مؤتمرنا ، لا أمن ولا أمان ومُصيبتنا فى التحالف والإخوان
مؤتمرنا ، لا أمن ولا أمان
ومُصيبتنا فى التحالف والإخوان
المهندس / فتح الله سرقيوه
لقد عاش أغلب شعبنا الليبى
العظيم خلال الأشهر الماضية منذ أن تسلل أتباع الأحزاب إلى السلطة فى أكبر
كذبة تاريخية على الشعب الطيب الذى خرج مُنهكاً من حرب شرسة أيدهم فيها
الله سبحانه وتعالى بنصره وقادها شباب هذا الشعب البطل ورجاله الشجعان
بمساعدة من أهل الكتاب الذين سخّرهم الله لمساعدة هذا الشعب حتى ولو كان
ذلك بثمن مؤجل ، بينما كان هناك من يتربص فى الداخل والخارج للإنقضاض على
السطلة التى أصبحت مطمع للكل بعد تحرير الوطن ، فقد جنّدت هذه الأحزاب
أتباعٌ لها فى كل مدينة وقرية ونجع لعرض الإغراءات المادية على مواطنيها
والبعض الآخر إنطلت عليهم الكذبة المُجهزة والمبرمجة على الطريقة الإخوانية
حتى (يؤكل الطعم ويقع صاحبهم فى الفخ) وبكل سذاجة من البعض فقد أوصلوهم
دون أن يعلموا إلى الكراسى ومنهم من إعتبرهم (من أهل الخطوة) قبل أن
يتحروا ويستفسروا عن تاريخهم بالدول المجاورة وسيرتهم المشوشة وما يحدث هذه
الأيام فى مصر ببعيد ، وللأسف فقد جاء الفأس فى الرأس وتربعوا على الكراسى
(تحالف وإخونجيا ووطنيين وتغيير وديمقراطية وشعريه وقليه) وغيرها من
الأسماء الموسيقية التى تطرب لها الأذن ولكن افعالها تُدمى القلب !! وأؤكد
كلامى أن العديد من المواطنين فى المدن والقرى الليبية إنتخبوا التحالف على
أنه رئيس التحالف فقط ولا علاقة لهم بالأسماء المطروحة ثم إنتخبوا أحد من
الإخونجيا الذى دخل بإسمه أو بإسم مستعار (مستقل)!! وهذا يدل على أن
الليبيين لا يفهمون فى اللعبة الحزبيه.
لقد أخذتهم العزة بالإثم
على أجنحة العنجهية والتسلق والتعالى حيث أصبح السباق المارثونى بينهم على
أشده للفوز بلقاءات صحفية على مدار الأسبوع على الفضائيات المدفوعة الثمن
مُقدماً وبسخاء وبإخراج تلفزيونى (خارق للعادة) كما يقول التوانسه أو
مداخلة يُقال عنها أنها صدفة (يا سبحان الله.. سلملى على الصُدف) حيث
المتحدث يكون أحد من أحبارهم فى دكاكين الأحزاب فيطعن هذا فى هذا ويطعن هذا
فى ذاك حيث تفرغت صفحات شبكة التواصل لفضائحهم التى تُنشر كل يوم دون حبل
غسيل ويتناثر الكثير منها على الأرض دون حياء ولا خجل ، (أسمع يا للى ما
تسمع) تلك الفضائح السياسية والمالية والعلاقات مع النظام السابق التى
كانوا يظنون أنها دُفنت مع صاحبهم الذى كانوا يتوددون إليه وإلى أبنائه
ويتفاخرون فيما بينهم بأن أحد أزلامه إتصل بهم أو سأل عنهم !! وللأسف فشلوا
جميعاً فى الوصول بالوطن إلى بر الأمان فالكل يريد أن يكون (الآمر الناهى)
فى حلبة المصارعة الوطنية فهم اللاعبون المتصارعون وهم الحُكّام وهم
المُتفرجون ، بينما المباراة لا تتوقف إلا بدخول المُعارضين والمحتجين من
الباب الرئيسى أو الخلفى بمساعدة أحد اللاعبين من داخل الحلبة الذى يُسّهل
الأمر ويُساعد فى دخولهم فيُلطم هذا ويُسّب ذاك ويهرُب أحد المتصارعين من
على السور فيمسك به الأطفال ويعيدوه إلى الحلبة غير أن الإعلام الرسمى
للحلبة يقول عن هذا المُتصارع أن الخبر قد وصل إلى أحد مشجعيه فقام بدوره
بإبلاغ جميع المشجعين فى منطقته مما دعاه إلى (قفزة ثلاثية من على السور)
لمحاولة الإتصال بهم والتوسل إليهم بعدم الحضور إلى حلبة المُصارعة وحتى لا
تنشب معارك جانبية قد تؤدى إلى تعطيل المباراة وتأجيلها إلى أجل غير مسمى
ويخسر الطرف المؤيد لإقرار عزل الخُصوم من الساحة نهائياً وحرمانهم من
حقهم المشروع فى الوطن .
لقد أصبح موضوع الإقتحامات
والإعتداءات على ما يُسمى (المؤتمر الوطنى أو الحكومة الزيدانية) أمراً
عادياً ومتعارف عليه فى الوسط الليبى ، فهناك من يقول يستاهلوا وهناك من
يقول يا للأسف وهناك من يقول المثل الشعبى (إللى ما هى فرس بوك إتوقعك) ..
للأسف كل من فى تلك الحلبة الوطنية لا يريد أن يقتنع أنه وصل عن طريق كذبة
فى وقت كان يُصدّق كل شئ ولا يوجد أحد يريد أن يتوقف ولو قليلاً فيما يحدث
غير أن اللاعبين يعرفون هدفهم وكيف يصلون إلى سُدة الحُكم على أكتاف
الشرفاء الذين ناضلوا منذ عقود داخل الوطن وتحملوا الآلام والحرمان من
الحقوق المشروعة والمضايقات والإقصاءات والإستدعاءات الأمنية والكوارث
السياسية والإقتصادية والإجتماعية ، بينما البعض كانوا على الأقل بعيدين
على وجه النظام وأتباعه ، فليس من تواجد فى الساحة الملتهبة كم هو فى برودة
لندن وصقع أمريكا وحدائق هولندا وكورنش الإسكندرية ومصائف مطروح ، لقد كنا
نسمع أخباركم ونتابع ما يكتبون بأسماء مستعارة ووهمية يتطاولون على هذا
ويشتمون ذاك وينهشون فى أعراض أولئك ويستلمون العطايا والهبات خلسة من
عملاء وجواسيس النظام ، واليوم يريدون بكل برادة وصحة وجه أن يحكموننا
ونسلمهم أرقابنا ومصيرنا بكل سذاجة وبساطة .
كم تأسفت وأنا أشاهد (ثلاثى
حكّام الحلبة) وهم فى أشد الألم والإنزعاج والتوتر من خلال مؤتمر صحفى حيث
وضح التجهم والعبوس على وجوههم الثلاثة وغابت إبتسامة أحدهم المشهورة ،
والمؤتمر الصحفى كان لإدانة إقتحام (المؤتمر الوطنى) والإعتداء على
أعضائه بالتطاول بالسب والشتم والهزايب، فهل هناك خفة قيمة بعد هذا ؟ وهل
هناك إستخفاف بساسة الدولة الجدد بعد هذا الإستخفاف ، أقولها وبأعلى صوتى
أن أى رجل حر تربى على القيم ومبادئ الإحترام والأخلاق ولديه عزت نفس
وكرامة ومفطوم على العصر كما كان الشاعر المرحوم (حسن الأقطع الفاخرى) الذى
قال ..
لو متت ما ناكل إللى مو طيب ** الخالق غنى وإللى خلق ما إيسيب
ولا ناكل المسروقه ولا إنطارد ** إللى فى السبب ملحوقه
غنى إبصبر وإللى صابره مرزوقه ** حتى لو بطا خير الكريم إقريب .
أقول لأعضاء المؤتمر الرزق
على ألله ولكن الكرامة عندما تُهدر فلا قيمة للرجل بعدها . فهذه المواقف
المُهينة التى أهدرت كرامة المؤتمر الوطنى ، كان الرد عليها (تطليّق هذه
المسؤولية بالثلاثة) . ولا رجعة فى ذلك وإرجاع الأمانة لأصحابها الذين
سلّموها لكم أو إختلستموها فى غفلة منهم ، فهم أولى من يدافع عنها ويموت من
أجلها ولستم أنتم ..!
أقولها وبكل أسف لقيادات
الأحزاب … لقد نقلتم الصراع فى ما بينكم وبطريقة مكشوفه وكأن ليبيا عقمت من
الرجال والشعب عبارة عن بعض من السذج والبُسطاء .. هذا السيد رئيس حزب
الإخون الذى لم نشاهد منه حتى اليوم لا عدل ولا بناء يُدلى بتصريح يُدغدغ
فيه ما يُسمى رئيس حزب التحالف (تشكيلة أحزاب من كل فلم أغنية) ويقول نحن
على إستعداد لحوار من أجل ليبيا .. يا سلام اليوم فقط تذكرتم أن هناك وطن
إسمه ليبيا وشعب مغلوب على أمره إسمه الشعب الليبى .. فيرد زعيم التحالف
ويقول لا مانع لدينا من أجل الدفع بليبيا إلى الأمام وتحقيق الأهداف التى
يتمناها الشعب الليبى . تُذكرنى هذه التصريحات المتفق عليها مُسبقاً بقصة
الطير الذى يُغنى وجناحه يرد عليه كما يقال فى المثل الشعبى !! أسمع كلامك
يا إخونجى أصدقك وأشوف أمورك يا تحالف أستعجب !.
أيها الإخوان .. أيها
التحالف .. أنتم أكبر الأحزاب وكل شئ يدبر من قبلكم فى الليل وفى وضح
النهار !.. إذا كنتم تريدون بنا خيراً وبالوطن راحة وإستقرار وأمان
تراجعوا عن قفزتكم وإستغلالكم للإعلان الدستورى الذى تدخلتم فيه عن طريق
اتباعكم وأثبتم أنه فى إيدولوجياتكم أن (البيضة أولاً والدجاجة أولاً ..
إتحب تفهم إدوخ) لا شك أنكم أذكياء ووصلتم بطرح صناديقكم المشؤمة إلى
السلطة وعلى أكتاف البسطاء الطيبين وتحكّمتم فى بعض مفاصل الدولة الحساسة
حتى الآن .. ولكن إذا إتفقتم على تجميد أحزابكم شريطة أن يكون كل من فى
داخل حلبة المُصارعة عفواً (المؤتمر الوطنى) مُستقلاً يرفع شعار (كتلة
المُستقلين لا غير) وتنسوا قصة الأحزاب حتى إشعار آخر ، وأن تقسموا على
كتاب الله وأمام الرأى العام لأننا كشعب لم نعد نثق فيكم لتصرفاتكم السابقة
بعدما خذلتمونا أيها المُستقلون أمام الله وأهل الفريق كما يقال فهل
بإستطاعتكم ذلك ؟ … لكم التحية إذا وافقتم وقدمتم مصلحة الشعب الليبى على
مصالحكم الحزبية والشخصية وسترون كيف يخرج الدستور وبسرعة للنور وتبدأ
المصالحة الحقيقية فى أرجاء الوطن وتتسهل الأمور جميعها قبل فوات الأوان
ويهنأ الشعب والوطن بالأمن والأمان ..وأما غير ذلك فأنتم الخاسرون.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق