السبت، 7 يونيو 2014

هل يستويان مثلاً : من قاتل مع بداية الثورة ومن قاتل بعد انتصارها !!؟

هل يستويان مثلاً :

من قاتل مع بداية الثورة ومن

قاتل بعد انتصارها !!؟



عدلى


بقلم : عدلي البرقوني البرعصي

(الأستاذ عدلى البرقونى كاتب ومثقف أردنى من أصول ليبية )


كنت قد كتبت مقالة في موقع شرفاء ليبيا منذ حوالي سنتين من الآن ( تحديدا في 23 يوليو 2012) تحت عنوان/ ثورة 17 فبراير ليبية مباركة لا شرقية ولا غربية/ وكان من أهم ما قلته فيها في نهاية تلك المقالة كخلاصة لها أن / ثورة 17 فبراير كانت ثورة مؤيدة من السماء ( لا بفضل إخوان قطر ولا من بركات إخوان ليبيا ) وليست مسلسلا تلفزيونيا من إنتاج ” الجزيرة” الوثائقية ولا بفضل طلعات طائرات وصواريخ الناتو ( المدفوعة قيمتها مسبقا) …نعم إنه النصر من لدن عزيز حكيم الذي ألقى الثبات والشجاعة في قلوب أبناء ليبيا على بعد المسافات بين مدنهم كي يكونوا على ( قلب رجل واحد) في جهادهم لتحرير بلادهم من نير الظلم والقهر والاستعباد / …

وكتبت مقالة ثانية قبل ذلك بنحو 4 شهور في نفس هذا الموقع ( تحديدا في 3 مارس 2012 ) تحت عنوان / الكتابة أدب وفن وذوق / كانت الفقرة الأولى منها تقول أنه / من خلال متابعتي اليومية للمواقع الإلكترونية الليبية عن أخبار ليبيا وتنوع الآراء المنشورة والطروحات المقدمة والانتقادات التي لا تخلو أحياناً من الهمز واللمز وبدون دليل في كثير من الأحيان ، كذلك بعض من يدعون الفكر والعلم ويتكلمون باسم الإسلام فينتقدوا شخصيات وطنية بعدم الفهم وأنهم ( أسياد الفهم والعلم بالدين) بإساءة الظن وتحريف الكلم عن مواضعه وتقويل بعض المسؤولين ما لم يقولوه صراحة ولا تلميحا ، ولكنه داء الكتابة من أجل الكتابة وحب الظهور على المواقع الإلكترونية ولسان حاله يقول ( شوفيني يا غادة أو شوفيني يا صفية !!؟) دون مراعاة لاحترام هذه الشخصيات ولا لتاريخها النضالي على الأقل منذ اليوم أو الأسبوع الأول لثورة ليبيا المباركة وطوال فترة الحرب التي كانت مليئة بمخاطر وتهديدات القتل بينما كان هؤلاء الكتاب يقضون الساعات الطوال خلف شاشات التلفاز يتابعون الأخبار ويتصايحون ويهتفون ولما تم تحرير ليبيا من حكم الطاغية وبحجة حرية الصحافة وحرية التعبير بدأت تظهر مواهبهم المدفونة /!!؟

وما أشبه اليوم بالبارحة – كما يقولون – وهنا أقتطف من نفس تلك المقالة ما يدلل على تشابه الحالين بين الأمس واليوم حيث قلت أن / ولقد لجأ البعض في انتقاداته للخروج عبر حدود ليبيا لانتقاد زعما وطنيين وإسلاميين في دول مجاورة وليس لديه مقدار عشر ما قدموا من تضحيات في سبيل الله وفي سبيل تحرير بلادهم وكأننا حللنا كل مشاكل ليبيا تماما وأكملنا إصلاح بلدنا في مختلف المجالات ولم يبق لنا شئ سوى انتقاد جيراننا ، وياليته يكون انتقادا بناءً ، ولست أريد ضرب أمثلة على ذلك، لما رأيته بالأمس من كاتب ليبي يحسن صف الكلمات واختيار المصطلحات ووضعها في إطار إسلامي جيد لكنه في كل فقرة من فقرات مقالته كان إما يخالف آية في كتاب الله عز وجل وإما يتجاهل أمرا من أمور سنة النبي صلى الله عليه وسلم مثل النهي عن إساءة الظن بالآخرين والله سبحانه وتعالى يقول " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ” سورة الحجرات – آية 12… وضرورة التكلم بما ينفع ويفيد ويجمع ولا يفرق والتأكيد على المعاني التي تعزز الثقة بالله وبالمستقبل امتثالا لقوله سبحانه وتعالى “ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ " سورة الأحزاب – آية 70 .

الذي أريد أن أقوله في هذه المقالة بالنظر لحالة عدم الاستقرار الأمني والخلافات السياسية المتصاعدة بين مختلف الفرقاء من أبناء ليبيا هو أننا كشعب مسلم عربي يجب أن نتفق على مرجعية محددة نحتكم إليها في كل سلوكياتنا حتي في حالة تفاقم الخلاف والتقاتل والتنازع على السلطة – كما يحدث هذه الأيام – فالله -عز وجل – يقول في محكم التنزيل " وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ " سورة الحجرات – آية 9.

ولكن في جميع الأحول يجب أن نتفق على ( مرجعية محددة ) سيما وأن الله تعالى قد أمرنا بذلك في حوارنا مع أهل الكتاب ( اليهود والنصارى) عند دعوتهم للدخول في التعايش السلمي بيننا وبينهم فقال " قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ ۚ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ " سورة آل عمران – آية 64. فكيف بنا بتطبيق هذه الآية الكريمة وسابقتها ونحن مسلمين ثم أننا نقاتل بعضنا البعض !!!؟؟؟

وخلاصة القول أنني أريد تذكير أولئك الكتاب الذين ينتقدون ثوار ليبيا الذين استشهد منهم الكثير كما قالت وزارة رعاية أسر الشهداء والمفقودين بأن عدد شهداء ثورة 17 فبراير التي انهت نظام الظلم والاستبداد بلغ 5517 شهيدا  .، أريد تذكير هؤلاء بقول الحق تبارك وتعالى وهو أصدق القائلين " لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ " سورة الحديد – آية 10.

اللهم احفظ بلادنا من كل سوء واحفظها يا رب من كيد الكائدين وحقد الطامعين وخبث الماكرين المفسدين ...اللهم آمين ...اللهم آمين ...اللهم آمين ، وصل اللهم وسلم على نبينا ورسولنا الكريم محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.


adlipress@hotmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق