لمحات من التاريخ
السخيف لحكام فبراير - الجزء الاول
بقلم / محمد علي المبروك
( أسرق ماشئت .. افعل ماشئت .. سرقتك تبقى تاريخا .. فعلك يبقى تاريخا ..
وتكون صورتك مع هذا التاريخ صورة قبيحة تنفر منها الاجيال وستبقى رياح
سمعتك نتنة، كل ماتفعله سيبقى تاريخا ، حتى تعلم .. حتى تدرك ان حكم
البلدان والشعوب ليس نزهة .. ليس سياحة .. ليس صفقة ، بل مسؤولية عظيمة ..
أمانة من عظائم الأمانات .. لو كنت حيا سيلعنك الناس وتتمنى ان تكون ميتا
ولوكنت ميتا سيلعنك الناس وانت في قبرك وتتمنى ان تكون حيا حتى تطلب منهم
العفو والصفح ).
1- المجلس الوطني الانتقالي والمكتب التنفيذي وحكومة الكيب
مجلس
وطني لم يضم الوطنيين فقط بل ضم الدينيين او الإسلاميين وكان الأجدر
تسميته المجلس الوطني الاسلامي الانتقالي حيث هب فيه الطامع واللامع
والهامع وبدأوا يقودون ليبيا يميناً ويسارا فيه القليل من الوطنيين والكثير
من المنحرفين وطنيا .
- أموال الشعب الليبي المجمدة .
في
بداية التحرير إنغمس هذا المجلس ومكتبه التنفيذي بإحضار بعض أموال ليبيا
المجمدة والأموال المودعة في المصارف الخارجية ولم يكلف الوطنيين لإحضار
هذه الأموال بل كلف اللصوص وكان من هذا التكليف ان حولت أموال ضخمة من
اموال الشعب الليبي في حسابات هؤلاء اللصوص وحتى بعض ماتم إحضاره سُرق نصفه
في الطريق قبل أن يصل الى خزائن الدولة والكل يعرف حادثة السرقة التي تمت
في الطريق في مدينة بنغازي والى اليوم ذهب اللصوص وذهبت معهم الأموال .
- التمكين للجماعات المتطرفة .
مكّن
هذا المجلس للجماعات الدينية والتى أبرزها جماعة الاخوان المسلمين ويليها
السلفية الجهادية لحكم ليبيا حيث عين أفراد هذه الجماعات رؤساء للشركات
والمؤسسات العامة والإدارات العامة وقد كيفت هذه الشركات والمؤسسات
والإدارات لتكون أغراضها لفائدة هذه الجماعات وليس لفائدة الشعب الليبي
وكانت مؤسسات وشركات الشعب داعم مالي واقتصادي لهذه الجماعات .
- الناقلة النفطية التي كان ينتظرها أهالي الغرب الليبي .
في
سنة 2011 م عندما سيطر المجلس الوطني الاسلامي الانتقالي على الشرق الليبي
وكان الغرب الليبي تحت سيطرة القذافي ، كان الغرب الليبي في نكبة انسانية
ومأساة معيشية من انقطاع الوقود حتى ان بعض النساء الحوامل وضعن حملهن في
الطرقات لنفاذ الوقود من سيارات أزواجهن وكل من لديه مريضا اوحالة حرجة
عليه ان يحمله بين يديه ويسرع به برجليه وقد يصل الى المشفى او يلفظ أنفاسه
الاخيرة في الطريق وقام نظام القذافي باستيراد شحنة كبيرة من الوقود عبر
ناقلة نفطية حتى ينفس غضب الليبيين عليه في الغرب .
الأغرب من ذلك هو
مافعله هذا المجلس الوطني الاسلامي الذي قام بقرصنة الناقلة النفطية
وتحويلها الى الشرق حيث يبسط سلطته في ذاك الوقت ، وحجته أن الناقلة سوف
تمد عسكر القذافي بالوقود وكأنه لا يعلم ان عسكر القذافي لديه خزانات من
الوقود ولن يعجز في إمداد عسكره وكأنه
لا يعلم ان الليبيين في المنطقة الغربية أصبحوا يتخذون الأقدام والدراجات
الهوائية في تنقلاتهم وان مرضاهم يموتون ولا يبلغون المشافي بسبب انقطاع
الوقود .
- حرب مدينة سرت .
تحت
إشراف المجلس الوطني الاسلامي الانتقالي ومكتبه التنفيذي هب ثوار حدث
فبراير لتحرير مدينة سرت وبانحطاط تدبير وقصور تفكير وجهت المدافع
والصواريخ نحو المدينة رغم الأعداد الكبيرة لهؤلاء الثوار والعدد القليل
لجماعة القذافي المتحصنة بالمدينة فلم تكن هناك ضرورة حربية للصواريخ
والمدافع التي لاتفرق بين مدني وعسكري او بين مسكن وخندق فاندلعت على
المدينة النيران ورميت عليها الحمم فأحدثت فيها دمار وانهيار وهجرت سكانها
وقد تكبد الشعب الليبي دفع ثمن هذا الدمار والانهيار ليس لشئ الا لانحطاط
التدبير وقصور التفكير في هذا المجلس الوطني الاسلامي الانتقالي الذي كان
مسؤولا عن هذه الحرب .
- موت القذافي .
لن
أتحدث الآن عن الأسلوب الذي قتل به القذافي لانني أعلم بان التفسيرات
الساذجة ستطالني والأحكام المسفوهة ستبلغني وعليه في مناسبة أخرى سأتحدث ،
ولكنني سأتحدث مابعد موت القذافي وما بعد موت ابنه ورغم ذلك ستطالني
التفسيرات والأحكام الساذجة والمسفوهة ،عندما اصبح القذافي وابنه جثتين
هامدتين جامل المجلس الوطني الاسلامي الانتقالي التمثيل بالجثتين بما
يخالف ديننا الوسطي الذي يحرم التمثيل بالجثت وينافي الأخلاق الانسانية
التى تعف عن التمثيل بالجثت ، بل بكل سذاجة من عقول تبحث عن معنى لامعنى
له هبت أفواج من الحكام الجدد لمشاهدة الجثتين وكان من أبرزهم رئيس المكتب
التنفيذي ولا أعلم ماذا تعنى جثت الأموات لهؤلاء حتى يقطعوا المسافات
ويجتازوا المساحات لمشاهدة الجثت .
الأغرب من ذلك بدل ان يظهر هؤلاء الحكام أدني سماحة لحدث فبراير وبدل ان يسلكوا مسالك الأصول والأخلاق التى عرف
بها الشعب الليبي بتسليم الجثتين الى قبيلتهما تم نفي الجثتين بدفنهما في
مكان مجهول ، وهو أمر لم يفعله الشيعة في العراق عندما أعدموا صدام حسين
الرئيس العراقي السني فلم ينفوه ولم يمثلوا به بل سلموا جثمانه الى أبناء
قبيلته وذلك كما ينبغي لأدنى الأخلاق .
- توريط ليبيا .
خرجت
ليبيا من حرب أهلية أشعلها القذافي بين أبناء الشعب الليبي ولم تنهض ليبيا
بعد من هذه الحرب ليورطها المجلس الوطني الانتقالي الاسلامي في دعم
المعارضة السورية والتي لم تتضح أهدافها بعد بمنحها الدعم المالي والسياسي
ومن القيم المالية التى نشرت إعلاميا مبلغ يقدر بمئة مليون دولار وقد مهد
ذلك لان يكلف النظام السوري اجهزة مخابراته بالعمل على ليبيا والتي تسلل
أفرادها عبر هجرة السوريين الذين سمح لهم المجلس الانتقالي بالتدفق دون
مراقبة او ضبط ولعلم الشعب الليبي .
هناك قرائن ودلائل على وجود مخابراتي
سوري فاعل على الارض الليبية يساهم في تحويل الارض الليبية الى ارض غير
قابلة للحياة ، ولا اعلم لماذا يتكتم حكام ليبيا على هذا الوجود السوري على
الارض الليبية مع وجود أفراد من أعوان النظام السوري تم القبض عليهم وهم
بكامل تجهيزاتهم ولا يدلل هذا التكتم الا على تورط حكام ليبيا في هذا الامر
.
- سرقة وتهريب أموال الشعب الليبي .
لأول
مرة في تاريخ ليبيا تهرب اموال الشعب الليبي بقيم ضخمة وأرقام فخمة ، وقد
ورد ذلك على لسان المسؤول الاول على اموال الليبيين وهو وزير المالية في
عهد حكومة الكيب ، وفي حين هذه التصريحات لم يندفع حاكم واحد من هؤلاء
الحكام غيرة على اموال هذا الشعب بل عم بينهم الصمت وكأنهم يتوجسون خيفة من
ان يتهموا بتهريب هذه الأموال مما يرجح تورطهم جميعا في تهريب اموال
الليبيين . كمااستولى بعض هؤلاء
الحكام على أرصدة لمؤسسات تتبع مباشرة للقذافي وعائلته لديها حسابات
مفتوحة في المصارف الليبية والخارجية فلم يتم تجميدها تحسبا لسرقتها بل
بقيت حسابات جارية ، استولى على بعضها اعضاء من المجلس والمكتب التنفيذي
وحكومة الكيب وبعض قادة الثوار وهى حسابات تحوى أموالا هى في الأصل اموال
الشعب الليبي استغلها القذافي لصالحه وصالح عائلته وهى حسابات معروفة يمكن
الثتبت منها حتى الآن عبر المصارف المحلية .
- تاسيس الأحزاب .
في
بيئة فارغة لا يحكمها اتفاق ولا يتحدد فيها آفاق قام المجلس بتأسيس
الأحزاب مما يعنى تأسيس لقوى متصارعة فيما بينها لعدم وجود نظام أساسي يحدد
لهذه القوى سبل أهدافها السياسية دون التعرض لليبيا وشعبها ، وهذا نتج عنه
كما نتج عن غيره تعطيل لليبيا وإدخال شعبها في نفق مظلم لايعلم متى سيخرج
منه
- رئيس المجلس الوطني الانتقالي الاسلامي .
للحقيقة
ان رئيس المجلس الوطني الانتقالي ، السيد مصطفى عبد الحليل نوايا طيبة
ووطنية ولكن أحاط به اصحاب النوايا الخبيثة من الذين كانوا معه في هذا
المجلس و ذلك لا يعفيه من المسؤولية لانه هو من جذب هذه النوايا الخبيثة
والنية الطيبة يجب ان تكون صادمة للنوايا الخبيثة وليست نية مجاملة
للنوايا الخبيثة .
( انتظروا الأجزاء التي تلي هذا الجزء مباشرة )
محمد علي المبروك خلف الله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق