السلطات المصرية تغرق
الحدود مع غزة مجددا بمياه البحر المالحة
للقضاء على الأنفاق
أشرف الهور
غزة ـ «القدس العربي»:
من جديد شرعت السلطات المصرية بضخ كميات كبيرة من
مياه البحر، في الخندق الكبير الذي حفرته على طول الشريط الحدودي الفاصل
عن قطاع غزة، مما تسبب في تسرب هذه المياه إلى داخل الحدود الغزية، وهو أمر
ينذر بانهيار كبيرة في التربة والمباني.
وقال شهود عيان يقطنون على مقربة من الحدود، إن الجانب المصري شرع صباح أمس بضخ كميات كبيرة من مياه البحر المتوسط، في خنادق كبيرة مقامة على الحدود، بهدف التسرب إلى باطن الأرض وتدمير الأنفاق.
وكانت مصر قد أعلنت عن حفر خنادق كبيرة على طول الشريط الحدودي الفاصل عن غزة، والممتد لـ 12 كيلومترا، في إطار ما أطلقت عليه مشروع «استزراع سمكي» يهدف لضخ كميات كبيرة من مياه البحر عبر أنابيب خاصة جهزت لذلك، في إطار هدف عام يقوم على أساس تدمير أنفاق تهريب البضائع المقامة أسفل تلك الحدود على شكل ممرات أرضية.
وجاء المشروع المصري الجديد الذي ينفذه الجيش، رغم تدمير الحملات الأمنية السابقة التي نفذتها مصر منذ عزل الرئيس السابق محمد مرسي، الغالبية العظمي من أنفاق التهريب.
وأمس وعقب تجدد عمليات الضخ لمياه البحر، أغرقت العديد من أنفاق التهريب المغلقة من جهة مصر، وهو ما ينذر بحدوث انهيارات أرضية كبيرة في المرحلة المقبلة، كتلك التي حدثت في الأيام الماضية.
وكانت مصر قد لجأت إلى ضح أولى كميات هذه المياه قبل أكثر من شهرين، وبسبب ذلك جرى تدمير العديد من الأنفاق، وحدثت انهيارات أرضية في الطرق القريبة من الأنفاق، بعد أن طفت المياه التي تسربت في جوف الأرض إلى سطحها من الجانب الفلسطيني.
ويخشى سكان الحدود من انهيارات في منازلهم القريبة من أماكن ضخ مياه البحر، وسبق أن عبر عن ذلك عدد منهم، وكذلك حذرت جهات رسمية مختصة من انهيارات في شبكات الصرف الصحي والكهرباء بسبب تلك الانهيارات. وحذرت سلطة المياه الفلسطينية من جانبها من الخطر المحدق الذي يتهدد السكان، خاصة أن عمليات ضخ المياه المالحة، من شأنها أن تعمل على زيادة ملوحة مياه الخزان الجوفي.
وضمن هذا الإجراء سيتعرض سكان الحدود من جهة غزة للخطر بشكل أكبر، خاصة وأن سكان الحدود من الجهة المصرية، رحلوا في إطار خطة تنفيذ المنطقة العازلة التي تريد سلطات مصر أن تمتد بعمق نحو خمسة كيلو مترات بعيدا عن حدود غزة.
يشار إلى أن أصحاب الأنفاق شرعوا بتشييدها على شكل ممرات أرضية، أسفل الحدود مع مصر، بعد أن شددت إسرائيل حصارها على غزة منتصف العام 2007، وقاموا من خلالها بإدخال مواد خام ومواد بناء، ومواد أخرى تمنع إسرائيل إدخالها بموجب الحصار. وخففت هذه الأنفاق قليلا من حدة الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق