الجمعة، 2 سبتمبر 2016

مرتبات الموظفين.. حرام أم حلال؟!

مرتبات الموظفين.. حرام أم حلال؟!


 Thursday, 01 September 2016

الوفد الإلكترونيه ...

زمان كان المصرى لا يقبل إلا الحلال.. كان يقسم أنه يأكل من  عرق جبينه.. أو يردد: الإيد الشقيانة.. لا يدخل صاحبها النار، من هنا قال رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام: «أعط الأجير أجره.. قبل أن يجف عرقه»، وكان المصرى «الشقيان» يرفع يده اليمنى إلى جبينه ليمسح عرقه، دليلاً على أنه يتعب ويعرق ليأكل وأسرته.. ترى هل ما زال ذلك هو سلوك المصرى الآن.. أم نضيف إلى قاموس الكلام المصرى عبارة «الكسل القومي» محل عبارة الإنتاج القومى.. أو الاقتصاد القومى.

<< نعم من حق المواطن أن يعيش حياة كريمة، وإذا كانت الدولة سوف تساعده، فإن الخالق سبحانه وتعالى يقول للمرء «اسعى يا عبد.. وأنا أسعى معاك».. أى اعمل لأساعدك، ولكن معظمنا نسى كل ذلك، وأصبح المواطن يعتمد 100٪ على الحكومة حتى التعليم، يتعلم لكى توفر له الدولة كيسًا من التراب الميرى.. فهذا التراب هو حلم كل مصرى.. وأى مصرى بل كثير من المصريين الذين وفقهم الله فى وظيفة ميرى فإنه يعتبرها «الوظيفة الاستبن» يضمن بها دخلاً شهريًا ووضعًا اجتماعيًا.. حتى فى القضايا والمحاكمات يأمر وكيل النيابة بالإفراج عن المتهم بضمان وظيفته.. يعني من ليس له وظيفة يمكن ألا يفرج عنه.. ثم يبحث هذا الموظف الميرى عن وظيفة أخرى يعطيها كل جهده وعرقه.. وربما لهذا السبب أصدرت الحكومة فى أوائل الستينات قرارًا بعدم الجمع بين وظيفتين، أو عملين بعد أن شاعت حكاية الوظيفة الثانية.

<< وإذا كان المصرى يعمل بكل اجتهاد فى عمله الثانى ولا يجرؤ على التمرد عليه، أو حتى التكاسل فيه.. فإن نفس المصرى يعمل عكس كل ذلك، فى وظيفته الحكومية.. مهما كان نظام الحضور والانصراف والساعات الموجودة بالمصلحة.. ونعلم، كلنا، حكاية: امضى لى بكرة وأنا أمضى لك بعد بكرة!! وحكايات الأحياء الذين يصرفون أجور الموتى.. كثيرة!!

هنا نسأل: هل ما يقبضه الموظف من أجر عن عمله الثانى حلال أم هو الحرام ذاته؟.. وبالمثل نسأل: وهل ما يقبضه الموظف من أجر عن وظيفته الحكومية الأساسية.. هل هو أجر حلال.. رغم أنه لا يؤديه كما يجب؟.. أم نسينا واحداً من أفضل ما ندعو به ونحن نصلى لله خاشعين، قولنا: اللهم ارزقنى حلالاً.. أو من يقول: اللهم ارزقنى وذريتى حلالاً.. أمين يا رب العالمين.

أم ما زال بيننا من يرفض أن يسرق بينما هو يسرق مال الدولة الذى هو فى الأصل ماله هو وكل مواطنيه.

أغلب الظن أن «من» موظفى الحكومة من يرى فيما يحصل عليه من أجر من الحكومة حقًا مكتسبًا.. ولا علاقة لهذا الأجر بالعمل ذاته.. وأنه يستحق هذا المال لأن الدولة «ملزمة» بدفعه له.. أى هو معاش أو تأمينات اجتماعية.. حتى لمن لا يعمل.

أرى أن كثيرًا من موظفينا لا يستحقون أجورهم.. ما داموا لا يعملون.. والله أعلم!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق