الإسلاميون الليبيون
يحثون رئيس الوزراء على الاستقالة
10/9/2013
دعا حزب العدالة والبناء الذراع السياسية لجماعة الاخوان المسلمين في ليبيا رئيس الوزراء علي زيدان الى الاستقالة متهما اياه بعدم التصدي للفساد وعدم اقامة جيش وطني موحد. وقال محمد صوان زعيم حزب العدالة والبناء وهو ثاني اكبر حزب في المجلس التشريعي الليبي ان الحزب يدرس ايضا سحب وزرائه الخمسة من حكومة زيدان ومن بينهم وزير النفط.
ويتعرض زيدان وهو ليبرالي انتخب في اكتوبر تشرين الاول الماضي لضغوط متصاعدة من جانب الاسلاميين والمستقلين المستائين من أسلوب معالجته لموجة اضرابات للعمال والحراس المسلحين في قطاع النفط اصابت الانتاج بالشلل وادت الى خسارة عائدات تقدر بمليارات الدولارات. وقال صوان ان التأييد يتزايد داخل المجلس المؤلف من 200 عضو لاجراء تصويت على سحب الثقة من حكومة زيدان.
وقال صوان لرويترز في مقابلة ان حزب العدالة والبناء صبر شهورا على حكومة زيدان ولو ظن ان هناك فرصة للنجاح حتى لو كانت لا تتجاوز عشرة في المئة لانتظر مزيدا من الوقت لكن المشكلة ان بقاء زيدان في السلطة ليس من شأنه سوى ان يزيد الفشل. وتفاقمت المشاكل الامنية والسياسية بسبب نقص حاد في الكهرباء والماء زاد مصاعب الحياة اليومية لكثير من الليبيين الذين يشعرون انه لم يتغير شيء منذ حرب 2011 التي اطاحت بمعمر القذافي. وقال صوان ان زيدان كان المفضل لدى الليبراليين ووافق حزب العدالة والبناء آنذاك على مضض على المشاركة في حكومته استجابة للمطالبة الشعبية بحكومة وفاق وطني موسعة تضع حدا لانحدار البلاد نحو الفوضي.
واتهم صوان زيدان بتبديد اموال ميزانية الدولة وعدم مكافحة الفساد المستشري قائلا ان 500000 من مواطني ليبيا مسجلون اسميا في وحدات مختلفة متنافسة من الجيش والشرطة وقوات الامن ويتلقون أجورا من الدولة لكن لا يستطيع شرطي حتى ان يفرض غرامة على سائق في الشارع. وقال انه مضت ثمانية شهور ولا وجود لجيش في ليبيا ولم تتخذ اي خطوات جدية نحو بناء الجيش وتنشيط قوات الامن وفي الوقت نفسه تدفع الدولة أجورا لمئات الالاف من افراد الشرطة والجيش. واضاف ان الناس لم يروا أمنا يتحقق ولم يروا شيئا ولا حتى شرطي واحد لديه استعداد لارشاد السائقين المخالفين فضلا عن تغريمهم.
وزادت الجماعات المسلحة المؤلفة من مقاتلين سابقين من شتى انحاء البلاد قوة وطموحا بعد قرابة عامين من سقوط القذافي. وهي ترتهن كثيرا من مؤسسات الدولة لتحقيق مطالبها وتجد الحكومة صعوبة بالغة في فرض سلطتها على تلك الجماعات. واشتد التوتر بين زيدان والاسلاميين منذ زار زيدان مصر الاسبوع الماضي وهو ما اغضب حزب العدالة والبناء الذي يتهم اعضاؤه رئيس الوزراء بتأييد عزل الجيش المصري للرئيس السابق محمد مرسي.
ويقول العلمانيون والليبراليون ان الاسلاميين الذين تتركز معاقل تأييدهم في المدن الساحلية مثل مصراتة ازدادوا نفوذا في البرلمان الذي يضطلع بمزيد من السلطات التنفيذية وباتوا يتولون مناصب كبيرة في مؤسسات الدولة. وأدى قتل ليبرالي علماني ينتقد الاسلاميين الشهر الماضي الى خروج حشود غاضبة لنهب واحراق مقرات حزب العدالة والبناء في العاصمة وبنغازي متهمين الحزب بالمسؤولية عن حادث الاغتيال.
المصدر: سليمان الخالدي - رويترز
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق