السبت، 7 نوفمبر 2015

شباب بعد الستّين :: مدوّن عربى / عبدالرزّاق الربيعي



شباب بعد الستّين


مدوّن عربى / عبدالرزّاق الربيعي 




هاتفني صديقي الشاعر عدنان الصائغ المقيم بلندن، وكان صوته مبلّلا بالفرح، وحين سألته عن سبب فرحه،أجاب" لقد نبهني أولادي إنني بلغت الستّين، وبهذه المناسبة حجزوا لي تذكرة للسفر إلى اليابان، والصين للإحتفال بهذه المناسبة السعيدة هناك"


ورغم إنّه يكبرني بسنوات قليلة لكنّني سألته مستنكرا " أي سعيدة؟ لقد أشعرتني بالإحباط، " ، فضحك ، وعلّق قائلا " لاتنظر للأمر من زاوية واحدة ، بلوغ هذه السن في الغرب يعني بداية حياة جديدة " 


وبالطبع ،هذا لمن يحسن التعاطي مع هذه المرحلة العمريّة، وامتلك الإرادة ، والعزم ، وهو أمر ليس سهلا، يقول الكاتب النمساوي ستيفان تسفايغ "الذي يبلغ الستين من العمر يحتاج إلى طاقات غير عادية حتى يبدأ بداية جديدة كلّ الجدة" فقد كان يرغب بتغيير نمط حياته، ولكنه يشعر بالعجز، شأن الكثيرين.


لقد أكبرت بأولاد صديقي هذه الإلتفاتة التي جاءت بمناسبة اليوم العالمي للمسنين الذي يصادف الأول من أكتوبر من كل عام؛ كما أقرّت الجمعيّة العامّة للأمم المتّحدة، عام 1990م لتعزيز قدرة هذه الفئة العمريّة على مواصلة المساهمة في تنمية المجتمعات من خلال العمل التطوعي، ونقل الخبرات، للأجيال الأخرى كونها تحتلّ نسبة كبيرة من السكّان، وتشير أحدث احصائية لمنظمة الأمم المتحدة إلى أن تعداد المسنّين فوق 60 عاما سيبلغ ما يقارب 1.4 مليار نسمة عام 2030 ، ومليارين بحلول عام 2050، مؤكّدة إنّ هذا العدد من المسنّين يقتضي وضع خطط، واستراتيجيات لضمان بيئة توفّر لهم الرعاية، والاهتمام.


ومن شأن هذه البادرات أن تجعل الوالدين يشعران بالإمتنان، والسعادة، وفي الوقت الذي يخفي الكثيرون، وبخاصّة النساء،الأرقام الصحيحة للأعمار، فإنّ أوّل سؤال يواجهك به الكوري خلال لقائه الأوّل بك هو عن سنّك، لكي يتحدث معك بلغة تليق بك، فبالطبع هناك اختلاف في الأحاسيس، ينيغي مراعاتها ، هذه الاختلافات رصدها الباحث موسى الخطيب، فرأى إن الرضا يكون أقلّ في مرحلة الشباب، بينما أعلى بعد الستين ،عكس الإحباط الذي هو كثير عند الشباب أقل بعد الستين ، ولا وقت للصداقة عند الشباب، بينما هي المتنفّس الحقيقي لما بعد الستين، أما التأقلم فهوغير موجود عند الشباب، ويتوافر عند الستينيّين  تجاه الحياة، والظروف المتغيرة، ولا يحتاج الشاب التكافل بينما يحتاج له بعد الستين، مثلما يزداد الإقبال على الإيمان بعد الستين، وتستعاد الهوايات الماضية التي تناساها وسط زحام العمل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق