علاج الصدمة .. علاج مباشر لشفاء ليبيا
بقلم / محمد على المبروك
تتغذى
وتتضخم الشرور على الخوف والضعف حتى تتسع لتشمل الشرور بلدانا كاملة وذلك
متى كانت القلوب الحاملة للخير قلوبا ترتجف خوفا ومتى كانت إرادة النفوس
الخيرة ضعيفة ، هنا يقوى الشر وتطفح المحن والأزمات وتهبط الكوارث والمآسي
.
ليس صعبا هزم إرادة الشر التى تقع على
شعب من الشعوب ومنه الشعب الليبي وبالتالي تحويل الأزمات والمحن والكوارث
والمآسي الى رماد تهب عليه الرياح الخيرة فتدفعه ذروا.
في
ليبيا بعد ان تغلغلت المحن والأزمات و توغلت أساسا فان علاجها يكون
بالصدمات هذه الصدمات التي لا يخلقها الا اصحاب الشجاعة وأصحاب الإرادة
الوطنية القوية فالصدمة التى يوقعها الشجعان ذوي الإرادة القوية هى التى
تغير تراتيب الأحداث اليومية من الأسوأ الى الأحسن ولقد
رأى الشعب الليبي ذلك من رجال الدفاع المدني الذين خمدوا حرائق خزانات
طريق المطار وحرائق خزانات ميناء السدرة ومن رجال قوة الردع الخاصة الذين
يكافحون الجريمة لوحدهم ورجال صيانة خطوط الكهرباء الذين أصلحوا الشبكات
الكهربائية في ساحات الحروب حتى يستفيد الليبيون من الكهرباء .. هنا
الشجاعة .. هنا الإرادة الوطنية القوية ، هذه هى الصدمة التى تجعل من
فاعلها بطلا وطنيا بتحويله الأسوأ الى الأحسن في صلب المستحيل .
لن
ينفع ليبيا الانزواء بين الجدران والتحدث مع الأركان بإصدار التشريعات
والتصريحات والبيانات والقرارات والتشريعات من مجلس النواب او الحكومة او
مجالس الحكماء ( افتراضا ) اومجالس الأعيان ( افتراضا ) او شيوخ القبائل (
افتراضا ) الذي ينفع مثل مافعله رجال صيانة الكهرباء في بعض المواقع ورجال
الدفاع المدني في حرائق طريق المطار والسدرة ورجال قوة الردع الخاصة في
مكافحتهم للجريمة رغم قوة الجريمة ، هؤلاء هم الذين يتبدل بهم العسر الى
يسر ويتحول بهم الأسوأ الى أحسن لأنهم لم ينزووا في مقراتهم ويصدروا
التصريحات والبيانات بل هبوا تحت القصف المجنون المشوش وتحت شراسة المخاطر
الى موقع المحنة او الازمة حيث الحرائق او حيث خطوط الكهرباء المقطوعة او
حيث أوكار الجريمة .
- علاج الصدمة لانقسام ليبيا الى دولتين ، شرقية وغربية :-
يقع
علاج الصدمة هنا على مجلس النواب وحكومة الثني على افتراض أنهما جسمان
شرعيان فعليهما بالمجيء الى طرابلس كحكام شرعيين وليس محاربون (دون سلاح
اوجيش ) وتحمل مسؤوليتهما الوطنية وعليهما ان يزيلا التضخيم الواهم ان
طرابلس مختطفة و ذلك بإرادة وطنية قاهرة للخوف ومبددة لوسواس الخطر وان
يقيما سلطاتهما في طرابلس حتى ولو بمحاذاة السلطات القائمة الآن مع حشد
الدعم الشعبي ولن يبقى الا الأصلح لليبيا وأؤكد لكم ان المؤتمر الوطني
وحكومة الحاسي وحتى كتائب فجر ليبيا سيكونون في حالة من الصدمة ولن يتعرضوا
لكم بسوء لأنهم سيخافون من العواقب ان هم تعرضوا لكم فهناك عواقب محلية
وعواقب دولية ستطالهم وهى عواقب يعرفون حدتها، ان إقدامكم الى طرابلس صدمة
في الموقف ستغير مجرى الأحداث الوطنية الى الأحسن ، اذا لم يفعل مجلس
النواب وحكومة الثني ذلك ليفعلها المؤتمر الوطني العام البائس وحكومة
الحاسي في شرق ليبيا وأيهما الذي يخلق الصدمة يكون له الحكم وحده دون غيره
( المهم ان تخرج ليبيا الآن من درك التعاسة تحت اي حكم ) ، ليبيا تستحق
اكثر من ذلك وكونك عضو مجلس نواب أوزير لابد
ان تكون لديك إرادة وطنية قوية في هذه المرحلة التى تعيشها ليبيا، إرادة
تجتاز كل شيء .. تجتاز حدود مكتبك وتخرق محيط خوفك لتبلغ بها الازمات
وتحولها الى حسنات ، ان لم تكن قادرا فابتعادك عن الحكم هو لصالح ليبيا لان
عجزك سيكون جزء من أزمات ليبيا.
- علاج الصدمة للحروب القائمة في ليبيا :-
في
ليبيا تكونت مجالس أعيان ومجالس حكماء ومجالس شورى ولا احد يعلم كيف تكونت
هذه المجالس وبأي معايير تكونت ولكن على افتراض انهم أعيان وحكماء وأهل
للرأي والشورى بإمكان هؤلاء إخماد الحروب في مواقعها اذا فعلا هم أعيان
وحكماء وشورى وذلك اذا توفرت بافتراض لديهم الإرادة الوطنية القوية فلابد
ان يقدم هؤلاء بشخوصهم الى جبهات القتال الى مواقع الحروب وان يفصلوا بين
المتحاربين بالوقوف بين جبهات القتال حتى وان خيموا او عسكروا بينهما
لإيقاف الحرب ولا اعتقد ان طرفي القتال بالسوء الذي يجعلهم يستمرون في
اطلاق النار والقذائف وفي العلن وإمام العالم وبينهم كهول وشيوخ واعتقد
انها صدمة ستقع بين اطراف القتال هى مجمدة للحرب ، هذا مايصنع التغيير
ولايصنع التغيير مساعي جوفاء ومجالس الأحاديث ومجالس الموائد ، لايوجد طبيب
يعالج المرض عن بعد .. المرض يعالج في مكانه من الجسد .
- علاج الصدمة للمهجرين الليبيين :-
يقع احداث الصدمة على مجالس الأعيان ومجالس الحكماء ومجالس الشورى المفترضة ومعهم شيوخ القبائل وهى
صدمة تقع في المنافذ البرية والجوية والبحرية لليبيا وعلى هؤلاء التمركز
في هذه المنافذ وأعلام الليبيين المهجرين بان مجالس الأعيان والحكماء
والشورى وشيوخ القبائل سيستقبلونهم
في المنافذ والبوابات وسيوفرون لهم الحماية الاجتماعية وذلك في توقيت زمني
محدد ، ولن تقف العصابات المسلحة ضد إرادة هذه المجالس و القبائل لان
النتائج لن تكون في صالح هذه العصابات ، قدموا عملا وطنيا بدلا من التظاهر
الأجوف بصفات الأعيان والحكماء وأهل الراي والشورى وشيوخ القبائل . فذلك
قد يخدم مصالحكم عند من لايعرفكم ولن يخدم مصالح ليبيا عند من يعرفكم .
- علاج الصدمة للوضع الأمني :-
ليبيا
أفرغت تماماً من وجود جسم أمني فاعل قادر على احداث صدمة في عالم الجرائم
المحلية ، حتى وان خلقت صدمة من الصدمات فلن تكون صدمة فاعلة فيبدو انه
إفراغ مقصود استمر على مدى اربع سنوات ، لاحظ ان هناك اجسام في ليبيا قادرة
ان تحدث صدمات والجسم الوحيد الذي لا قدرة له هو الجسم الأمني وكأنه ركز
على إفراغه مع وجود تعبئة لأجسام الجريمة كالعصابات المسلحة الإجرامية التى
أتاح لها الوضع الليبي الحصول على السلاح والنمو الفاعل خلال الاربع سنوات
بينما لم يتح ذلك لأي جسم أمني الا إفراغه من الإرادة وتغليب إرادة
الجريمة عليه ولكي يكون الجسم الأمني قادرا على احداث صدمة لابد ان توفر له
معدات الصدمة وهى السلاح والعتاد والاهم من ذلك ان يسانده الجيش في محاربة
الجريمة في مرحلة زمنية أولية حتى تضعف قوةالجريمة التى هى اكبر من اي جسم
أمني ويجب ان تكون هذه الحرب التي يسانده فيها الجيش حربا صارمة كأنها مع
عدو خارجي واعتبار الجريمة وأفرادها أعداء لليبيا وتستمر مساندة للجيش
للجسم الأمني الى حين سحب الأسلحة من الأفراد والى حين القضاء على الجريمة
وذلك هو الذي يتيح قوة للجسم الأمني ، قوة قادرة على احداث الصدمات ويضعف
قوى الجريمة ولكن للأسف ذلك امرا مؤجل لان جيوش ليبيا منشغلة بالقضاء على
بعضها البعض وليس القضاء على الجريمة .
اي
أزمة او محنة وطنية ليبية هى بحاجة الى صدمة في الموقف او مواقف صادمة وهى
صدمة او مواقف صادمة يخلقها الشخص المسؤول عن معالجة ذات الأزمة اذا توفرت
فيه الشجاعة والإرادة الوطنية القوية كرجال الإطفاء امام الحرائق ورجال الشرطة امام الجرائم ورجال الحكومة امام أزمات بلدانهم ، لابد
من التضحية ومقارعة الأهوال أنقاذا لليبيا التي هي بحاجة الى ابطال .. الى
رجال ، مافائدة حكومة ومجلس نواب ومجالس حكماء وأعيان وشورى وشيوخ قبائل
ان لم يغيروا الأحداث الكارثية الى احداث احتفالية ، لقد اتخذت الأزمات
والمحن في ليبيا جذورا ضاربة عميقا في التربة الليبية وتفرعت أغصانا مجنونة
على مدى اربع سنوات ولن ينفع معها حوارات وتشريعات وملتقيات ومجالس الا
الصدمات بمواقف صادمة ، كالشخص المجنون الذي يخمد جنونه الصدمات الكهربائية
او كالشخص الذي يموت ولا يعيده الى الحياة الا الصدمات الكهربائية التي
يصعقه بها المسعفون على صدره .
محمد علي المبروك خلف الله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق