صحيفتان أمريكيتان:
ليبيا على شفا حرب أهلية
20/5/2014
أ ش أ:
اهتمت صحيفتا (جلوبال بوست) و(وول ستريت جورنال) الأمريكيتين في تقرير
لهما اليوم، الثلاثاء بتطورات الأوضاع في ليبيا، حيث حذرتا من أن ليبيا قد
تنزلق إلى آتون حرب أهلية، وذلك نتيجة للفوضى التي عمت أرجاء البلاد خلال
اليومين الماضيين.
وقالت (جلوبال بوست) –في تقريرها التى بثته على موقعها
الألكتروني- إن انتشار الفوضى والانفلات الأمني في أكبر مدينتين في ليبيا
قد دفع بالبلاد إلى شفا حرب أهلية، وذلك في ضوء تصاعد حدة القتال بين
الميليشيات المتناحرة المدججة بالسلاح، مما أثار موجات القلق في الخارج لا
سيما في أسواق النفط العالمية.
وأشارت إلى هجوم المسلحين على مبنى البرلمان الليبي في جنوب
العاصمة "طرابلس" بواسطة المقاتلين الموالين للواء المنشق عن الجيش خليفة
حفتر الذي يتخذ من بنغازي مقرا له، والذي أعلن في أعقاب ذلك تعليق عمل
البرلمان وتشكيل لجنة تأسيسية وحكومة طوارئ.
وذكرت:" أنه مع فشل السلطات الحاكمة في بناء جيش نظامي وقوات
شرطية قوية، تمكنت الميليشيات المسلحة من تعزيز تواجدها في البلاد منذ
الإطاحة بنظام العقيد الراحل معمر القذافي عام 2011". وأضافت:" أن السلطات
الليبية لم تعلق على الحادث بل اكتفت بالدعوة لإجراء حوار وطني، وذلك في
يوم شهد مقتل شخصين على الأقل واصابة 55 آخرين إثر اشتباكات اندلعت بين
الميليشيات المتناحرة في جنوب طرابلس". ونسبت الصحيفة إلى شهود عيان
قولهم:" إن المهاجمين كانوا ينتمون إلى كتائب الزنتان القوية، والتي شنت
هجوما مماثلا على مبنى البرلمان في السابق حتى تمكنت من فرض سيطرتها على
جنوب طرابلس وصولا إلى المطار الدولي.
كما نقلت (جلوبال بوست) عن حفتر تأكيداته بسعيه لشن هجمات جديدة
على الإسلاميين حتى يجتث جذور "الارهاب"، حيث قال:" إن عمليتنا ليست
انقلابا ولا ننوى الاستيلاء على السلطة". وحول ردود الفعل الدولية، لفتت
الصحيفة إلى أن شركتي "الخطوط التونسية السريعة" و"صفاقس ايرلاينز" قد
علقتا جميع رحلات الطيران من وإلى ليبيا، ولكنها تعهدت باستئناف رحلاتها
يوم الإثنين القادم فيما عدا مدينة بنغازي؛ حيث تم اغلاق مطارها حتى يوم
الـ25 من الشهر الجاري.
من جانبه، أعرب الاتحاد الأوروبي عن "قلقه العميق" لانتشار العنف
في ليبيا، حيث قالت منسقة الشئون الخارجية بالاتحاد الأوروبي كاثرين
آشتون:" إن الاتحاد الأوروبي يجدد التزامه بدعم الشعب الليبي، ويدعو كافة
الأطراف إلى بناء توافق في الآراء لضمان الانتقال إلى نظام ديمقراطي
مستقر". بدورها، حذرت (وول ستريت جورنال) من أن التمرد الذي قاده حفتر ضد
الإسلاميين الذين سيطروا على مجرى السياسات في ليبيا قد يتحول إلى معركة
صريحة على السلطة من شأنها أن تفتت البلاد، وذلك في ضوء اصطفاف العديد من
الميليشيات المسلحة في البلاد خلف المعسكرات المتناحرة.
وقالت الصحيفة:" إن اللواء حفتر، الذي قضى أعواما في المنفى خلال
حكم القذافي، أظهر نفسه كزعيم قومي يخوض حربا ضد الارهاب لإنقاذ ليبيا من
المتطرفين الإسلاميين". وأوضحت أن المناوئين لحفتر يتهمونه بالسعي
للاستيلاء على السلطة وتمثيل رموز النظام السابق ومحاولة تقليد النموذج
المصري بصورة سلبية. ولفتت الصحيفة إلى أن ليبيا دخلت نفق الفوضى منذ
الإطاحة بنظام القذافي ومقتله عام 2011، لا سيما في ضوء حقيقة أن الحكومة
المركزية لا تتمتع تقريبا بأي سلطة بعد أن تمزقت الشرطة المدنية والعسكرية
بسبب الحرب.
وأشارت الى ان من يملأ هذا الفراغ في السلطة والقبضة الأمنية هي
مئات الميليشيات المسلحة التي حفرت طريقها في البلاد، وكان معظم هذه
الميليشيات محليا يتواجد في مدن وبلدات بعينها، بينما تأسس البعض الآخر
وفقا للولاءات العرقية، فيما تبنى آخرون فكر وايديولوجية تنظيم القاعدة.
وردا على الهجوم، دعا رئيس البرلمان الليبي نوري أبو سهمين الميليشيات التي
تدعم معسكره إلى الانتشار في طرابلس للتصدي لما أسماه بـ"محاولة تقويض
مسار الديمقراطية والاستيلاء على السلطة".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق