الجمعة، 9 سبتمبر 2016

«ضحّ دون أن تدفع نقدا»

ظهور لافتات في شوارع المدن الليبية

كتب عليها: «ضحّ دون أن تدفع نقدا»

أزمة السّيولة النقدية ألقت بظلالها على تحضيرات

عيد الأضحى وأنتجت «أضحية الشيك المصدق»

Sep 09, 2016

بنغازي – من معتز المجبري: أزمة السيولة النقدية التي تعيشها ليبيا بسبب الخلاف السياسي والتوتر الأمني، ألقت بظلالها على تحضيرات عيد الأضحى الذي يحل بعد أيام، منتجة ما بات يعرف في البلاد بـ «أضحية الشيك المصدق».
وفي شوارع المدن الليبية، تنتشر لافتات كتب عليها «ضحّي دون أن تدفع نقداً»، وهي لافتات كتبها تجار للأغنام يبيعون أضاحي العيد بصكوك مصرفية، يتم اعتمادها من البنوك العامة، وذلك لمواجهة أزمة السيولة النقدية التي تعاني منها ليبيا منذ أشهر.
وتنص الصفقة على ذهاب المواطن الراغب في شراء أضحية العيد، إلى المصرف الذي يمتلك فيه حساباً جارياً لتصديق صك باسم التاجر صاحب الأضاحي، وتقديم الصك إليه عوضاً عن دفع القيمة نقداً كون ذلك أصبح من الأمور شبه المستحيلة في ليبيا، بعد دخولها أزمة سيولة حادة، ومبيت المواطنين أمام المصارف للحصول على مبلغ مالي قليل يسد حاجاتهم اليومية.
وتعد ظاهرة أضاحي الصك جديدة على السوق الليبية، وأفرزتها الحرب الأهلية والصراع السياسي الذي تعيشه البلاد، بل ولاقت استهجان نسبة من المواطنين، كون التجار يضيفون مبلغاً إضافياً للسعر الأصلي للأضحية، بدعوى أن الدفع «بصك مصدق» وليس «نقدا»، كما قالت المواطنة نعيمة المصراتي.
المصراتي التي تعول أسرتها أوضحت في حديثها أن «ما يجري الآن يسمى استغلالاً لحاجة المواطن… فشراء الخروف حالياً في ليبيا بالدفع النقدي 600 دينار (435 دولارا) بينما إن لم يكن لديك نقود فستدفع 700 دينار (507 دولارات) أو 800 دينار (580 دولارا) للتاجر بصك مصرفي… هذا استغلال لحاجة المواطن الليبي المحتاج بسبب أزمة ليس له دخل بها».
وترجع أزمة في السيولة النقدية المستمرة منذ بضعة أشهر- بحسب مصرف ليبيا المركزي – إلى تخزين التجار لأموالهم في بيوتهم وعدم إيداعها في المصارف، الأمر الذي تسبب في نقص السيولة داخلها. ولم تنجح مساعي المصرفيين المركزيين في طرابلس وبنغازي في حل الأزمة، بعد أن أقدما على طباعة ملايين الدنانير الليبية في روسيا وبريطانيا مؤخراً.
المواطن ناجي الفاخري، أطلق من جهته مصطلح «تجار الأزمات»، على البائعين الذين يبيعون أضاحي العيد بصكوك مصرفية وبأسعار مرتفعة، مؤكداً أنهم «يستغلون أزمة السيولة الحالية لتحقيق مكاسب مالية كبيرة خلال هذه الأيام». وطالب الفاخري»الجهات المسؤولة في الدولة الليبية بمتابعة الأمر ومراقبة البيع والحد من سطوة هؤلاء التجار الذين لا يراعون ظروف المواطن ولا يستوعبون أنهم في أيام مباركة لا يجوز استغلالها». ولا تتوفر أرقام رسمية في ليبيا عن عدد المواشي المتوفرة لعيد الأضحى، أو عدد الأضاحي المتوقعة للعام الجاري.
من منظور آخر، يرى المواطن فوزي العريبي الأمر ويقول: «التجار الذين يبيعون أضاحي العيد بشيك مصدق، ساهموا في حل أزمة المواطن بذلك»، مشيراً «لولاهم لما استطاع الليبيون أن يؤدوا شعيرة التضحية هذا العيد». وعن فارق الزيادة في سعر الأضحية بين الدفع النقدي والدفع بصك، يقول العريبي: «أظنه أمر طبيعي، فالتاجر أيضاً ربما يلحقه الضرر نتيجة البيع بصكوك فذلك سيؤدي إلى نقص السيولة لدية واحتجاز أمواله التي يدير بها تجارته داخل المصرف، فهو لن يستطيع إخراجها لعدم وجود سيولة بالمصارف وذلك في حد ذاته خسارة له وتعطيل لتجارته».
«لا يوجد حل دون مقابل»، يقول طاهر محمد، تعليقاً منه على البيع بصكوك، «زيادة سعر الأضحية المشتراة بصك مصرفي أمر طبيعي»، موضحاً في الوقت نفسه: «لا يمكن القول إن كل التجار زادوا أسعار أضاحي الصك المصدق، بل بعضهم. (الأناضول)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق