لم
يحدث لأي دبلوماسي أن يقال من قبل ثلاث حكومات، ولكن من ليبيا يأتي
الجديد، حيث قرر المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الأسبوع الماضي إقالة
مندوب ليبيا الدائم للأمم المتحدة إبراهيم الدباشي، وسبق للحكومة الموقتة
برئاسة عبد الله الثني أن أقالته في ديسمبر من العام الماضي، بعد أن اتهمه
رئيس المؤسسة الوطنية للنفط ببنغازي، ناجي المغربي، بعرقلة عمل المؤسسة،
كما أقالته حكومة الإنقاذ برئاسة خليفة الغويل، ولم ينفذ الدباشي قرار
الحكومتين الأخيرتين، وحاول تجاهل قرار المجلس الرئاسي إلا أن الأمم
المتحدة ألغت اسمه يوم 24 أغسطس الماضي من قائمة المندوبين، وحلَّ محله
المهدي المجبري.
الدباشي المولود في صبراتة العام 1950 كان من أول الدبلوماسيين الذين انشقوا عن نظام القذافي
الدباشي المولود في صبراتة العام 1950 كان من أول الدبلوماسيين الذين
انشقوا عن نظام القذافي؛ فبعد خمسة أيام من قيام ثورة فبراير أعلن الدباشي
انشقاقه عندما كان نائب مندوب ليبيا الدائم في الأمم المتحدة، بينما فضل
المندوب عبدالرحمن شلقم التريث حتى منتصف مارس في جلسة مجلس الأمن الدولي
الشهيرة.
ومنذ
بداية عمله في وزارة الخارجية العام 1975، عمل الدباشي في العديد من
الوظائف الدبلوماسية قبل أن يصل إلى هذا المنصب الرفيع. ويتهم الدباشي تيار
الإسلام السياسي بمعاداته والتخطيط للتخلص منه؛ ولم يخف تأييده الجيش
بقيادة الفريق خليفة حفتر، وبعد أن كانت علاقته فاترة مع الحكومة الموقتة
عاد الدباشي ليضع كل البيض في سلة رئيس مجلس النواب عقيلة صالح، ونشر
تغريدات مناهضة للمجلس الرئاسي، ففي إحدى التغريدات قال: «إن الدعم السياسي
الدولي للمجلس الرئاسي لا يمكن أن يكون بديلاً للإطار الدستوري والقانوني،
حتى لو جاء عن طريق مجلس الأمن فالشرعية تنبع من الداخل».
طالب
الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، الأسبوع الماضي بتوجيه الدعوات
للمشاركة في اجتماعات المنظمة، عن الجانب الليبي كما طالب الأمين العام
للأمم المتحدة، بان كي مون، الأسبوع الماضي بتوجيه الدعوات للمشاركة في
اجتماعات المنظمة، عن الجانب الليبي، لكل من رئيس مجلس النواب عقيلة صالح
ورئيس الحكومة الموقتة عبدالله الثني ووزير الخارجية محمد الدايري، وشدد
الدباشي في رسالته إلى بان كي مون على ضرورة «أن يتم احترام قواعد القانون
الدولي والدستور الليبي، وتوجيه الدعوات للمشاركة في اجتماعات المنظمة
للممثلين الشرعيين لليبيا وهم حتى الآن السيد عقيلة صالح رئيس مجلس النواب
كرئيس للدولة، وعبدالله الثني رئيس الوزراء ومحمد الهادي الدايري وزير
الخارجية». ويبدو أن الرسالة التي وجهها عقيلة صالح إلى بان كي مون، التي
هدد فيها بمقاضاة الأمم المتحدة أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي، كانت
باقتراح من الدباشي، ونشرها على صفحته بموقع «فيسبوك».
الدبلوماسي
الدباشي لم يكن دبلوماسياً في معظم تغريداته وتدويناته ولقاءاته مع
القنوات الفضائية، كان دائماً يعبر عن مواقفه بطريقة بعيدة عن الدبلوماسية
وينحاز إلى طرف على حساب الآخر، وسبق أن أقاله كل من مجلس النواب والمؤتمر
الوطني.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق