ضيف الأجواد إضيّف
والبخيل يا كل عشاه مرتين
المهندس / فتح الله
سرقيوه
يقول الشاعر ... (لجواد إتنادوا وين ما
تقصدهم .... ولنذال من بعيد إن جيتم تنقدهم ) وهو ما يؤكد أن الأجواد يمكن لصاحب
الحاجة والمظلمة أن يقصُدهم لأنهم أهل لذلك أما الأنذال يمكن أن تنتقدهم بمجرد أن
تشاهدهم عن بعد وقبل أن تخالطهم أو تتحدث معهم .... ويقول كذلك أهلنا فى البادية
(علىّ وجوهها تشرب لبنها) وهى فراسة فى تقييم البيت المُضيف وهل هو جدير بالضيافة
وأصولها ؟ ! ويقال كذلك (الربيع يبان من فم الدار) أى انه لوكان هناك جود وكرم
وإستعداد للضيافة يمكن أن يشعر بها الضيف بمجرد وصوله أمام البيت ، موروث
شعبى لم يأتى من فراغ بل جاء نتيجة خبرة فى الحياة الإجتماعيه والعلاقات الإنسانية
، وقد قيل المثل الشعبى (ضيف الأجواد إضيّف) وهو مثل تعارف عليه أهلنا بأنه يمكن
للضيف أن يصطحب معه ضيوف وهو فى طريقه للمُضيفين إذا كانت تنطبق عليهم مواصفات
الكرم والجود وإحترام الآخرين .
ولا شك أن من عُرف عنه الجود والكرم عُرف عنه كذلك
الشجاعة لأن البخيل الذيلى لا يمكن أن يكون شُجاعاً ولا كريماً ، هذه الأمور تعارف
عليها أهلنا منذ زمن بعيد وعندما تبحث عن هذه الصفات تجدها مطابقة للواقع فى
أى مكان أو زمان ، ولذلك تغنى الشعراء بالأجواد وأهل الجود والكرم كما استهزؤا
واستخفوا بالبخلاء ومن إشتهروا بالنذالة ، وقد أشادوا بأهل الشجاعة فى شعرهم .
أستميحكم عذراً فكما عودتكم أن كتاباتى لا
تخلوا من موروثنا الشعبى وتاريخ أهلنا المشرّف الذى يدعوا إلى إكرام الضيف ورفع
الظلم عن المظلوم وإحترام الجار وهى حقاً ما أوصانا بها ديننا وما جاء فى سنة
رسولنا صلى الله عليه وسلم ، حيث كانت قبائلنا دائماً تتنافس على
تلبية النجدة والفزعة والذود والدفاع عن الأرض والعرض وما جعلنى أكتب ذلك لما
أسمعه من وقت لآخر فى الإذاعات المحلية والقنوات الفضائية من تطاول بعض
الجهلة على القبائل الليبية العريقة ووصفها بأوصاف لا تليق بتاريخها النضالى
والجهادى فى زمن الإستعمار المتعاقبة ولذلك وجب على الإعلام المحلى المسموع
والمرئى أن يحترم هذا التاريخ وإن كان ذلك عن جهل كما أسلفت وجب عليهم قراءة
التاريخ جيداً حتى لا يجدوا أنفسهم وقد وقعوا فى الخطا الذى سيُحاسبون عليه أمام
الله وأمام التاريخ ولزاماً عليهم الإبتعاد عن الإساءة لقبائلنا فى جميع أنحاء
الوطن فكلنا من قبائل وهذه القبائل هى التى كان لها الفضل فى إقامة الدستور وفى
إنجاح وترسيخ الديمقراطية والعدالة والقانون فى زمن الإستقلال من أجل أن نعيش نحن
فى حرية وديمقراطية..
إننى اتذكر منذ أكثر من عقد من الزمن إستضافنى
فى مدينة البيضاء السيد المحترم / حسن بوشاح البرعصى لإطلاعى على الكثير من الوثائق
والمستندات التاريخية وكان من بينها (بطاقة قام بتصميمها وتغليفها) وهى للسيد
المناضل المرحوم/ عمر فائق شنيب وقد أجاد فى إنتقاء المعلومات بها وقال لى
لقد عرضت هذا الأمر على العديد من الصحفيين والكتاب والمتهمين بالتاريخ لكى يعطوا
هذا الرجل حقه وهو بطل من أبطال الإستقلال ولكن الجميع خاف أو تخوّف ولكن هناك من
قال لى أن أتصل بك .. وفعلاً قمت بتوثيق ذلك ونشره ، ومن هنا أود أن أشكر
ذلك السيد الفاضل / حسن بوشاح على شجاعته فى زمن لم يكن لآى أحد أن يُغامر بمثل بنشر
هذا الموضوع ....
ولا
شك أن الكثير من الليبيين لا يعلمون أن المرحوم / عمر فائق شنيب قد عرض أرض أجداده
للبيع من أجل شراء تذاكر السفر والإقامة حتى يتمكن هو وزملاؤه من السفر إلى الأمم المتحدة من
أجل إستقلاق ليبيا ، فأين هذا الرجل مما نشاهده اليوم من الإنتهازيين واللصوص ؟.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق