بُحّت الحناجرُ وجفت الأقلامُ
بقلم / د. فرج أحمد قرمان
بُحّت الحناجرُ وجفت الأقلامُ … وتربّعت فوق عقولنا الأوهامُ
نخْتلف و نتخالف ونكره بعضنا … فليس ثم بيننا ودٌ و ويئامُ
دماؤنا سالت وأعراضُنا إنتُهكت … وتلذذ بنقل أخبارنا الإعلامُ
ماذا نقول عن موطناً، يتقدمُ … من حوله، ونحن فيه نيامُ
الغدرُ والقتلُ تفشى بيننا … وكأنه في طبعنا الإجرامُ
العالمُ ينظر نحونا متعجباً … يا فرحة الجضران والأزلامُ
كيف بربكم سنبني موطناّ … وقد إستبد بساحاته الأقزامُ
لن نستكين ولن تضيع دماؤنا … فالسكون في هذا المقام حرامُ
قد نتفق أو نختلف لكننا في … الحق لن تُلهنا أنفسٌ وحُطامُ
نتوه في بحر السياسة ولا ندري … ماذا عساها تحملُ الأيامُ
على الشاشات نسمع ونرى … مُحللين يُحاورنهم لئامُ
بين متفائل ومتشائم والوقت … يمضي ولا ينتهي لهم كلامُ
معارك بالكلام يُحمى وطيسُها … فهذا بطيخٌ وذاك شمّامُ
وهذا فدرالي وذاك ضدهُ … وهذا فتانٌ وذاك لـمّامُ
وهذا علماني وإخواني يجادلهُ … والشعب محتقنٌ، فكيف يُلامُ
ما أنت يا شعبنا المسكين بفاعل … وأُسودك تقودهم أغنامُ
أغنامٌ إستأْسدت وأُسودٌ تنعّجت … فإلى أين تمضي بنا الأيامُ
والله إن لم تسري المحبة بيننا … ففي مزابل التاريخ لنا مقامُ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق