طمس رسوم
تعود لما قبل التاريخ جنوب
غرب ليبيا
4/6/2014
وكالات:
على جدران مجموعة من الكهوف في
جنوب غرب ليبيا، رسوم بدائية خطتها أيدي فنانين في حقبة ما قبل التاريخ،
تصفها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة بأنها "ذات قيمة عالمية
استثنائية". آلاف اللوحات التي رسمت ونحتت على صخور
الكهوف قبل نحو 14 ألف سنة، أكسبت جبال "أكاكوس" في جنوب غرب ليبيا شهرة
كبيرة في مختلف أنحاء العالم.
وتسجل تلك الرسوم البدائية
تطور المجموعات الحيوانية والنباتية في المنطقة على مدار آلاف الأعوام،
ومنها شكل فيل ضخم منحوت في الصخر، ورسوم لزرافات وأبقار وطواويس، الأمر
الذي ربما يثبت أن المكان لم يكن على الدوام صحراويا غير مأهول.
لكن كثيرا من تلك الرسوم طالتها أيدي العبث والتخريب، وضاعت معها معظم الآمال في عودة السائحين إلى المنطقة. وقال
رجل من أهالي المنطقة يُدعى الأمين الأنصاري يملك شركة سياحية: "كان
العديد من السواح يأتون لهذه المنطقة بالذات، منطقة أكاكوس، لأنها من أهم
المناطق السياحية فى ليبيا.
كان هناك العديد من السواح. كانت هناك طائرات
شارتر (الطيران العارض) تأتى من فرنسا إلى مطار غات فكان العديد من السواح
الفرنسيس والطليان".
وقال رجل آخر من الأهالي يُدعى عبد
الرحمن طاهر موفق، يملك مخيما سياحيا في المنطقة: " احيانا تجد هنا 100 شخص
ينامون ويأكلون كي يذهبوا لأكاكوس، ولكن منذ اربع سنين لا تجد احدا".
وذكر مسؤولون من وزارة السياحة الليبية في "غات" أقرب بلدة كبيرة
قرب الجبل أن طمس الرسوم الموجودة على جدران الكهوف بدأ في عام 2009 عندما
تعمد موظف سابق في شركة سياحية أجنبية تخريب العديد منها برشها بالطلاء بعد
إقالته من العمل. لكن التخريب زاد منذ الانتفاضة التي
أطاحت بنظام الحكم السابق في ليبيا عام 2011. وتوقفت الرحلات السياحية
تماما إلى المنطقة منذ ذلك الحين وباتت "غات" بلدة مهجورة.
وقال
موظف بوزارة السياحة في غات يدعى أحمد: "السياحة كانت المنطقة معتمدة
عليها 80 فى المئة. بالنسبة للشباب والسواح تتراوح أعدادهم بين العشرة آلاف
إلى 15 ألفا فى الموسم الواحد.
هذا أقل تقدير أو أقل إحصائية. 80 فى المئة
من الشباب كانوا يعتمدون على السياحة. الآن لا يوجد سياحة ولا يوجد شغل
بالنسبة للشباب". ومع توقف السياحة وارتفاع البطالة باتت جبال "أكاكوس" مرتعا للصيادين الذين يقتلون أعدادا كبيرة من الحيوانات البرية في المنطقة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق