرة عن ادراك الحقيقة ومنطق مغلوط لايهام القاريء والاستخفاف به ليلتبس عليه الأمر باستدلالات ومحاولات مستميتة وبلجلجة في القول وهو مقصد فاسد وخلط وتدليس ومكايدة لاتخلوا من التنطع والأخذ بالظن ولوكلفوا أنفسهم بالسؤال لتحققت لهم نصف الاجابة على الأقل . وهذا هو التحريف المعنوي وهو مايعني اخراج الأمر عن سياقه الفعلي والباسه مفهوم قاصر حاقد يفتقر للدليل ؛والدليل هوسند واضح جلي لالبس فيه ولامواربة ولايقبل الشك أواللبس أوالطمس ؛وبعيد عن هوى النفس والشبهة والغرض . وكم كنت أتمنى لوكرس الوقت لغربلة التاريخ من الروايات التي ماأنزل الله بها من سلطان بدل الهرولة وراء ادعاء لانفع منه ؛ اللهم الا لاشباع نرجسية الذات ؛ وكم كنت أتمنى اناطة اللثام على تاريخ الحرب العالمية الثانية وماصاحبها من تضحيات لمجاهدي ومهاجري هذا الوطن ؛ واقتناصهم لسنوح قرصة هذه الحرب لطرد عدوهم الغاصب واسترداد حقوقهم المسلوبة ؛ لقددفع ابناء هذاالوطن ثمنا في تلك الحرب وشاركوا في احداثها الجسيمة جنبا الى جنب مع جيوش الحلفاء تحت قيادة أميرهم الشجاع ادريس السنوسي رحمه الله حتى تحقق النصر . وكنت أتمنى لوكرس الوقت لاستعراض جهود أبناء الوطن المخلصين الذين تنادوا ليئسسوا صروح الفعاليات الوطنية للمطالبة بالاستقلال الذي أنتزع نزعا عبر كافة الوسائل بما فيها اللجؤ للامم المتحدة رغم كل الدسائس والمؤامرات التي حيكت من القريب قبل البعيد . وشاءالعلي القدير ان تستقل بلادتا بفارق صوتا واحد هوصوت السيد اميل سان لو مندوب دولة هايتي الذي خالف رغبة بلاده ؛ وأسست دولة من عدم لاموارد فيها ولامدخرات ؛بل خرابا وددمار وجهل ومرض وفقر ؛ لقدأسس الوطن على أكتاف وهامات رجال استطاعوا بناء دولة عصرية واعدة رغم كل الظروف والمحن . وانني لأعجب من بعض كتبة التاريخ والمتطاولين عليه باجتزاء مراحله ومسخه والتلاعب بالعرض الماكر لأحداثه ؛ ان الوصول للواقع التاريخي كما حدث ووقع فعلا ممكن اذا صدقت النية والعزم باتباع البحث العلمي والتحري الصادق وبقوة الدليل وصحة السند ولاغرو ان هذا العمل يتطلب الصدق والأمانة والوعي الفكري والثقافي والنضج العلمي ؛ تقبل تحياتي واعذرني على الاطالة
احمد عمران الهرام
في الثاني من اكتوبر عام 1943 نشرت مجلة المنتدى الفلسطينية مقالا بعنوان (صفحة جديدة من تاريخ ليبيا) كتبه Mr.HM.Foot الذي عرف فيما بعد باسم اللورد كارادون قال فيه . ان…...
التكملة
ادريس سعيد الحا سي
نشكر الكاتب علي هذا المقال التاريخي الموثق بالمستندات ويعد وثيقة تاريخية وما اشار الية الكاتب فتح اللة سرفيوة من شهادة يدحض تجني الهارب من وجهة العدالة واحد السفاحين في مجزرة…...
التكملة
البرعصي
شكرا لك أخي على هذه الدراسة التاريخية العميقة..ولايضير الشرفاء جهل بعض من ادعوا معرفتهم بالتاريخ وحاولوا النيل من شرفاء الوطن لا لشيء الا لحقد دفين على رموز الكفاح والتحرير ..ولعل…...
التكملة
فتح الله سرقيوه
أود أن أضيف كل من المجاهد جدى / المرحوم منصور محمد سرقيوه ، وعمى / المرحوم محمد الصالحين سرقيوه والذان أعتقلا من ضمن الليبيين الشرفاء فى معتقل بنينه بتهمة الدعم اللوجستى لحركة الجهاد ولم يطلق سراحهما إلا بعد تنفيذ حكم الإعدام فى شيخ الشهداء عمر المختار كما أود التوضيح كذلك ان عمى المرحوم محمد سرقيوه كان صديقاً شخصياً للمرحوم حسين طاهر الحاسى .nكما أود الإضافة من أن الشيخ / حسين طاهر يعتبر من الرجال الذين صنعوا التاريخ وأن أبناء عمومته من قبيلة الحاسة كان لهم دوراً بارزاً فى معركة الأثرون الشهيرة التى أستشهد فيها (52) مجاهداً بينهم (26 شهيداً وشهيدة من قبيلة الحاسة وإخوتهم (المحاجيب) من قبيلة مصراته بدرنه . لقد تشرّفت أن أكون أحد الذين شاركوا فى إحياء ذكرى معركة (السقيه / الأثرون) التى أقمناها بمدينة درنه فى عام 2004م وكان هناك حواراً وطنياً ومتجرداً مع العديد من الأساتذة الأفاضل بمركز جهاد الليبيين ومشايخ من درنه ولم تسجل أى ملاحظة تاريخية على السيد حسين طاهر كما يدعى البعض والله على ما أقول شهيد .ندعوا الله تعالى أن يرحم جميع شهدائنا وأهلنا وشرفائنا فى ليبيا الغاليةالذين جاهدوا بأنفسهم وأموالهم وحكمتهم من أجل تحرير الوطن من الإستعمار .
مطلع
كقال ممتاز ومنصف لشخصية وطنية معروفةnلتوضيح اسماء من لم يذكروا فى الصورnالاول من اليمين هو السيد بوسيف ياسين ناظر الداخلية فى برة والشخص الذى بعد عبد الله بالعون هو على…...
التكملة
سليم الحاسى
السيد اسامة شكرا وجزاك الله خير لابراز تاريخ هذه الشخصية الوطنية،المرحوم حسين طاهر كان من شخصيات برقة المرموقة وتولى نظارة الصحة فيها لفترة طويلة ولولا تاريخه الناصع ما كان الملك…...
التكملة
رشيد مصطفى السلاك
السيد الفاضل أسامه الجارد. أشكركم جزيل الشكر علي مقالكم الرائع المنصف لتاريخ وجهاد الأمة الليبية الكريمة. أما بالنسبة للصورة التي يظهر بها السادة حسين مازق ومحمود بوقويطين مع السيد حسين…...
التكملة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ملاحظة ......

جميع الصور المشار إليها حُذفت من الموقع ولم نتمكن من نقلها .

 
 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق