دعوات . وحروب السنوات
بقلم / محمد علي المبروك
تظهر
علينا من فرط اختلالها دعوات ، خجل ان يدعو اليها اهل العصر الجاهلي في
الزمن الغابر ، هذه الدعوات ( أمسحوا مصراتة مسحا ، أمسحوا الزنتان مسحا ،
أمسحوا الزاوية مسحا ، وقبلا أمسحوا ورشفانة مسحا وقد مسحت ورشفانة ،
أمسحوا بني وليد مسحا وقد مسحت بني وليد ، أمسحوا تاورغاء مسحا وقد مسحت
تاورغاء ، أمسحوا المشاشية مسحا وقد مسحت المشاشية ، أمسحوا الرياينة مسحا
وقد مسحت الرياينة ، أمسحوا القواليش وقد مسحت القواليش ، أمسحوا ككلة وقد
مسحت ككلة ، أمسحوا بنغازي وقد مسحت بنغازي ، أمسحوا بن جواد وقد مسحت بن
جواد ، وغيرها من المدن ، وذلك قتلا اوتهجيرا لعائلات هذه المدن ) .
وكأن
هذه المدن هى مدن عصابات وليست مدن تقيم فيها عائلات ( أمسحوا ، أمسحوا )
دعوات جوفاء حمقاء لاتخرج الا من أفواه الحمقى تلفظ قولا وتحققت فعلا في
ورشفانة وبني وليد والمشاشية والقواليش وتاورغاء والرياينة وبنغازي وككلة
وبن جواد والسعي الآن موجه الى مصراتة والزاوية والزنتان و مابعدهم من مدن
، تحاسب مدينة كاملة ، يحاسب الاطفال والنساء والشيوخ لان عصابة خرجت من
تلك المدينة . وماذنب تلك المدينة وكل مدينة في ليبيا فيها أشرار . وفيها اخيار .. ماذنب الطفل .. ماذنب المراة .. ماذنب الكهل .. ماذنب غيرهم ان عصابة مسلحة تنتمي الى مدينتهم . الذي يحاسب مدينة كاملة بوزر عصابة خرجت منها او تنتمي اليها فيقوم بتوجيه قذائفه اليها او يحاصرها...
هو :-
- لايصنف الا مجرما طبقا للقوانين الدولية .
- لا يصنف الا أحمقا في منظومة الأخلاق الانسانية .
- لا يصنف الا آثم بكبيرة من الكبائر في ديننا ولن تنفعه فتاوي علم.... جهلاء الدين .
اي
سلسلة من سلاسل الجحيم .. من سلاسل الجمر . وتعاسة العمر . هذه التي
تعاقبت وتتعاقب حلقاتها المدمرة من تاورغاء الى المشاشية الى الرياينة الى
القواليش الى بني وليد الى ورشفانة الى طرابلس الى بنغازي الى ككلة الى بن
جواد ثم الزنتان ثم مصراتة ثم الزاوية ثم .... ثم .....الذي يقتل اويهجر
طفلا او امراة او رجلا او شيخا هو يقتل ويهجر ليبيا.. هو يقتل ويهجر الوطن ،
ليبيا هى ذاك الطفل وتلك المراة وذاك الرجل وذاك الشيخ فلا تعني ليبيا
ولايعني الوطن شيئا دون هؤلاء ، ليبيا تتمثل في عائلاتها ولاشئ اسمه ليبيا
بدون العائلات الليبية .
لإيطال
اجرام هذه العصابات الأرواح البريئة بل حتى ما ملكت هذه الأرواح من أملاك
وما ملكت الاجيال اللاحقة فأحرقت ودمرت منازل وبيوت وخزانات وقود طريق
المطار ومطار طرابلس العالمي وطائراته و محطات الكهرباء والآن خزانات نفط
ميناء السدرة ومصنع الحديد والصلب.
والمنطقة الحرة بمصراتة ،هذه العصابات لا تقاتل بشرف ، ان الذي يقاتل بشرف لايقتل الأبرياء ولايهجرهم ولا يدمر ممتلكات ليبيا مهما كانت الأسباب ، غير القتل والتدمير تحاصر مدن ليبية كاملة فيمنع عنها الغذاء والدواء والوقود وغاز الطهي في مدينة الزنتان ومدن الجبل وغيرها .
طاقات
من الحقد و البغضاء كانت كامنة فانفجرت في عهد فبراير حمما ملتهبة هوجاء
تلطم العمران .. تداهم الانسان ، طاقات بدأ ان لاحدود زمنية لها لأن لها
إمداد يمدها بالحيوية الدائمة وهى بذلك حربا ستتوغل أمدا حتى تطفئ كل ضوء
للحياة وحتى يبلغنا الإنهاك . ومحط الهلاك . وتتحول ليبيا الى ارض من الفحم
الاسود لاتقبل فيها الحياة .
حربا
أوقوعها بين العوائل الليبية فما نجت من نارها الحارق . وضربها الطارق ..
اطفال .. رجال .. فتيات .. شباب .. نساء .. كهول ، أحاطتهم أرحام هذه
الحروب .. هذه الأرحام الملتهبة الخانقة وإسقطتهم أمواتا . اوجرحى في
المشافي بياتا . او مهجرين لا يستقر لهم مقام .. رحلا عبرالأعوام .. حربا
جاملها حكام فبراير المتعاقبون بل ونفخوا كيرها حتى صهرت الحديد . وتتعاقب
من جديد .
أرواح
أطفالنا ترتعد مع اي طرق للرصاص اودوي قذيفة أينما نظرت عيونهم النقية ..
أينما صوبوا انظارهم تغرق عيونهم دمعا . حتى تبرق لمعا. ولا تستقر عيونهم
في احداقها تضطرب تائهة ضائعة عن التصويب . فالفزع في قلوبهم يدب دبيب .
وكأن قلبوبهم تخفق حريقا ولهيب .
فتياتنا
الوضاءات .. المشرقات .. المحصنات .. الشريفات .. في مأساة ليبيا مهجرات
.. مقتولات ..مختطفات .. حزينات .. على مستقبلهن محبطات .
كهولنا تراث أخلاقنا وتاريخنا الشعبي ماعادوا يهلجون .. ماعادوا ينطقون .. بحكايا السابقين .. بعبر الأولين . نسوتنا مقطعات القلوب .. على أولادهن على أزواجهن من هذه الحروب .. جرائم قتل دامية النيوب .. ففي ليبيا الفجائع تهب هبوب .
حروب
أهدافها وشعاراتها أكاذيب وأوهام لا تنطلي الاعلى من لا طلاء له وهم لا
يحاربون الا الشعب الليبي الا ممتلكاته ، من هو المقتول بينهم ؟ أليس ابناء
الشعب الليبي .من هو المهجر بينهم ؟ اليس ابناء الشعب الليبي . من هو
الذي دمرت .. حرقت ممتلكاته ؟ اليس ممتلكات الشعب الليبي ،ووراء هذه
القطعان حكومتي الغرب الليبي والشرق الليبي بمجلسيهما يمدون حربهم بالإمداد
والعتاد ولاهدف ولا غاية ولا مقصد لهذه الحرب الا تدمير بلاد.وفناء عباد.
هى حربا مدبرة تجتاح مدينة وراء مدينة ، وتسبقها دعوات وراء دعوات . ولن
تنتهي الا بعد سنوات وسنوات .
( انتظروا مباشرة المقال الذي يلي هذا المقال ، فيه مفاجآت وحقائق عن حادثة سرقة اموال الشعب الليبي في مدينة سرت )
محمد علي المبروك خلف الله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق