مرض الملك عبدالله يثير القلق حول الخلافة.
وفي 2015 سيواصل العالم العربي تقدمه نحو الهاوية
.. وراقبوا ما سيجري في ليبيا
إعداد إبراهيم درويش:
لندن- «القدس العربي»
يبدأ العام الجديد 2015 والعالم العربي يشهد أكثر مراحله حلكة من أي مرحلة
مضت عليه، فوضى ومشاكل هائلة ذات امتدادات إقليمية ودولية وكم كبير من
النزاعات والأوقات العصيبة التي تستعصي على التكهن.
وكما يقول سايمون تسيدال في صحيفة «الغارديان» فالشرور الآتية من المنطقة العربية تصيبنا جميعا في كل مكان ولكن من سيكتوي بنارها ويعيش أوراها هم المسلمون وبالتحديد العرب. ويرى الكاتب أن الوضع بدا مختلفا قبل ستة أعوام عندما وصل باراك أوباما للسلطة في الولايات المتحدة، ووعد بوقف حربي العراق وأفغانستان، وألقى خطابا مليئا بالوعود والتفاؤل بجامعة القاهرة عام 2009 وفيه تحدث عن «بداية جديدة» مع العالم الإسلامي «تقوم على المصالح المشتركة والاحترام المتبادل».
وأكد فيه ان الغرب والإسلام ليسا في حالة من التنافس وعليه فيجب أن تتوقف «دورة الشك والشقاق». وهو ما لم يحدث أبدا، فقد تعمقت الخلافات في السنوات التي تبعت خطاب أوباما. فقد عمق الربيع العربي والرد الغربي الحذر عليه من الخلافات التي حددها أوباما في خطابه خاصة أن المنطقة دخلت مرحلة ثورية واسعة.
ورغم أن الكثيرين في الشرق الأوسط يحملون الغرب وتدخله في شؤون المنطقة مسؤولية الوضع الحالي إلا واقع الحال يقول إن التدخل الأجنبي، عسكريا وماليا وإنسانيا قد يكون الطريق الأفضل للتعامل مع الأزمات العديدة المتداخلة في كل من العراق وسوريا وإيران وتركيا والنزاع الإسرائيلي- الفلسطيني وفي شمال أفريقيا. ومن هنا لا يستبعد الكاتب زيادة الضغوط للتدخلات الخارجية على مدى الـ12 القادمة. وهو ما سيجلب المنطقة لنقطة الغليان، وقد يكون التدخل لصالح المنطقة، ولكن عام 2015 قد يكون العام الذي اتجه فيه الشرق الأوسط نحو الأسوأ. ففي الوقت الذي يتدخل فيه طيف من الدول في سوريا والعراق، وتتداخل فيه مصالح إقليمية في كل من مصر وليبيا التي تتزايد الدعوات من دول الساحل والصحراء وبدعم من فرنسا لتدخل دولي إلا أن حجم التهديدات يمكن إجمالها بالتالي.
وكما يقول سايمون تسيدال في صحيفة «الغارديان» فالشرور الآتية من المنطقة العربية تصيبنا جميعا في كل مكان ولكن من سيكتوي بنارها ويعيش أوراها هم المسلمون وبالتحديد العرب. ويرى الكاتب أن الوضع بدا مختلفا قبل ستة أعوام عندما وصل باراك أوباما للسلطة في الولايات المتحدة، ووعد بوقف حربي العراق وأفغانستان، وألقى خطابا مليئا بالوعود والتفاؤل بجامعة القاهرة عام 2009 وفيه تحدث عن «بداية جديدة» مع العالم الإسلامي «تقوم على المصالح المشتركة والاحترام المتبادل».
وأكد فيه ان الغرب والإسلام ليسا في حالة من التنافس وعليه فيجب أن تتوقف «دورة الشك والشقاق». وهو ما لم يحدث أبدا، فقد تعمقت الخلافات في السنوات التي تبعت خطاب أوباما. فقد عمق الربيع العربي والرد الغربي الحذر عليه من الخلافات التي حددها أوباما في خطابه خاصة أن المنطقة دخلت مرحلة ثورية واسعة.
ورغم أن الكثيرين في الشرق الأوسط يحملون الغرب وتدخله في شؤون المنطقة مسؤولية الوضع الحالي إلا واقع الحال يقول إن التدخل الأجنبي، عسكريا وماليا وإنسانيا قد يكون الطريق الأفضل للتعامل مع الأزمات العديدة المتداخلة في كل من العراق وسوريا وإيران وتركيا والنزاع الإسرائيلي- الفلسطيني وفي شمال أفريقيا. ومن هنا لا يستبعد الكاتب زيادة الضغوط للتدخلات الخارجية على مدى الـ12 القادمة. وهو ما سيجلب المنطقة لنقطة الغليان، وقد يكون التدخل لصالح المنطقة، ولكن عام 2015 قد يكون العام الذي اتجه فيه الشرق الأوسط نحو الأسوأ. ففي الوقت الذي يتدخل فيه طيف من الدول في سوريا والعراق، وتتداخل فيه مصالح إقليمية في كل من مصر وليبيا التي تتزايد الدعوات من دول الساحل والصحراء وبدعم من فرنسا لتدخل دولي إلا أن حجم التهديدات يمكن إجمالها بالتالي.
التهديد الجهادي.
يرى تسيدال أن التهديد الأكبر وحسب معظم التقديرات هو التهديد الذي
يمثله تنظيم الدولة الإسلامية، فهو يمثل تهديدا على سلامة ووحدة العراق
السياسية والجغرافية بما فيها مناطق الحقول النفطية في الجنوب والشمال.
مما سيؤدي إلى تدخل عسكري شامل جديد وما يقتضي هذا من عودة للقوات البرية الأمريكية وبأعداد كبيرة. كل هذا رغم تأكيد الرئيس أوباما على أنه لن يرسل «بساطير على الأرض» من جديد.
مما سيؤدي إلى تدخل عسكري شامل جديد وما يقتضي هذا من عودة للقوات البرية الأمريكية وبأعداد كبيرة. كل هذا رغم تأكيد الرئيس أوباما على أنه لن يرسل «بساطير على الأرض» من جديد.
ولكنه لم يعد قويا كما كان في السابق فانتصار الجمهوريين في الانتخابات النصفية العام الماضي تعني تعامله مع كونغرس يميل نحو اليمين.
وكان أوباما قد صادق على إرسال قوات للعراق أكثر من 3.000 جندي وترك المجال مفتوحا لإرسال المزيد وتوسيع الحرب أبعد من العراق لتشمل سوريا.
ويتفق قادة البنتاغون والجنرالات العسكريون على أن الغارات الأمريكية وحدها لن تكون كافية لهزيمة تنظيم داعش.
وفي ظل غياب الحلفاء على الأرض ممن لديهم القدرة على توفير قوات وكيلة عن أمريكا على الأرض سواء في العراق أو سوريا التي يتمتع فيها التنظيم بحضور قوي.
وهناك عدد من القوى الجهادية مثل تنظيم جبهة النصرة لأهل الشام الموالي لتنظيم القاعدة تهدد بنشر الخوف والفوضى في دول الجوار مثل الأردن ولبنان وتركيا. ويرتبط تنظيم داعش بحركات متطرفة في اليمن والصومال وليبيا ومصر وجماعات أخرى في شمال أفريقيا.
ومن هنا ففي حالة صعدت الولايات المتحدة من حملتها العسكرية في عام 2015 سيواجه حلفاؤها الغربيون خاصة بريطانيا ضغوطا للمشاركة، مما يعني اندلاع حرب ثالثة في العراق. وهدد التنظيم الدول الغربية وتلك المتحالفة معها من الدول العربية بهجمات انتقامية. ولديه القدرة على شن الهجمات بسبب الأعداد الكبيرة من المقاتلين الأجانب في صفوفه والذين يمثلون أكثر من 80 دولة حسب تقديرات المخابرات الأمريكية.
وتعتبر التهديدات التي يطلقها التنظيم جادة بسبب القوة الدعائية التي يملكها واعتماده على وسائل التواصل الإجتماعي واستعداد التنظيم تجاهل التعاليم الدينية والتفسيرات القرآنية التي يؤمن بها غالبية المسلمين. فمهما شجب كبار المرجعيات الدينية في العالم العربي ممارسات التنظيم من الاغتصاب وقطع الرؤوس فكلامهم يتم تجاهله ويعامل باحتقار من مرجعيات داعش الدينية.
ولا يتوقف فشل القيادة الدينية عند محاولة وقف التنظيم بل بالفشل الأكبر في سياق الحرب الطائفية المستعرة بين السنة والشيعة، حيث تقف الدول السنية وفي مقدمتها السعودية والباكستان في صف ضد إيران الشيعية التي تؤثر على العراق ولبنان واليمن وتدعم الرئيس السوري بشار الأسد.
وتتغذى الحرب الطائفية من استمرار الدعم المالي الذي تقدمه دول مثل السعودية للجماعات المقاتلة في سوريا وبقية مناطق الشرق الأوسط. ويعتبر العنف الديني الناشيء عن هذا الخلاف وتهديد الجماعات الإرهابية عاملا مهما لسقوط القتلى. ففي العام الماضي سقط أكثر من 5.000 حسب تقدير مركز بحث جراء العنف الجهادي. ويعتبر نجاح تنظيم داعش استمرارا لنجاح تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين.
وعلى خلاف هذه فقد توسع داعش إلى خارج الأراضي العراقية، كما أن زيادة عدد القوات الأمريكية في عام 2007 بقيادة الجنرال ديفيد بترايوس أدى لإضعاف تنظيم القاعدة. وقد يتوصل أوباما وحلفاؤه إلى خيار مماثل للذي اتبعه جورج دبليو بوش عندما دفع بأعداد جديدة إلى العراق.
الكارثة السورية.
في عام 2015 ستدخل الحرب الأهلية عامها الخامس بدون منظور قريب للحل مع
استمرار للنزيف الدموي وتزايد في أعداد القتلى حيث تجاوز 200.000 وشردت
الحرب أكثر من 3 ملايين فروا إلى تركيا والعراق والأردن ولبنان، ونزح أكثر
من 6.3 مليون نسمة من بيوتهم وتحولوا للاجئين في وطنهم.
وانتهت العملية السلمية باستقالة الأخضر الإبراهيمي مبعوث الأمم المتحدة بعد فشل محادثات جنيف-2، وتحولت الكارثة السورية إلى أزمة إنسانية حيث ستعلن الأمم المتحدة عن أكبر عملياتها في عام 2015 خاصة أنها لم تعد تستطيع إطعام الأعداد المتزايدة من اللاجئين.
ولم يعد الوضع محتملا، فمع أن هذا قيل من قبل لكن قد يتطور الوضع أكثر في هذا العام. خاصة أنه تمت مقارنة سوريا بالإبادة في رواندا ومثل الأخيرة فلم يتحرك المجتمع الدولي ويوقف الكارثة. فعلى الصعيد الإنساني يموت العشرات من السوريين في العبارات الغارقة وهم يحاولون الهرب للدول الأوروبية. ولم تسمح الدول الأوروبية إلا لأقل من 150.000 من السوريين للجوء إلى أراضيها.
وأغلقت كل الدول الأوروبية بمن فيها بريطانيا أبوابها. ومن بين 33.000 لاجئ سيقبلون في أوروبا هذا العام نسبة 85% ستذهب إلى ألمانيا. وتفضل بقية الدول إرسال مساعدات إنسانية وهي ليست كافية إن أخذنا بعين الاعتبار حجم الكارثة.
وتعاني دول الجوار السوري من أعباء كثيرة وهناك مخاوف في لبنان من التفكك الإجتماعي في هذا العام بسبب استمرار التوتر الطائفي وآثار الحرب السورية على هذا البلد الهش. وفي الأردن تقوم الأمم المتحدة برعاية 640.000 لاجئ مع أن العدد أكبر كما تقول الحكومة. وأثرت الكارثة السورية على كل مجالات الحياة من الماء والطاقة والمواد الغذائية والتعليم والسكن وسوق العمل.
والقصة مشابهة للوضع في تركيا رغم أنه بلد أكبر ولديه القدرة على تحمل أزمات كهذه. وتطالب حكومة أنقرة برحيل الأسد، وشهدت الحدود في الآونة الأخيرة مناوشات وهناك مخاوف من تطورها، ولوحظ الأمر نفسه على الحدود السورية – الإسرائيلية حيث شهدت الجبهة هناك مناوشات. وبعيدا عن هذا فالبلاد مرشحة للتقسيم الدائم حالة ظل الأفق مسدودا.
الملف الفلسطيني – الإسرائيلي.
ترافق القضية الفلسطينية كل عام ومنذ أكثر من ستة عقود بدون حل أو منظور للحل. وفي ضوء ما جرى من حرب في غزة
وانتفاضة في القدس، وفشل للسلطة في الدفع باتجاه إنهاء الاحتلال بحلول عام
2017 بعد رفض مجلس الأمن المشروع الذي تقدم به الأردن يوم الثلاثاء فالملف
مرشح للانفجار في ظل تحول واضح لإسرائيل باتجاه اليمين.
وستقرر الانتخابات التي ستعقد في آذار/مارس المقبل مسار إسرائيل إن كانت ستسير باتجاه يمين يقود ليكود بنيامين نتنياهو أو وسط تقوده تسيبي ليفني وإسحق هيرتسوغ.
ومن الملفات العالقة الأخرى التي ستحدد أجندة العام ملف إيران النووي حيث حدد موعد تموز/يوليو 2015 لحل الملف، وفي حالة فشل المفاوضات لا يعرف إن كانت إسرائيل ستنفذ تهديداتها وتهاجم المفاعلات النووية الإيرانية التي طالما هددت بضربها.
ويرتبط أمن الشرق الأوسط بملف آخر وهو استقرار مصر التي لا تزال بعد عام من الإطاحة بحكم الإخوان تواصل قمع المعارضة السياسية وتقيد حرية الرأي.
ويتعلق الأمر نفسه بوضع تركيا التي رفضت الاستجابة للطلب الأمريكي التدخل لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية إلا في حالة شملت الحملة الإطاحة بنظام الأسد. ولعل النقطة التي ستزداد سخونة هي ليبيا والتي تدخل ببطء مرحلة حرجة.
وتعيش ليبيا بعد ثلاثة أعوام من رحيل نظام معمر القذافي عام 2011 في ظل حكومتين كل منهما تدعي الشرعية واحدة في العاصمة طرابلس والأخرى في طبرق. وقد تؤثر الإضطرابات في هذ البلد على السودان الذي يدخل عام انتخابات قد تؤدي لولاية جديدة للرئيس عمر حسن أحمد البشير.
ولا تؤثر ليبيا على السودان فقط بل أوروبا لأن هذا البلد يعتبر المعبر الرئيسي للمهاجرين غير الشرعيين الذين يحاولون عبور المتوسط بحثا عن حياة جديدة في أوروبا.
ومهمة أيضا بسبب التهديد الجهادي مع استمرار معاناة هذا البلد من الفوضى والاقتتال الداخلي. وبسبب الخوف من انتشار الفوضى للدول الجارة. دعا قادة دول الساحل والصحراء إلى جانب فرنسا لتدخل دولي في ليبيا. ويتعلق بتحديات العام الجديد مسألة الخلافة في السعودية.
مسألة الخلافة في السعودية.
في اليوم الأخير من عام 2014 أدخل العاهل السعودي الملك عبدالله
المستشفى لإجراء فحوص طبية. وأثر بيان البلاط السعودي حول صحة الملك على
التعاملات في الأسواق المالية في البلاد حيث تعافت لاحقا.
ولكن مرض الملك الذي تقدم به العمر، ويعتقد أنه 91 عاما يثير مخاوف في المنطقة وخارجها خاصة أن السعودية تعتبر من أهم منتجي النفط في العالم. وأي مشاكل في الخلافة ونقل السلطة تؤثر على سوق النفط العالمي وعلى المشاكل الإقليمية نظرا للدور الذي تضطلع به الرياض.
وفي الآونة الأخيرة دخلت في التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش. وفي حالة وفاة الملك أو عجزه عن الحكم فإن ذلك سيزيد من مظاهر التوتر داخل العائلة حسب سايمون هندرسون من معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى اليميني.
وفي الوقت الذي وضع فيه الملك ترتيبات لنقل سلس للسلطة حيث عين شقيقه الأمير سلمان وليا للعهد، بعد وفاة كل من الأمير سلطان ونايف اللذين شغلا المنصب، ونظرا لاعتراف الملك عبدالله بتقدم عمر من تبقى من أبناء الملك عبد العزيز بن سعود ممن لهم الحق بالملك قام بتعيين أصغر إخوته الأمير مقرن وليا لولي العهد وذلك في آذار/مارس العام الماضي. ويرى هندرسون أن الإعلان عن خضوع الملك لفحوصات طبية يقترح قلقا حول صحة الملك، فدخوله المستشفى الذي يحمل اسمه يعني أن وضعه الصحي مقلق للغاية لأن قصوره فيها من الأجهزة الطبية الكافية لعلاجه والتصدي لمشاكله المتعلقة بآلام الظهر وحاجته للتنقل وهي مشاكل معروفة حيث تعرض الملك لعمليات جراحية في عامي 2011 و 2012. أما المشاكل التي لم يعلن عنها فهي ناتجة عن آثار عادة التدخين التي مارسها الملك.
ويقول الكاتب إن ترتيبات الخلافة واضحة فمن الناحية النظرية سيتولى الأمير سلمان (78 عاما) الحكم لكنه يعاني من مشاكل في الذاكرة أو خرف. ولاحظ زواره أنه يفقد التركيز بعد دقائق من الحديث ويصبح كلامه غير مفهوم. وكون الأمير سلمان يظهر بصورة النشيط نابعة من تصميمه على الحكم أو تصميم من حوله لينصب ملكا.
ولم يكن الملك عبدالله قادرا على استبدال الأمير سلمان بسبب التنافس داخل العائلة الحاكمة ولهذا عين الأمير مقرن كنائب لولي العهد. متجاوزا في هذا مطالب بقية الأشقاء ولم يحصل القرار على إجماع كبار الأمراء.
ورغم ندرة ظهور الملك في العلن إلا أنه ظل صانع القرار الوحيد في البلاد والتقى في تشرين الأول/أكتوبر بالأمير تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر لحل الخلافات بين دول مجلس التعاون الخليجي خاصة قطر، واستقبل الملك عبدالله الثاني، العاهل الأردني في منتصف الشهر الماضي. ويرى هندرسون أن فترة علاج طويلة للملك وفراغ في السلطة بالرياض ستثير مظاهر القلق العالمي نظرا لموقع السعودية في سوق النفط العالمي، كما ستتأثر القضايا المتعلقة بالدور السعودي في الدول العربية والكفاح ضد تنظيم الدولة الإسلامية والتوتر المستمر في مناطق الشيعة الذين يتأثرون بإيران.
ويعتقد الكاتب أن على الولايات المتحدة التدخل والتأكد من انتقال سلس للحكم، رغم أنها أي واشنطن تتجنب محاولة التأثيرعلى عمليات نقل السلطة في البلد. وعليها القيام بهذا الدور بطريقة سرية.
الحرب «السايبرية»
ولا غرو فالعام الجديد سيمضي ليواجه المشاكل المألوفة وتلك التي لم يتكهن بها، مثلما حدث عام 2014 عندما ضمت روسيا جزيرة القرم. فمن كان يتوقع قيامروسيا بهذه الخطوة، وتداعيات انخفاض أسعار النفط العالمية بنسبة 40%.
وسيواجه العام الجديد مخاطر حرب سايبرية كتلك التي اندلعت حول فيلم «المقابلة» عن الزعيم الكوري الشمالي والذي انتجته شركة سوني.
وترى صحيفة «الغارديان» أن المواجهة السايبرية ستستمر. وسيشهد العام الجديد هجمات يقوم بها هاكرز حيث تتحول الإنترنت لساحة قتالية جديدة للدول وللكيانات غير الدول لإظهار قوتها. فقد تحول العالم كما تقول إلى «مقهى» دولي (يجمع غوغل وأمازون) واللذين يحصدان حوالي 300 مليار دولار أي نصف ميزانية العالم المتداخل. واللافت للأمر أن مشاكل الشرق الأوسط والعالم باتت متداخلة بشكل بات من الصعوبة بمكان الفصل بين واحدة وأخرى أو التعامل معها بطريقة منفردة.
وعليه فالدول الغربية الراغبة في التدخل في الشرق الأوسط لإنقاذه من نفسه يجب أن تكون لديها القدرة القيادية والرؤية الكافية. وهي ليست متوفرة في الوقت الحالي، فالرئيس أوباما في السنوات الأخيرة من حكمه وهو أضعف مما كان عليه في البداية.
وفي بريطانيا يواجه ديفيد كاميرون انتخابات أيار/مايو أما فرنسا وألمانيا فسينشغل كل من فرانسوا أولاند وأنغيلا ميركل بمشاكل منطقة اليورو. وعليه فتفكك الشرق الأوسط وتدهوره للأسوأ يعني زيادة فوضى ومخاطر جديدة.
إعداد إبراهيم درويش:
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق