لا تتفاءلوا كثيرا!..
لا تتفاءلوا كثيرا!..
بقلم / فتح الله ساسي
2/5/2014
لازال
الحراك في المجتمع الليبي ضعيفا ومحدودا وينقصه الحماس الوطني، ولايُعبّر
عن معاناة الليبيين أنفسهم! وهذا ناتج بالطبع عن ضعف أداء وفعالية مؤسسات
المجتمع المدني.. لاحراك ثقافي ولاسياسي ولا إجتماعي ولانقابي.. لاتفاعل مع
ماتتناوله الصحف الورقية او المواقع الإلكترونية أو مايثار من قضايا على
صفحات التواصل الإجتماعي.. المتظاهرون قليلون والمعتصمون قليلون والقراء
قليلون والمعلقون قليلون والمشاركون قليلون والمتداخلون قليلون.. ولهذا
لاأعتقد انه سيطرأ تغيير على المجتمع نحو الأفضل على المدى المنظور!..
لاأحد يحدثني عن التفاؤل! فالأوطان لاتبُنى بالتفاؤل وحده وإنما تبنى
بالعزيمة والإصرار والتحدى!!.
الذين
يعانون الآن أصيبوا بخيبة أمل لم تكن في الحسبان!.. كانت أحلامهم وآمالهم
وتطلعاتهم كبيرة ثم تبخرّت في الهواء نتيجة الواقع المؤلم الذى وجدوا
أنفسهم فيه!! إن الأسباب التي أنتجت الواقع المتردي والمحبط الذى نعيشه
الآن مازالت موجودة!.. وما يلوح في الأفق لايُبشرّ على المديين القريب
والبعيد بأن هذا الواقع سيتغير نحو الأفضل طالما تلك الأسباب يشتد تأثيرها
وتقوى قبضتها يوما بعد يوم!.
إن
إخراج المؤتمر العام من جلسته تحت تهديد السلاح وزخات الرصاص من جماعات
مسلحة تريد أن تفرض رأيها كما فعلت في السابق عندما فرضت استصدار قانون
"العزل السياسي" الجائر تحت تهديد السلاح.. هاهي تعاود الكرة مرة أخرى! هذه
هي إحدى الأسباب التي تعرقل التغيير نحو الافضل..
ليبيا.. الدولة الوحيدة من دول مايُسمى بالربيع العربي التي خُرّب جيشها وأمنها عن
عمد
من داخلها وبفعل الليبيين أنفسهم! من الذين لهم رؤاهم الخاصة الذين لا
يُريدون خيرا بالوطن!.. فأصبحت ليبيا بدون جيش وبدون أمن حدودها مخترقة
وسيادتها منتهكة.. بعد أن تم تجريد القوى الرادعة والمنضبطة من أسلحتها
وطعنوها في ولائها الوطني ليقصونها عن الساحة! وأسسّوا بدلا منها ميليشيات
وجماعات مسلحة لتفرض سلطانها وهيمنتها على الشعب كما هو الحال الآن!!.
أما
الذين يتوقعون تغييرا إذا ما تم إصدار الدستور وإنتخاب البرلمان وتشكيل
الحكومة، هم واهمون! لأن هؤلاء جميعا لايستطيعون أن يفعلوا شيئا في وجود
ميلشيات مسلحة تسيطر على المشهد السياسي وتفرض رؤيتها الخاصة بقوة السلاح.
إن الأسباب التي أنتجت الواقع المتردى الذى نعيشه لازالت تجثم على نفوسنا
وستظل! مالم ينتفض الشعب مرة أخرى ليتخلص من هذه الميلشيات ويُجرّدها من كل
مصادر قوتها.. وإن عجز الشعب عن ذلك لم يعد أمامه إلاّ الإستعانة بالمجتمع
الدولي الذى سبق وأن إستعان به في أسقاط النظام والتخلص من ميلشياته!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق