الجمعة، 4 نوفمبر 2016

حكومة تصنع السوق السوداء!

حكومة تصنع السوق السوداء!

 Thursday, 03 November 2016 

أخيراً.. تجرأت الحكومة، واتخذت قراراً!! ورغم ان القرار له سلبياته وايجابياته.. إلا أنه كان أفضل من  ألا تتخذ الحكومة أي قرار!!

فالحكومة، تفتقد الحسم.. وفي الوقت المناسب، بل الضروري.. وهي كما يتندر الناس بها.. «حكومة بكرة» أي لا تؤجل عمل اليوم إلي الغد.. أجله إلي ما بعد الغد، كما قال أوسكار وايلد!! وربما الحكومة تقف هنا مع البرلمان، في موقف اللاموقف. وعندنا الناس علي دين حكومتهم.. وأيضاً علي دين برلمانهم.. فإذا كان البرلمان لا يتحرك دائماً إلا متأخراً.. فان الحكومة كذلك 100٪ بل الحكومة ـ كثيراً ـ ما تستفيد من الأزمات.. فاذا كان سعر السكر عالمياً قد زاد كما قال وزير التموين.. فانها استفادت من نشر أخبار هذه الزيادة.. واستفادت أكثر من أزمة اختفاء السكر أو إخفائه، لكي تزيد من السعر، علي الجميع. وليس فقط علي القادرين بل وأيضاً علي  حاملي بطاقات التموين!!

<< والحكومة ـ ربما دون أن تدري ـ تسهم في الغلاء، بعدم الاستعداد كما يجب  لمواجهة أي أزمة. بل دائماً ما تكون قراراتها متأخرة مما يساعد علي السوق السوداء.. وعلي تصاعد موجات الغلاء.. وفي كل  السلع وأمامنا تجربة أسعار السكر.  وقبلها أسعار لبن الأطفال.. وفي الطريق أزمة البوتاجاز.. بحجة أن الشتاء جاء مبكراً!!

وتأخر قرارات الحكومة يوفر لعصابات الغلاء والمافيا أفضل الظروف للتربح وجني الثمرات.. ولا أحد يمكنه تصور كم ربح المتآمرون من أزمة الدولار  ولا كم ربح تجار  السكر ومستوردوه.. هو والسكر.. تماماً كما ربح مستوردو مولدات الكهرباء الصغيرة، وتجار الشموع عند أزمة الكهرباء منذ عامين ولا كم سيربح تجار اسطوانات الغاز.. أو العمال الذين يحملونها للبيوت.. أي أن الحكومة تفتح صدرها ليربح كل هؤلاء.. من البسطاء!!

<< وهنا أتذكر أننا علي الأبواب من أزمة بوتاجاز.. حقيقة وزارة البترول تتحمل كثيراً في التوسع في نظام ربط البيوت بشبكة الغاز الطبيعي.. الا أن القطاع الأكبر مازال تحت سيطرة «اسطوانة  البوتاجاز» فهل تعاقدنا  علي استيراد ما يلزم.. قبل أن تقع الواقعة.. ويستغل العمال والموزعون الظروف  ليخلقوا أزمة وتباع الاسطوانة بأضعاف أضعاف سعرها الرسمي تلك واحدة.. ولا حجة هنا لعدم وجود المال اللازم للاستيراد. إذ لا يمكن أن يظل البيت دون أنبوبة البوتاجاز.. كما لا يمكن أن يعيش  المصري دون كهرباء أو دون مياه للشرب.. فهل تفاجأ ـ بعد أن تقع الواقعة ـ بمن يتعلل ويدعي أننا فوجئنا بأن الاحتياطي لا يكفي.. وأن ناقلات الغاز أو البوتاجاز تعطلت في الطريق؟!

<< ونعرف ـ ونعترف ـ ان ظروفنا غاية في البؤس.. ولكن ما يعيبنا أننا حتي الآن لا نعرف ما هو الضروري.. وما هو الأشد ضرورة.. أي اننا لا نعرف كيف نرتب ضروراتنا.. وبالتالي يعيش المصري بسبب ذلك  أياما من التخبط.. وأخري من تأخر الحكومة عن اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب.. ليحصل عليه المواطن بالسعر المناسب، وبعيداً عن أي سوق سوداء تنشأ بسبب كل هذه المعوقات.

<< أم نقولها صريحة إن حكومتنا ـ بلل الله تربتها كما قال شاعرنا بيرم التونسي..هي المساهم الأول..والمنفذ الأول لنشأة أي سوق سوداء وإلي نشوء  طبقة  المنتفعين من أي أزمة.. أي مافيا الأسعار التي يشكو منها كل مصري.. أخشي أن أقول ذلك!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق