أنّـى للرّاحلة أن تسير بستّ عقالات... ؟!
الأستاذ/ محمد عبدالله حنيش
لا يصح ـ ولاءً ولا
توكّلا ـ أن أشكك ، ولا أن أتشاءم من توقيع اتفاق الصخيرات.. فبلادنا
وأهلنا في أشد الحاجة إلى أي اتفاق مهما كان،، طالما أن ثمّة أمل يلوح
بانفراج ما لجزء أو بعض من كتل الأزمات ـ وليست أزمة واحدة ـ مما يعانيه
الناس، وطالما أن الموقعين عليه ليبيون، وأنهم بشكل أو بآخر يمثلون
الكتلتين المتنازعين على السلطة، فلعل في اقتسام التوقيع ما يساعد على كسر
ظلام العند و انخفاض داء المكابرة.
لم أشأ أن أذكر الاتفاق إلا بالخير، وكلنا نرجو من ورائه الخير ....ولكن موضوعية السؤال الإيجابي تفرض نفسها حين حاجتها، وترتفع فوق كل النوايا الحسنة، وهي ليست إحباطا، ولكن للتثبت من صلاح الشيء، وسفور ما يستوجب أن يكون للناس واضحا،،
والسؤال هو : كيف يمكن ـ عمليا ـ أن يُناقش شأنٌ ما، وتتفق فيه آراء ستّ أعضاء يتربّص كل منهم بما يوافق أو ما لا يوافق من ينتمي إليه ( فئة أو قبيلة أو مدينة أو إقليما ) ؟ و يحمل كلٌ منهم سيف ( الفيتو ) شاهرا إياه منذ اللحظة الأولى، ولا أظنه سيدخله الغمد أبدا !...هل نتوقع نتيجة ممن يمتشقون هذه السيوف ترضينا؟.. وتنصف الأرامل والأيتام والمهجرين، وتسعف اقتصاد يقف على الحافّة..؟!
كلنا ـ بصراحة الشجعان وموضوعية الصادقين ـ نعلم أن مواقع نواب الرئيس بٌنيت على أساس ترضوى، وتلفيق توليفة جديدة لا سابق لها فيما أظن في أي معطيات سابقة عنا في تجارب معطيات الديمقراطية، ولا أظنها ستكون لاحقة..؟! و كأن الأمر مجرد إسكات وترضية لمن لم يبلغ سن الرشد بعد.. فأساس كل هذا ( الهراء ) كان إذعانا للعصبيات، والفئوية، والإقليمية، وانتفاعا للمنادين بها ، وللأسف فإن هذا الإخراج المشين جاء بمباركة الأمم المتحدة ، وبتأييد، بل وبضغط الدول الكبرى التي تدعي تبنّيها للديمقراطية،،، بل ولا يستح منهم أحد عندما يسمي هذه التوليفة ( مجلس الرئاسة) !.
هل رأيتم ( كوبلر ) مندوب الأمم المتحدة يهرع قبيل الاتفاق بساعات يبتغي مرضاة شخص بعينه، ليزرع اسم من طلب منه في التوليفة ؟! هذا ( مندوب الأمم المتحدة ) يا ليبيا التي قسمنا لك أننا لن نخذلك ، فلا تؤاخذينا أمّاه ... لا تؤاخذينا فقد ساقنا الهوى لما لا يرضيك ،، ولم نبرّ لك في القسم.
ورغم كل هذا ،،،
فهل ستقع المعجزة، ويتفق أعضاء ( مجلس الرئاسة ) في شيء يخدم بلادي وأهلها ويدحض كل ما قلته ؟... أتمنى ـ صادقا ـ أن يتم ذلك ، بل و سأكون ساعتها أكثر الناس فرحا و نشوة..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق