بين حكومتين .. بين قطيعين
بقلم الأستاذ / محمد علي المبروك
يظهر
علينا أفراد من حكومة الغرب الليبي والمؤتمر الوطني ويظهر علينا أفراد من
حكومة الشرق الليبي ومجلس النواب بمواكب واستعراضات . فيعتلون صهوات . من
السيارات . ذات الدفع الرباعي المرفهة ، سيارت تبرق لمعانا محاطة بزجاج
محصن يرتكنون خلفه أماناً وحراس . يلبسونهم لباس . ويتبع ذلك ميزات حكومية
تمثلت في إقامات ومرتبات وغيرها وكأن ليبيا تعيش افضل حالات
استقرارها.وابلغ قمم ازدهارها. كل ذلك والشعب الليبي بين مهجر. ومختطف
ومسجون ومقتول ومنتظر لموته في عواصف االاخطار ،شعبا تتقاذفه الاخطار
.ويعيش في دوامة من إعصار. ويظهرون علينا برفاه وترفيه . بتأه وتيه . الا
يخجل هؤلاء ؟..الا تتوهج وجوههم حياء ؟.
ليبيا
بحاجة إلى حكومات كفاح .. حكومات جهاد وليس حكومات عارضة للأزياء وعارضة
للسيارات ، ليبيا بحاجة الى وطنيين وليس طامعين .. طامحين .. ليبيا بحاجة
الى ابطال .. الى رجال . وليس منفقون للمال . ينفقون عل مظاهرهم وحاضرهم من
اموال الشعب الليبي فيفتحون أنفاق من الإنفاق لأموال الشعب الليبي فبقدر
مافي الغرب الليبي من وزارات بموظفيها تؤسس حكومة الشرق الليبي وزارات
بموظفيها دون حرج لاهدار المال العام بين وزارات الغرب ووزارات الشرق ، عرف
عن مصرف ليبيا المركزي بتحمله لمسؤوليته الوطنية وعليه ان يترك مسؤوليته
الحكومية في هذا الظرف وان يتحمل مسؤوليته الوطنية فقط ويأخذ جانب الحياد
للوطن ولليبيا ويقوم بتجميد اموال الشعب الليبي الى حين رسو ليبيا على
حكومة واحدة ومجلس نواب واحد والبقاء على الصرف الضروري والعام كالمرتبات
والصحة والتعليم ، ليس من الرشاد ولا السداد ان تقسم اموال الشعب الليبي
الواحد على حكومتين .
لليبيا وشعبها الله تعالى والذي قدر ان تكون ولاية وملك الامر للمغامرين
والطامعين بحكم ليبيا ولو كان المقابل تقسيمها الى طرفين ومن ذلك ارتضت
حكومة الغرب الليبي ومؤتمرها ان يكونا حكومة ومؤتمر وطني في الغرب الليبي
مع وجود حكومة ومجلس نواب في الشرق الليبي وهو مايدلل حتى ببساطة تفكير الى
تقسيم ليبيا الى بلدين ببروز حكومة الغرب الليبي ومؤتمرها في غرب ليبيا،
ان قبول وزراء حكومة الحاسي وأعضاء المؤتمر الوطني العام بتشكيل كيان حكومي
في الغرب الليبي مع وجود كيان حكومي في الشرق مما يرجح في فكر كل شخص
تقسيما لليبيا يدلل حقيقة بان هذه الحكومة وهذا المؤتمر الوطني لا أهمية
وطنية لديهما .
يقابل
ذلك قيام حكومة الشرق ومجلس نوابها بتأسيس حكومة دائمة في الشرق الليبي
فبدل من العمل على استرداد الغرب الليبي و توحيد الجناحين في حكومة واحدة ،
كان السعي هو تكوين دولة ليبية في الشرق الليبي بإرساء مكون حكومي كامل في
الشرق الليبي ، وقبول حكومة الثني ومجلس النواب بتشكيل كيان حكومي دائم في
الشرق الليبي مما يرجح حتى ببساطة تفكير الى تقسيم ليبيا يدلل حقيقة بان
حكومة الثني ومجلس نوابها لا أهمية وطنية لديهما .
والذي
يحدث الآن بين حكومة الحاسي ومؤتمرها وحكومة الثني ومجلس نوابها كالذي
يحدث بين رجلين يتنازعان على امرأة حتى الموت فأما يقتلانها وأما يقطعانها
على جزءين وكل رجل يأخذ جزء من هذه المرأة مع موتها .
من
حماقات الحكومتين ، قيام حكومة الغرب الليبي بتعيين بعض المدراء لإدارات
، هذا البعض لايملك أدنى كفاءة لإدارة هذه الإدارات وكان صعبا على هؤلاء
المدراء ادارة إدارتهم بإتقان وكان سهلا عليهم قطع مرتبات العديد من
الموظفين مدنيين وعسكريين فقطعوا مرتبات العديد من الموظفين في القنوات
الفضائية والإذاعات المحلية الحكومية وبعض موظفي الوزارات والشركات
الحكومية والعديد من العسكر في وحدات المشاة والشرطة العسكرية وغيرها ،ومن
هذا الفعل بيانا للمقصد ، فالذي يقطع مرتب رب عائلة لعائلة لاتملك عيشا الا
بهذا المرتب هو قاصد ان يجعل هذه العائلة الليبية جائعة وحافية وعارية
ومتسولة ، وهذا
الظلم لعدد من العائلات الليبية شمل المذنب وغير المذنب في نظر حكومة غرب
ليبيا حيث ان قطع المرتبات طال حتى من لاعلاقة له بالطرف الخصم لحكومة
غرب ليبيا ، على سبيل الظن اوالشك فحسب .
وتتبع
حكومة الشرق الليبي اختها في الغرب الليبي في حماقتها ، فقامت حكومة
الشرق بتعيين مدراء لمؤسساتها الحكومية الجديدة على أساس القربى والصحبى
والحظوة من مجلس النواب والحكومة وذهب هؤلاء المدراء مذهب قرابتهم وصحابتهم
وحظواتهم بتوظيف أفرادا في مؤسساتهم على أساس القربى والصحبى والحظوة .
في
ليبيا الآن ، كارثتان متساويتان وبينهما الشعب الليبي وليبيا ، حكومة غرب
ليبيا.تنفق من اموال الشعب الليبي على طرفها المقاتل من فجر ليبيا وشروق
ليبيا وحكومة شرق ليبيا تنفق من اموال الشعب الليبي على طرفها المقاتل من
جيش الكرامة والشعب الليبي صاحب هذه الأموال بين القطيعين المتناحرين مهجر
او مقتول او مشرد او جريح او محبط او حزين ومقدراته ومرافقه ومنازله
وبيوته مهدمة او محترقة .
مثل هاتين الحكومتين ومجلسيهما لايعول عليهما الا .... والتعويل عليهما هو تعويل على التفريط في ليبيا وتضييع لزمن ليبيا .
محمد علي المبروك خلف الله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق