الجمعة، 2 مايو 2014

الأحزاب والإيدولوجيات الوافدة وصراعات تُلقى بالوطن فى أحضان الناتو قريباً

الأحزاب والإيدولوجيات الوافدة

وصراعات تُلقى بالوطن فى

 أحضان الناتو قريباً


2/5/2014


فتح الله 1
المهندس / فتح الله سرقيوه

إن ما يُعانيه الوطن اليوم من صراعات وتطاحن بين أحزاب وافدة من كل نوع وصنف مجهولة الهوية ومشبوهة التمويل قد تودى بنا إلى تدخل الناتو ونزوله على الأرض الليبية قريباً ، صحيح أن الناتو ساعد الشعب الليبى وساعد كذلك  (عملائه وخُدامه وجواسيسه من الجو) أولئك الذين عاشوا طويلاً فى أحضانه مع إحترامى للبعض من الشرفاء المناضلين منهم ، ساعدهم بالإطاحة بالقذافى وتخليص الشعب الليبى من ظلمه ، ولكنه اليوم بعد هذه الحالة التى نحن فيها ربما سيٌفكّر إن لم يكن قد أخذ قراره بعد فى النزول على الأرض للسيطرة على مقاليد الأمور فى ليبيا ، وبعدها فإن هذه الأحزاب المتصارعة وهذه الأيدولوجيات المتخلفة متعددة المفاهيم التى تسيطر على ليبيا من خلال المؤامرات والقتل والإغتيالات ونهب ثروات الشعب الليبى  ، لن تتوقع تلك الدمى من الأراجوزات فاقدة القيم والأخلاق والإنتماء الوطنى ، أن يضعها الناتو على الكراسى مرة أخرى ولنا فى العراق عبرة..

سأتناول  فى مقالتى هذه قصة من قصص الموروث الشعبى فى وطننا وهو الموروث الذى أسترشد به دائماً فى مقالاتى لعلها تكون مدخلاً للوصول لما أعنيه وأقصده ،  فلا تنسوا قراءتها فالشيئ بالشيئ يُذكر ، فأنا دائماً أكتب للمواطن العادى البسيط (الحايس) فى هذه الأيام فيما يدور من حوله حتى أصبح مثل الأطرش فى الزفّه كما يقال !! وأدى به الأمر إلى وقوفه متفرجاً وكأنه فى سوق عام يعج بالبضائع المختلفة المستورده من كل حدب وصوب وبأسماء لم يسمع عنها طوال عقود من الحرمان والظلم والإستخفاف والتجهيل مع العلم من أن جيوبه خاوية فما إستلمه من مرتبه فى بداية الشهر الماضى صرفه فى حينه قبل أن يصل إلى بيته أو سدد به جزء من ديونه .

 هذه البضائع منها الصالح للإستعمال البشرى إقتصادياً وسياسياً وفكرياً ولا شك أن من إبتدعوها لم يعد أحد منهم يتذكرها ، بل تخلوا عنها إلى غير رجعة ، ومنها التى إنتهت صلاحيتها وتم تجديدها بورقة (برّانيه) أو الإعلان عنها فى ساحة مظاهرات أو إعتصام بلافته مطرزة  بلغات أجنبيه  أو  إلصاقها على البضاعة  لكى (يتدبّز كما يقال) فيها ذلك المواطن الذى لم تتاح له الفرصة ليتعلم أى لغة أجنبيه لا هو ولا أولاده ولا أحد من أبناء جيرانه لكى يفزع له ويعينه (لأن الحال من بعضه) فكيف يتعلمها ؟؟!! وقد تدخل يوماً القذافى وإبن عمه المدعوا أحمد إبراهيم وأتباعهم من جهلة اللغة العربية فى رسم سياسة العلم والتعليم فى بلدنا فما بالك باللغات الأجنبيه والتطور التكنولوجى ، ونحن كمواطنين عاديين بسطاء مغلوب على أمرنا فى تلك الحقبة حالكة السواد لن  ننسى أبداً ما  تجرأ عليه يوماً  إبن عم القذافى  بو عمامه وإلغائه تدريس اللغات الأجنبيه من  مناهج التعليم الإعدادى والثانوى  بإعتبار أنها  لغات المستعمر وهى  لا شك  سياسة تجهيلية المراد بها تجهيل أجيال بكاملها .

 لقد جنى ذلك الجاهل المتخلف على أجيال بكاملها تقف اليوم عاجزة (لفك طلاسم اللغات الأجنبيه) والتطور العلمى  مما جعلها تجد صعوبة فى إستخدام التقنية الحديثة المتمثلة فى إستخدام الكومبيوتر مثلاً ، وتجد حرجاً فى مواكبة العلم وتطوراته المُتسارعة  بينما كل من يأتى من الخارج مدعياً أنه كان معارضاً للنظام مع إحترامى لبعض الشخصيات التى نحترمها ونقدر ما عانته فى الخارج من مطاردة فرق الموت التابعة للقذافى وما قامت به من مجهودات من أجل نقل صوت الشعب الليبى للخارج والتعريف بمأساته فى الداخل وكذلك ما كانوا يقومون به من إتصالات على مستوى دول العالم من أجل شعبهم وإنقاذه من تلك العصابة المجرمة ، من أعنيهم كان لهم دوراً إيجابياً فى التقريب والتسريع من نهاية الظلم والقهر مع العلم أننى أختلف مع البعض منهم لأننا كنا نناشدهم من خلال ما نكتبه أن تكون المعارضة فى الخارج منظمة ومتجانسة وموحدة لا معارضة فرديه تنتهى إجتماعاتها بالخلافات والتطاحن فى تلك الفترة مما إنتهزها النظام السابق فرصة ثمينة فى إطالة عمر نظامه ، الأمر الذى جعل من بعض الأفراد يسقطون فى إغراءات النظام الفاسد نتيجة للخلافات التى كانت تُثار بفعل بعض المدسوسين والمندسين بينهم .

 فى الأيام القليلة الماضية كانت هناك محاضرة لأحد  الليبيين الذى تواجد بالخارج ولم يكن أساساً لا معارض ولا مُهجّر ولا بطيخ كما يقال .. ولم نقرأ له يوماً ما يدل على أنه ضد ذلك النظام الفاسد من أى ناحية بل ترك الوطن برضاه من أجل تحسين وتطوير معيشة أسرته الإقتصاديه لأكثر من عقدين أو يزيد وكان يحاول  التحدث بعبارات إنجليزيه وأخرى عربيه (أمكّسره) ربما لكى يظهر نفسه بمظهر الذى نسيئ اللغة العربية نتيجة تواجده بالخارج ، بينما معظم المتواجدين من متوسطى التعليم أو كبار السن ، وإذا بصديق يجلس بجوارى يهمس فى أذنى ويقول لى (عرفناك كنت  برا يا خوى يكفى )  .... وبالمناسبة  أقول لذلك المثقف الكبير يا أخى ((بلاش فشخره)) كما يقال فى مصر،  ألم يكفينا عقود من تعالى القذافى وأذنابه علينا ، نقول لك من المؤكد أن تتحدث باللغة الإنجليزيه وإلا تكون (غير جدير بالشهادة التى تحملها) إن لم تكن مزوره !!  فمثلك لو لم يتحدث  بالإنجليزيه أو يكتب بها لكنت مدعاة للإستهزاء والسخرية بعد عقدين أو يزيد من الزمن بالتواجد خارج الوطن فلا تنسى أن  البعض من أبناء شعبنا حُرم من قرارات الإيفاد وهم الأجدر والأفضل وربما أفضل منك ، على حساب موارد ليبيا لأنهم رفضوا فى حينها أن يهتفوا وأن يتواجدوا فى المدرجات العقائديه الكفريه وأن يوقعوا على إستبيان (قولاً وعملاً)  الذى يعرفه كل من أوفد على حساب النظام السابق منذ 1973م ، بينما هناك من قال  الغاية تبرر الوسيلة  فأتقوا ألله فى المواطن العادى الذى عان الأمرين داخل الوطن .

اليوم أصبحت الأحزاب أكثر من الهم على القلب ويعلم ألله عن مصادر تمويلها  وبمسميات متعددة فهذا ديمقراطى وهذا حر وذاك وطنى وهذا حر ديمقراطى وذاك ديمقراطى حر ، أما هذا وطنى حر وهذا عدالة وبناء ،ووذاك تحالفى ولكن ذلك حر وطنى عيار 24 (دوختونا يا أخوانا)  ، أى أن المواطن أصبح فى إشكالية كبيرة (حايس مع روحا) لعدم قدرته على إختيار مساره فالأحزاب المشكلة أو التى ستشكل فى عجلة من أمرها  تنتهج سياسة إستقطاب المواطن فى حضنها المهم لديها (الأعداد التى ستنتسب إليها) دون أن يكون المواطن مقتنعاً أولا ، إضافة إلى مؤسسات المجتمع المدنى التى تعدت فى البداية المئات فى كل مدينة واليوم إختفى معظمها من الساحة فهى  تتكون  فى يوم وتختفى عن الأنظار بعد أيام دون أن نسمع بها كيف تكونت وكيف إختفت بحجة عدم القدرة المالية وعدم وجود المقرات ، الرجاء يا إخواننا عدم الإستعجال حتى تكتسبون ثقة المواطن وحتى لا ترغموننا بأن نقول ونردد (الغربال الجديد له تعليقه) وأهلنا فى الماضى قالوا (ما أتبات إلا على إقسامها). .

أستميحكم عذراً فى الإطالة ولا شك أنكم متشوقون الآن لسماع القصة ... أهلنا فى البادية لديهم تجارب فى الحياة أكثر بكثير من أهلنا فى المدن وقد جعل منهم الأسلوب المعيشى فى حياتهم غير مُتسرعين فى إتخاذ القرارات المصيريه .. فما أجمل حياة البادية البسيطة فى الترحال والتنقل بالرغم من قسوتها وصعوبتها حيث يقال  (عز البوادى كل يوم رحيل) ... فمن المعروف عن أهلنا فى البادية يتنقلون دائماً طلباً للماء والعشب والأمن من الحيوانات البريه الغادرة مثل الذئاب والثعالب والثعابين السامة  التى تُشكل خطراً على حلالهم ، فيُحكى أن هناك نجعاً أراد الرحيل وقد تجهّز الكل لذلك ولم يبقى سوى بيت واحد به (شايب وعجوز) حيث بدأوا فى وضع ما يملكونه من حاجيات الدنيا على ظهر الجمل ولم تترك العجوز شيئاً إلا ووضعته فوق ظهر الجمل بينما ذلك (الشايب) ينظر إليها ويبتسم لما يشاهده من حمولة تفوق قدرة الجمل وأخيراً جاءت بثلاث من الحجر الكبير الذى يٌطلق عليه (المناصب) وهى تستخدم لوضع آلة الطبخ عليها، المُسى (القدر) بكسر القاف ، وهنا ضحك الشايب وقال أتريدين أن تضعى هذه المناصب فوق ظهر الجمل  قالت نعم .. قال حطيها ولكن (ما هو  نايض  ما هو نايض) ويقصد أن الجمل لا يمكن أن يقوم من محله لما وضعته العجوز من حمولة فوق ظهره .

هذه القصة لها دلائل كثيرة فقدرة الحيوان الضخم مثل الجمل تظل محدودة بالرغم من أنه يتحمل العطش لأيام فما بالك قدرة الإنسان وتحمله للمصائب والشدائد وخصوصاً وهو على مشارف العقد الخامس الذى يُعتبر العمر الفاصل بين الشباب والكهولة ، فإذا أردتم أن  تقفزوا بالشعب الليبى ومستقبله إلى الأمام وبسرعة ،  خففوا عنه الحمل يا سادة ، فقد بلغ السيل الزبا وطفح الكيل ، وأعلموا أن مابين ومضة عين وإنتباهتها يٌغير الله من حال إلى حال وأن غضبة الشعب الليبى وثورته التصحيحية  أصبحت بين قاب قوسين أو ادنى . نصيحة لكم والله من وراء القصد .

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق