كل فتة.. وأنتم بخير!
قد
يرى البعض أن عيد الأضحى لا يصلح بدون «الأضحية».. ولكن الأكثرية ترى أن
العيد لا يصلح أبداً، بدون الفتة واللحم الضانى والتقلية.. بل لابد من أن
يكون الإفطار- صباحاً- على شرائح الكبدة والكلاوى والقلوب.. ويا سلام لو
كان مع كل هذا قطع من الفشة والطحال وشرائح من اللسان، وكلها مما نطلق
عليه «فواكه اللحوم».. ولأن المصريين من أكثر المسلمين اتباعاً للسنة
المحمدية فإن هذا الإفطار- لمن استطاع الذبح- يفضل الفواكه هذه لأنها
الأسهل لطبخها عند الإفطار، إلى أن يتم إعداد وجبة الغداء الأساسية.
<<
واتباعًا للسنة المحمدية، وأن أفضل اللحم هو ما جاور العظم، فإن من
القطعيات المفضلة عند الأغلبية هى العكاوى، أى ذيول الأبقار والجاموس بسبب
اللحوم المتكورة حول حلقات عظام الذيل.. وهى معقولة الدهن.. وإذا كان البعض
يرى فى الذيول «العكاوى» مزايا أخري.. فإننى أرى أن ألذ ما فيها هو البصل
صغير الحجم، يعنى طاجن العكاوى بالبصل.. ويرى البعض اضافة أنواع كثيرة من
الخضار: بسلة، بطاطس، كوسة، باذنجان، طماطم.. وقرنان من الشطة الحراقة..
يعنى طاجن تورلي.. وهى تسمية تركية عثمانية.. والبعض يفضل العكاوى بلسان
العصفور.. ولكن الأفضل مع بصل «الأورمة» بسبب كرملة البصل وتحول بعضه الى
مادة سكرية بالذات البصل الأحمر.
<<
والدمايطة مثلا يصنعون الفتة الدمياطى بإضافة كميات من اللوبية الجافة
المطبوخة بالدمعة على وش الفتة.. مع وضع طبق لوبية منفصل بجوار وعاء الفتة
لمن يريد الاستزادة من اللوبية التى تضيف البروتين النباتى إلى البروتين
اللحمى.. وليخفف من دسامة شوربة اللحم الضاني..
ومن
المصريين من يضيف حبات من حمص الشام إلى الفتة.. ولا تؤكل الفتة فى كل
الحالات إلا بكميات رهيبة من الثوم المقلى إما فى السمن أو الزبد.. ومن
السيدات من يقمن بإعداد الثوم مقلياً فى دهن الخروف!! أما حلل الرقاق..
ويطلق عليه الدمايطة «الأممة» فهى من ضرورات إعداد اللحم الضاني، أى
للاستفادة من الشوربة الدسمة.
<<
ويعيرنا- نحن العواجيز- شباب اليوم بأننا كنا نشرب السمن البلدى، وهذا غير
صحيح، إذ كان الأكثر شهرة هو دحرجة البيض المسلوق فى وعاء غارق بالسمن، أو
الزبد السائل!! ولكن الآن من منا يتحمل هذا الطعام الغارق فى شوربة دسمة
أو فى السمن.. أو حتى من يقوم بتقطيع «لية» الخروف إلى قطع ثم تلقى فى
الطاسة ليتم تسييحها وإضافتها إلى وعاء الفتة.. أو يقوم بتجميدها ليطبخ بها
طعامه، بعد أن ينتهى العيد..
<<
وكم أنصح غيرى- سليماً أو معافى- بتقليل أكل اللحم الضانى السمين.. بعد أن
انتشرت أمراض القلب وتصلب الشرايين والكوليسترول والنقرس.. والشيخوخة..
ولكن من منا يستمع للنصيحة.. ومن يعمل بها خصوصاً أول أيام عيد الأضحي..
وإذا كان ضرورياً أن تأكل اللحم سنة عن الرسول الكريم لمن ذبح، فيجب أن
يكون ذلك مصحوبا بكثير من الخضر التى تحتوى على الألياف، وبالذات الفاصوليا
الخضراء لتخفيف حدة اللحم الدسم.. وعليكم بالخبز البلدى كامل الحبة لصنع
الفتة.. ولا أنصح أبداً بصنع الفتة من الخبز الشامى أو اللبنانى.
<< وفى الختام «أنجر فتة بالخل والثوم وهبر اللحم» ولا حد يموت.. وكل فتة بالتقلية وأنتم بخير.. أقصد كل عيد وأنتم بخير.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق