السناريو الأمريكى
فى
العراق ،، والعبور إلى ليبيا
المهندس / فتح الله سرقيوه
كذب الأمريكان ولو صدقوا .. خدعوا المجتمع الأمريكى والعالم
بأسره عندما قالوا أن هناك أسلحة دمار شامل بالعراق وزوروا التقارير الإستخباراتية
لكى يُمرروا هذه الكذبة البشعة ويُقنعوا حلفائهم بالدخول فى إتلاف عسكرى لإسقاط
النظام العراقى نظراً لخطورته على الأمن القومى الأمريكى أولاً ثم على دول العالم
الديمقراطية ثانياً والدول العربية المجاورة ممن تدور فى فلك السياسة الأمريكية .
لقد كان لهم ما أرادوا فى ظل الخنوع العربى والسلبية
المُطلقة ومباركة بعض العرب وتم تدمير العراق وبنيته التحتية ومؤسساته بالكامل
ونُهبت حضارة دجلة والفرات وسُرقت المقتنيات الأثرية وهُرّبت للخارج وتم تصفية علماء
العراق بواسطة الموساد الصهيونى الحاقد ، وما هى إلا فترة وجيزة حتى تكشّفت الأمور
وإتضحت الحقائق فيما بعد وإتّضح أن السبب الرئيسى ليس أسلحة الدمار الشامل ، تلك
الكذبة المشينة والعار فى جبين المجتمع الأمريكى المُتحضر والغرب بأكمله ولكنها الهيمنة والسيطرة
المُطلقة على دولة عربية ذات سيادية كانت تُشكل يوماً ما قوة إستراتيجية ضد توسع
الكيان الصهيونى وسنداً لأمة كانت تُسمى الأمة العربية ،، أقول ذلك وربما لا يُعجب
البعض ولكننى أعتقد اليوم أن الصورة واضحة جلية لا يختلف عليها إثنان.
نظرية المؤامرة تعوّد عليها العرب ورددوها كثيراً وحفظوها
كما يحفظ التلميذ نشيد الصباح حيث فُُرضت عليهم رغبة أو طواعية فهم يعرفون أن
إحتلال العراق مُخطط له مُسبقاً من قبل الأمريكيين وأن كل دولة عربية تسبح فى
الفضاء الأمريكى تائهة على إرتفاع منخفض تم تكليفها بدور محدد مادى أو إعلامى أو
حتى بالصمت المطلق لبقائها على خريطة المذلة ..
لقد إنتهى النظام العراقى وشاهدنا
قمة المهانة والمذلة لأحد الرؤساء العرب وهو يُجرّ إلى حبل المشنقة بين أهله
ومواطنيه ليُنفذ فيه حكم إعدام سياسى باطل قانوناً ، ونسى العرب أو تناسوا أن هذا
المشهد المراد به إذلالهم وليس تطبيق
العدالة المُزيفة بل التلويح للمنطقة العربية بأن العصا الأمريكية غليظة وطويلة
ولكن المثل الشعبى يقول (عصا الذلال (الجبان)
طويله).
وماذا بعد ؟؟ إنتهى النظام العراقى فأين الديمقراطية ؟ التى
وعدوا بها الشعب العراقى أين الأمن والإستقرار؟ أين الدولة الجديدة ومؤسساتها ؟
ألهم مجموعة من المتعاونين العملاء وأصحاب النفوذ وبعض الحاقدين ممن سهّلوا لقوات
التحالف الدخول للعراق والذين باعوا الوطن رخيصاً ولا شك أنهم اليوم نادمون على
تفريطهم فى كرامة شعبهم .
بعد أكثر من عقد من الزمن
رأى الأمريكيون والصهاينة أنه لابد من المؤامرة فكان مايُسمى (الربيع العربى) فنصبوا
فخاخهم للبسطاء والسذّج من المهابيل العرب وضخوا بينهم العملاء والخونة الذين
عاشوا فى أحضانهم لتحقيق مخططاتهم وكانت المؤامرة ، غير أن الوطنيين فى تونس و مصر فوّتوا عليهم الفرصة لتدمير
بلدانهم .
أما أبناء ليبيا من أصحاب الأطماع فى الثروة والحكم ساندوهم فى تدمير بلدهم
ونهب ثرواتها ونشر الفتنة بين أبنائها ، ولم يبقى سوى سيناريو العراق لكى تتدحل
أمريكا لحماية مصالحها فى النفط الليبى وثروات ليبيا التى فى باطن الأرض فهم أكثر علماً ومعرفة بها من علمائنا أصحاب الشهادات العليا المزورة الذين تخرجوا من جامعاتها وتولوا مسئولية دمار وتخريب وطننا.
فماذا انتم
فاعلون ؟؟ أيها العملاء والجواسيس أصحاب الإيدولوجيات وأحبار الأحزاب الوافدة ، أما آن الأوان لكى تستفيقوا من سُباتكم
قبل أن تتدخل أمريكا وتحتل وطنكم عفواً (وطننا) ، ويومها لن تتوقعوا أن تكونوا أسياداً فى ليبيا بل
عبيداً لا قيمة لكم .. وغداً لناظره قريب .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق