الجمعة، 6 يونيو 2014

الغاسقون ...و أسراب التبعية ...

الغاسقون ...و أسراب التبعية ...



شعار كاتب

الباحث / رمضان عبدالله العريبى

 

إن خلف الليل فجراً نائماً ..وغداً يصحو يجتاح الظلام ..وغداً ترى في مكان الشوك وردٌ وخزام.. وتنبت الأرض رجال ونساء وحسام .. صدقيني بعد عشرين خريفاً أوألف خريف ليس يعنينا الزمان الهابط وعند الله كل شئ في آوان ...سوف ينداح عن الأرض الضياء ويذيب الدفء أحزان الثكالى والشتاء ...

الى الذين أمنوا بحقهم في الحياة والذين استشعروا بان الثورة طريقاً مهماً ومستمراً لتحقيق مشروع الحرية على أرضهم الطيبة بما يمثله هذا المشروع بتحقيق العدالة الأجتماعية وتكافؤ الفرص بين الناس ونبذ مفاهيم الأقصاء والتهميش ورفض انماط الأستبداد الجهوي العائلي والعشائري ..ان هذا النداء موجه الى الذين امتلكوا ناصية وعيهم الخلاق وهو العامل الأساسى لاستمرار الثورة في نفوسهم وتمكين ارادتهم من تحقيق اهدافهم الثورية في مواجهة أعداء الوطن والأمة وتمكينهم أيضاً من تصويب مسار ثورتهم واعادة الأمور الى طبيعتها ..وبهذه المعانى السامية وبقدرتنا على خلق حالة التفاعل الثورى الخلاق سنكنس من أرضنا الطيبة وأرض الأمة الشريفة كل النماذج المسيئة لتاريخ أمتنا العربية المسلمة وسننبذ خطاب الكراهية والحقد وكذلك سلوكيات التحايل والكذب وسنهدم أركان سطوة الاستحواذ والهيمنة التي ألحقت أضراراً بالغة ببلادنا وأهلها ,هذه السطوة التى جاء أساسها وآلياتها عبر فحيح الأفاعي السامة من المكون الصهيونى البشع في لندن وباريس ومقر الهيمنة في واشنطن وسيعلم أتباع هذا المكون الصهيونى من أبناء جلدتنا المعروفين ان أمتنا الرسالية لا يمكن ان تستكين بل سيتصاعد تيارها الثورى المقاوم وسنستعيد مشروعنا التحرري وسنبني مرتكزات حياتنا وفقاً لارادتنا الحرة المستقلة وسيعلم الذين انقلبوا اي منقلب ينقلبون ..اننا عندما نتحدث عن المخاطر الداخلية والخارجية المحيطة ببلادنا وشعبنا فحديثنا فى حقيقة الأمر ليس منصباً فقط على المعلول لان المعلول هم عبارة عن أداة في أيدى (مصدر العلة) ومصدر العلة هنا يتجسد في المخطط الاستراتيجى الذى يحيط ببلادنا وتنفذه قوى تعمل بشكل سري.. هذه القوى الكامنة في جوف عواصم الشر المشار اليها آنفاً ..والتى تُظهر خلاف ما تبطن وتدعي انها مع حرية الشعوب واستقرار التعايش السلمى والاجتماعى لكن البرنامج الاستراتيجي التي تؤكد كل المعلومات عناصره الظاهر منها والباطن انها تهدف الى غير مايدعيه هؤلاء وهو على النحو التالي:ـ

1ـ تدعيم أليات مجندة أصلاً لخدمة المخطط المشار اليه ويأتي هذا الدعم من طرف نشاط استخباراتي يعمل خلف ظاهرة التضليل التى اُعلنت في الغرب والتى سُميت (السياسة الناعمة) .

2ـ لقد أطلق النظام الصهيوني فى الغرب مشروع منذ سنوات يقضي بتجنيد  واحتواء الأديان لكى تكون في خدمة المخطط الاستراتيجى في العالم وقد اُستهدف الاسلام بشكل خصوصي ومباشر لتحقيق هذا الغرض وتم أختراق بنيته الاجتماعية وكان المنفذون لهذه الترتيبات يتمثل في بعض الانظمة العربية وبعض الانظمة في العالم الاسلامى وتم تسخير عدد كبير جداُ من الذين أطلقوا على انفسهم صفة شيوخ الاسلام ..وقد باشر هؤلاء في اطلاق سلسلة هائلة من الذرائع والمبررات التى تدعو الى التحالف مع هذا المخطط (الحيلة) و أخذت دعاوى وفتاوى هؤلاء الشيوخ في نسج خيوط التضليل الذهني والعقائدي لشباب الأمة الأبرياء وبذلك اُرتكبت اكبر جريمة فى حق الأسلام ورسالته السمحاء ..وكانت احدى الأهداف التى يسعى اليها المخطط الخبيث الهجوم وتشويه صورة الرسول الأكرم بأعتباره قدوة للمسلمين وتم التلاعب بأحاديثه الغير مسندة وكان الغرض الخبيث من هذا المخطط هو ارباك الناس ذهنياً وارباكهم مذهبياً وخلق رموز صبيانية تعتمد فى نهجها التخريبى للبعد الرسالي الذى جاء هدىً للعالمين وقد وقع فى هذا الفخ الشيطانى كثيراً من الشيب والشباب وخاصة من نماذج بشرية لا تمتلك مقومات العلم والمعرفة وأصبحت أنماط الجاهلية الثالثة تعيث فساداً وخراباً فى ضمير الأمة الأجتماعي وبالتالي تحقق الهدف الاستراتيجي الذى رسمت أساليبه المجموعات الصهيونية الامريكية وادواتها المنفذة المتمثلة فى المخابرات الامريكية وأضحت هذه (الاضحوكة) منبراً للسخرية من الاسلام العظيم ..

3ـ ان أهم العناصر التي يقوم عليها المخطط الامريكى الصهيوني واتباعه يقضي بالتمادي في محاربة الانسان العربي باعتباره قد حمل في ضميره وجهاده رسالة الاسلام ونشرها في مناطق مختلفة هذه الرسالة التى تقوم على الايمان بالله ونهج رسوله الاكرم والعدالة الاجتماعية والتعايش السلمي وتكافؤ الفرص بين الناس ونبذ مفاهيم العنصرية والفتن ..وتصاعد حقدهم على الأنسان العربي حيث نورد فقرة من مخططهم الشرير التى تقول: ( ان العرب فى شمال أفريقيا هم غزاة القرن السادس يجب تشتيتهم من هذه المنطقة) وبذلك يتبين بوضوح خطورة هذا المخطط وفي احدى تقولات اليهود الصهاينة عن شمال أفريقيا(أنه لنا فيه أثر ديني واثر تاريخي ) وهذا دعم مباشــر للمخطط الذي يعيث فســاداً وتخريباً فى أوساط أمة الرســالة والعدل ..

4ـ أما عن مخططهم الخاص بليبيا فهم يعملون الأن بكل جهدهم لتحقيق هدفهم القديم الجديد والذي يقضى بعزل ليبيا عن المشرق العربي وعن المغرب العربي وذلك باعتبار ان هذه المنطقة تقع جغرافياً كحلقة وصل اجتماعي ورسالى منذ انبعاث الفتح الاسلامى المجيد وهم بعملون عبر آلياتهم التي صُنعت بمعرفتهم على زرع بذور الفتنة والجهوية ويعملون بكل جد عبر هذه الأدوات على تقسيم ليبيا وزعزعة أمنها وخلق حالة اضطراب اجتماعي داخل هذه البلاد حتى لا تتماسك بنيتها الاجتماعية ويتفكك نسيجها الأهلي وأدوات هذا المخطط فى ليبيا تعمل بكل وضوح علي تنفيذ هذه الأجندة بكل الوسائل وأهمها تزوير التاريخ وطمسه والكذب والرياء والفتاوي المنحرفة علماً بأن هذا المخطط قد فرضه الامريكيون على ادريس السنوسى ولكن شعبنا الأبي قد اسقط تلك المحاولة وامعاناً فى الثأر من هذا الشعب اُرسل شخص معروف بصهيونيته وانعدام صدقه (طوني بلير) الى ليبيا وعبر محادثات مع نظام القذافي ساد فيها النفاق والرياء واستولى (طوني بلير) على مسار ليبيا وتم الأتفاق على عزلها عن هويتها الحضارية وبرز عبرأدوات ليبيا الاعلامية الشتم والسب والقدح في حق هذه الهوية الحضارية والغريب في الأمر ان الذي يجري الأن هو امتداد طبيعي لهاتين المحاولتين وتنفذه أدوات معروفة أمتداداً لفكرة عزل ليبيا عن هويتها واجهاض  ثورة (17 فبراير) و نداءات شهداءها الأبرار..

إن هذا المخطط الذي قدمنا أهم مرتكزاته هو فيض من غيث و ما خفى كان أعظم ..لكننا نقول للقاصي والداني ولكل أنماط الشر في كل أنحاء العالم ان شعبنا قد نهض من جديد بأرادته الصلبة وايمانه القوي بالله وسيعيد مسار ثورته الى طبيعتها وسيتطهر وطن الكرماء من كل آثام الخبث والانحراف وستكون لحمة نسيجه الاجتماعي صلبة عاتية فى وجه كل أدوات التخريب الذيلية التى أصبحت مكشوفة في رابعة النهار وستتعرض أقنعة التدليس لمزيداً من الكشف ..فلم يعد في ليبيا مكاناً للمنحرفين والمرتبطين و أنماط الجاهلية الثالثة ..

قال تعالى:ـ
بسم الله الرحمـن الرحيم
(( وسنريـهم آياتنــا في الأفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أو لم يكف أنه على كل شئ شهيـد ))
صدق الله العظيم
       ******************************************************
رمضان عبد الله العريبي
باحث في الشئون الإستراتيجية والمخاطر المحيطة
218918075212+
218928217543+

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق