الأحد، 18 مايو 2014

هنا .. في وطني

هنا ..  في وطني

305x380x,P20,P20.JPG.pagespeed.ic.B-VdvruD_T[1]

بقلم / محمد علي المبروك 

 

يا أمواج هادرة أهدري  هدراً .. وآجتاحي وطني حتى تبلغي منه صدرا .. واغسليه ببردك وازيلي عنه كدرا* .. وطني لازال ذبيح .. وشعبه لازال جريح .. كل العهود وقعها عليه قبيح  .. يا أمواج  تعاقبي كما تتعاقب على وطني الحسرات .. وكما عقبوا عليه من السموم جرعات ..

صمتت في صدره الخفقات .. وخملت في فؤاده النبضات  .. قدرا الا تجري فيه انهار من ماء .. لتجري فيه انهار من دماء .. قدرا الا تطوف على قومه بما ملكوا من نعماء* .. لتطوف عليهم شدائد الشقاء .. قدرا ان تسد فيه مباحث الشفاء .. ليتوغل فيه ضياعا . الداء .. ويتخلل فيه امتناعا . البلاء .. هنا في وطني تنفجر في الظلمات المأساة ، كأنفجار البركان .. يحرق بحممه بشر  . شجر . مدر* . حجر . والمكان .. هنا عذاب الانسان .. الذي يجف جسمه الظمآن .. وينحل جسمه الجوعان ..

حتى الاطفال محيطهم أليم   .. يغشى قلوبهم الرطبة الفزع العظيم .. ويرون وجها للحياة ذميم ..  هنا يقتل ، يعذب ، يسجن ، يهجر ، البشر ..  بحكام السفاهة والعهر* .. الذين اودعوا القلوب القهر .. الذين سرقوا خبز المساكين سراً وجهر .. هنا مأساة الدهر ..  هنا الدم يندفع نهر .. أحاطوا البلاد بظلمات عنيدة .. ونقاط الضوء في الأفق بعيدة .. ويح الشعوب ، اذا في حكامهم بلادة العقول  .. حكام أفعالهم  أفعال الجهول ..

فان هذه الشعوب ، يترصد مداخلهم ومخارجهم الهول .. ويصير خصبهم  ذبول .. ونموهم كاسد في خمول .. السماء ترعى الزمان .. والأرض ترعى المكان .. والبحر يرعى الجوعان .. وعلى عراقتكم أرادوا ان تكونوا قطعان .. وأنتم أكرم أهل الزمان .

________________________________________________________________
* كدر : وهى عكس النقي الصافي وتعطي معنى الهم والغم .
* نعماء : النعمة والرخاء .
* مدر : المدن والعمران .
* العهر : الفجور ، كبائر المعاصي .  قال الله تعالى في سورة الشمس ( فألهمها فجورها وتقواها ) .
______________________________
محمد علي المبروك خلف الله
Maak7000@gmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق