الأحد، 8 سبتمبر 2013

زَوَجوني ثم طَلقوني ثم دَعوني للنسيان


زَوَجوني ثم طَلقوني

ثم دَعوني للنسيان  



عساف

بقلم :حماد عوكل

لا شك أن نسبة الطلاق في غزة ترتفع بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة وكذلك نسبة الزواج المبكر التي يقبل عليها الشباب بجنون من كلا الجنسين ، سأبدأ أحبتي وقرائي الأعزاء مقالي هذا بالحديث عن الزواج في غزة من حيث الأسباب التي دفعت ليكون الزواج المبكر هو المسيطر على الكثيرين من شباب وصبايا غزة .

بدأ الشباب الفلسطيني العاطل عن العمل في غزة المحاصرة من سنين بالبحث عن الراحة والنوم الطويل وعن كل شيء يلهيهم عن البحث عن مقومات الحياة كالعمل وبناء أسرة تقوم على أساسيات الحياة السليمة فكان الهم الأول لأي أب كان أن يبني غرفة ويلقي بها أبنه مع فتاه صغيرة إما تدرس و إما أقعدها أهلها عن الدراسة بسبب عادات وتقاليد قديمة ، فكان الهدف الأول لهم في تلك الفتره أن يقوموا بالزواج وعلى لسانهم سيأتي الفرج بعد الزواج ، على صعيد أخر الفتاه تقبل إما بإرادتها أو بغصب عنها والأسباب كثر إزاحة هم من البيت كما يدعون الأهل أو الخوف من شبح العنوسة وأول الرجال القادمين سأزوجه أبنتي ، يتم الزواج ومراسيم الزواج تبدأ وتنتهي بالمشاكل بين الأهل والكل على لسانه ” خلي الليله تعدي ” .

يتم الزواج وتبدأ المعاناة وتبدأ المشاكل بل تبدأ المسؤولية التي هرب منها الأهل وألصقاها في الأبناء دون أي مقومات لحياة زوجية سليمة ، هنا يجد الشاب نفسه بين فكي الشبح الذي هرب منه دوما وهو العمل والبحث عن العمل كي يوفر مقومات الزواج الناجح ، فنرى نسبة قليلة جدا تنجح في استمرار الزواج بعقلانية الزوجه وتنازلها عن الكثير ربما عن دراستها وحلم العمل وبناء البيت المستقل وانجاب ” دستة عيال ” فيبتسم القدر لتلك القله التي رضيت بالقليل من أجل أستمرارية الحياة الزوجية بينهم وتحقيق حلم البقاء على الأقل .


أما في حالة أخرى فهناك النسبة الأكبر بين المتزوجين حديثا فهي العناد والوقف ضد التيار من الشاب والفتاه المتزوجون حديثا بل والأهل و قلة حيلة الجميع ، فنرى الطلاق شبح يستوطن كل بيت يدق أبوابه أتفه مشكلة بين الزوجين وربما مشكلة كبرى فكانت النتيجة الطلاق ، كلنا نعلم ونعي تماما أن البطالة في غزة لا تترك بيت إلا وتدخله معلنة دق طبول الخراب وليست البطالة وحدها بل الحصار والمرض وقلة المسكن و التخلف الإجتماعي بالسلطة الذكورية النائمة في ثبات عميق ، فالفتاة تريد أن تكمل دراستها و اخرى تريد بيت واخرى تريد الانجاب والصبر لا وجود له في البيت فالبطالة أنهت كل الأحلام ، ان اكثر حالات الطلاق سببها الإدمان على كل شيء النت المسكرات المهدئات المخدرات ترك الزوجه تعاني مصير جمع الاموال والرجل يفتح يديه كشحاذ انتهت حياته الاجتماعية ، فالطلاق يكون نهاية الظلم الذي بدأ بزواج مبكر فاشل وغير مبرر ، فتبدأ معاناة النسيان للمطلقة من الجميع المجتمع الاهل وأن كان هناك طفل فالأب الميت خير من الأب الذي على قيد الحياة .


برغم أن هذه الأيام للمطلقة الأكثر حظا والباحثة عن بقاءها نسبة في النجاح بحياتها ومستقبلها وكذلك نظرة المجتمع التي تغيرت تجاه المطلقة التي أخذت منعطفا ايجابيا لبقاء المطلقات على قيد الحياة الطبيعية ،إلا أن البعض لازال يتمتع بالتخلف القديم الذي يودي بحياة المرأة المطلقة فالبعض يعتبرها عاله والبعض يعتبرها مجرد خادمة في البيت وأما هناك من الأهل من يطلب من أبنته ايجار الغرفة التي تعيش بها بعد الطلاق ، فالنسيان للمرأة وحدها بعد الطلاق لتبقى سجينة ومنسية من المجتمع الغبي القادر على الضعف دوما ، لاشك بأن نسبة المطلقات في غزة و أن بعض المحاكم تتحدث عن نسبة طلاق واحده  من ثمان زيجات يوميان أي تقريبا ستة عشر بالمائه من نسبة الزواج طلاق .


كما قلت لكم سادتي فحال الفتاة في غزة والمقبلات على الزواج المبكر خوفا من العنوسة أو المجبورات على ذاك الزواج سيء جدا و أقرب للنسيان فحالهن يقول ” زَوَجوني ثم طَلقوني ثم دَعوني للنسيان “

hamad_okal@hotmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق