جلباب الثورة … بقلم الأستاذ / ناصر الدعيسى
بقلم الأستاذ / ناصر الدعيسى
حينما جاءت فكرة هذا المقال
تذكرت عبارة سياسيه قالها ” حمد باشا الباسل ” مناضل ليبي عاش فى مصر وشارك
فى ثورة ” 19″فى مصر قال . يا خوانا جلباب الآستقلال كبير . لكن جلباب
الثورة هو الآخر بحجم وطن ولكن نغمة الريادة وتدوالها المستمر كأسطوانة
مشروخه شكل شأن أخروكرهت الناس هذا النمط الشيفونى الجديد وهو الإقصاء
المخفى فى نظرية المؤامرة فكانت ريادة المدن وريادة الأبطال والضباط
الأحرار الجدد كل هذا أعطى لون آخر لهذا الجلباب الطاهر الذى تزين بدم
الشهداء الذين صنعوا الثورة . جاحد من ينكر أن شرق ليبيا هو أنطلاقة الثورة
وبنغازى هى التى أشعلت نارها حينما أسقطت كتيبة الفضيل الذراع العسكرى
للنظام .
وان مصراته صنعت ملحمة والزاويه كسرت العمود الفقرى للنظام
والزنتان والجبل فككوا أعمدة المعبد الذى تدمر فى طرابلس .
الريادة أصبحت
مزايده هشه لأن الليبيين جميعا شاركوا فى ثورة 17 فبراير بداية من الذين
قاتلوا الكتائب مرورا بالذين أسعفوا وأغاثوا وكانوا لوجستينيوا السلاح
والذخيرة وحتى العجوز التى صنعت خبز التنور فى الوديان والجبال والواحات ،
كل من كتب خطين فى النت وظهر فى الفضائيات وقفز لمكبرات الصوت فى الساحات
ومقدمة المسيرات وكل من سجن وأستلم الآلاف من الدينارات تعويضا عن السجن
وكل من جاء به سيف من المنفى وعاد له وعيه الغائب ومنحه كل شىء وكل من وضع
براميل وصنع بوابات وهميه هولاء هم رواد الثورة وطليعتها ولولاهم لما تحققت
الثورة أما الآخرين فهم تبع فقط كانوا نيام كأصحاب الكهف وتم إيقاضهم
ليساهموا فى الثورة .
نعم هناك رجال قاتلوا وأستشهد منهم كثيرون وجرح مئات
ولم يذهبوا لمشافى أوروبا وينهلوا من غنائم لجان العلاج وهم لم يحكوا عن
نضالهم لأنهم إعتبروا ما قاموا به لوطن وليس لغيره ، ولا يخرج من ذاكرتنا من إمتلئت بهم زنزانات مظلمه ودفعوا أعمارهم لكنهم لم يزايدوا بها يوماً وهى
محطة مُشرفه فى تاريخهم الوطنى .
هناك أقلام شريفه وقفت فى وجه القمع فى
سنوات الرصاص ولم تستعرض أمجادها بل لزمت الصمت لآن قناعتها أن هذا دورهم
ومهمتهم التاريخيه من أجل وطنهم وشعبهم فهم نخب منابره النظيفه ، وكى لا
نصاب بلوثة نكران الجميل ونحن أصحاب مرجعيه نضاليه صلبه فإننا نثمن عاليا
دور أولئك الرجال الكبار الذين قاتلوا مع عمر المختار من أجل حرية ليبيا
وأولئك الوطنيين الذين ناضلوا من أجل أستقلالنا ، نحترم عاليا تجاربنا
النضاليه من مجموعة أل 106 قوميين وبعثيين ، مرورا بكافة القوى السياسيه
الوطنيه التى وقفت فى وجه النظام ولم تهادن وحتى شباب المقاتله الذين
أرهبوا القيصر لسنوات وشهداء بوسليم الذين كانوا شرارة ثورة فبراير ،
الرياده للشعب الذى صنع أنبل ثورات التاريخ المعاصر أما جلباب الثورة فقد
أستوعب كل الليبيين عدا الذين تلطخت أيديهم بالدم ونهبوا أموال الشعب
وقتلوا الليبيين فى المنافى والسجون ومعسكرات الجيش وساحات الجامعات .
جلباب الثورة أبيض نقى من دنس كل من أراد لهذه الثورة أن تأكل أبناءها
وتحرق المراحل وتقفز لمربعات النار حتى يكفر بها شعبها الذى حلم بها أربعة
عقود ، جلباب الثورة هو صوفية أبن عربى . الموت بنزف الدم أعظم من الموت
بالدم العفن .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق