أربيل
ـ «القدس العربي» ـ من عمر الجبوري: طالب عدد من السكان المسيحيين
المهجرين من محافظة نينوى بإنشاء محافظة لهم في مناطق سهل نينوى. وقد التقت
«القدس العربي» بعدد من المسيحيين المهجرين في إقليم كردستان والذين أبدوا
عدم رغبتهم في البقاء ضمن الحدود الإدارية للمحافظة، وذلك لعدم حصولهم على
حقوقهم واستحقاقاتهم مثلهم مثل باقي مكونات المجتمع العراقي في المدينة،
بحسب قولهم. ويعزو كثير من المسيحيين أن إنشاء محافظة لهم في سهل نينوى هو
للحفاظ على هويتهم ووجودهم في العراق بعد ما تعرضوا له من تصفيات وتهجير
قسري خلال السنوات الماضية، مؤكدين أنهم لن يعودوا إلى الموصل إﻻ بعد أن
يتم إنشاء محافظة تجمع شملهم وتحفظ كيانهم لتجنب إقصائهم وتهميشهم
مستقبلاً، وأشاروا انهم سيقومون بتدويل قضيتهم إذا لم توافق الحكومة
والبرلمان العراقي على طلبهم، وأن تكون مناطقهم تحت الوصاية الدولية لعدم
تكرار ما حصل لهم في المدينة خلال سيطرة التنظيم عليها.
النائب في
البرلمان العراقي يونادم كنا تحدث لـ»القدس العربي» قائلاً: «يشعر
المسيحيون في العراق بأنهم من الدرجة الثانية بسبب ما تعرضوا له من إقصاء
وتهميش وعمليات قتل وكان آخرها عمليات التهجير القسري في مدينة الموصل
ومحافظات العراق الأخرى»، مشدداً على ضرورة إنشاء محافظة سهل نينوى لضمان
بقائهم في العراق.
ورفض في الوقت ذاته أن تكون المحافظة للمسيحيين فقط،
وقال: سهل نينوى هو خليط من المسلمين والمسيحيين والشبك واﻻيزيديين، وﻻ
يمكن أن تكون المحافظة لمكون معين بل ستمثل جميع مكونات المجتمع الموصلي
الذين بإمكانهم العيش بسلام فيها»، على حد قوله.
وبين المصدر أن
«محافظة نينوى تتمتع بكثافة سكانية وجغرافية كبيرة جداً، ومن الأفضل أن
تكون هناك محافظة جديدة، نظراً لما تعرضت له مناطق سهل نينوى من إجحاف
وتهميش وسوء خدمات خلال السنوات الماضية»، على حد قوله.
ويرى عراقيون
أن إقامة محافظة في سهل نينوى سيفتح الباب للمكونات الأخرى من الأيزيديين
والتركمان وغيرهم من الأقليات في المدينة الذين يطالبون أيضاً بأن تكون لهم
محافظات في تلعفر وسنجار أسوة بسهل نينوى، وأن هذا هو بداية لتقسيم
المدينة على أساس إثني وطائفي وفتح باب الصراعات في المستقبل، خصوصاً وأن
المدينة لا تزال تحت سيطرة تنظيم الدولة، ومثل هذه التصريحات من شأنها
تأخير عمليات التحرير، ومن الأفضل ترك الأمر للحكومة المركزية في بغداد
للنظر في جدوى إنشاء محافظات من عدمه الى ما بعد تحرير المدينة الخاضعة
لسيطرة تنظيم «الدولة» منذ العاشر من حزيران/ يونيو 2014.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق