السبت، 5 نوفمبر 2016

النساء في إسرائيل: ضحايا الاقتصاد الليبرالي ونظام العسكرة

النساء في إسرائيل:

ضحايا الاقتصاد الليبرالي ونظام العسكرة 

Nov 05, 2016

الناصرة – «القدس العربي»: تظهر نتائج مؤشر الجندرية الذي يشرف عليه مركز «متساويات» في إسرائيل أن درجة انعدام المساواة الجندرية ما زالت على حالها في السنوات ما بين 2004-2010 ، وأن التمييز العنصري يكرس الفجوة بين العرب واليهود وأن الحلقة الأضعف هنا هي المرأة العربية.
وتم تسجيل تقلّص في فجوة عدم المساواة بين الرجل والمرأة نظرًا لسوء في الظروف الاقتصادية للتشغيل بالنسبة للنساء والرجال في قوة العمل وليس بسبب أي تحسّن في مكانة النساء. وفي مجال المشاركة في سوق العمل المدني على سبيل المثال وصلت نسبة تشغيل النساء إلى 59.2 % (%28 بين العربيات) بينما هي 69.5 %بين الرجال (%64 بين العرب). وفي معدل الراتب الشهري أيضًا يظهر فجوة عميقة بين النساء ورجال، حيث تتقاضى النساء ما قدره 1900 دولار تقريبا شهريا (1350دولارا للنساء العربيات) مقابل 2900 دولار للرجال (1900 دولار للرجال العرب) أي ما قدره 67% من الراتب الشهري للرجال. كما يُشكل معدل الراتب الشهري للنساء العربيات ما قدره 70 %من معدّل الراتب الشهري للنساء اليهوديات.
أما في مجال الإعلام فيُبين المؤشر أن ظهور الرجال في الإعلام بين السنوات 2005-2015 شكّل 76 %من الضيوف في البرامج الإخبارية مقابل 24 %نساء. في مجال عُمق انعدام المساواة أظهر التقرير أن أكثر مجال تعاني فيه النساء من انعدام المساواة هو في القوّة السياسية والاقتصادية وفي التوزيعة الجندرية للمِهَن، حيث تُشكّل النساء 77 % من العاملين في مجال التدريس بينما يُشكّلن ما نسبته 35 %من العاملين في مجال الهايتك. أما في مجال الفقر فنسبة الرجال والنساء متقاربة جدًا (17.1 %و-18.3 %على التوالي) بينما النساء يُشكّلن 61 %من متلقي ضمان الدخل وهذا يُظهر أن معاني الفقر بين النساء هي أكبر وأعمق من الأرقام المجردة. أما في مجال القوة السياسية والاقتصادية للنساء فتم التطرّق في حسابه إلى نسبة المديرات في مواقع رفيعة في سوق الاقتصاد (%38)؛ في طواقم التدريس في الجامعات (%23)؛ رؤساء السلطات المحلية والمجالس الإقليمية (%0.024). وتلخص عضو الكنيست عايدة توما- سليمان من القائمة المشتركة، رئيسة لجنة المرأة البرلمانية في تلخيصها الجلسة أنه «يُمكن تلخيص المؤشر بنقطتين أساسيتين: أولاً، أن النساء في إسرائيل يعملن أكثر، مُتعلّمات أكثر، موجودات في الحيّز العام أكثر ولكن لم ينجحن بعد في إحداث التغيير المرجو في مكانتهن. والنقطة الثانية هي أن هناك حاجة إلى تقدّم أساسي على كل الأصعدة وكل الاتجاهات حتى يتحقّق التطوّر لصالح مساواة المرأة وبما في ذلك الوعي بأن الوضع السياسي، واستمرار العسكرة والاستيطان والاحتلال والاقتصاد النيو ليبرالي لها تأثيرات مباشرة على مكانة المرأة وأي محاولة لتجاهلها سوف تجعلنا نراوح مكاننا.
ويعمل مركز «متساويات» ـ مركز النهوض بالنساء في الحيز العام – في إطار معهد فان لير منذ عام 2004 ، على فحص مكانة النساء والرجال في إسرائيل، وهو مؤشر مؤثر يفحص التغييرات الجارية ويعرض صورة مفصّلة لواقع انعدام المساواة في مختلف مجالات الحياة – العمل والتعليم، والفقر، والقوة السياسية والاقتصادية، والثقافة والإعلام، والعنف، وتقسيمة الوقت، والصحة، وعلاقات المركز- الضواحي، والمجتمع العربي، وكل سنة تُضاف إليه مجالات جديدة. يشار الى أنه رغم الاضطهاد المزدوج تتقدم المرأة لدى فلسطينيي الداخل بثبات، إذ تظهر معطيات رسمية مع بدء العام الدراسي الجامعي الجديد أن نسبة النساء لدى الطلاب العرب في جامعات البلاد تبلغ 62% .ويرى مراقبون أن ذلك يبشر بتغيرات مهمة مستقبلا لصالح المرأة العربية بكل ما يتعلق بالحيز العام.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق