بعض مايجري
في مدينة بنغازي هذه الأيام
بقلم / محمد علي المبروك
حربا
هوجاء .. على مدينة النور والضياء .. بنغازي المدينة الأصيلة .. المدينة
الجميلة .. عواصف من نار وشهب ، تهب على العمران .. على الانسان .. فتحول
وقعها الى لهب .
اطفال
أنقى من قطر الندى . داهمتهم صدمات الفزع .. نساء وفتيات أصفى من ريا
الشدى . دبت فيهن موجات الهلع .. رجال وكهول عراقتهم نبضت صدى . هبت فيهم
ضربات الجزع .. قصفا يشتد .. دويه في الاحياء ضربا يمتد .. قصفا لايمسكه سد
.. لايهونه مد .. قذائف من نيران .. تخرق الجدران .. فتقتل عائلات او
أفرادا منها او تهجر عائلات ، تدك المباني والمنازل فتهتك واجهاتها وتحول
وجوهها الى قبح .. من بعد ملح .
مباني سلخت واجهاتها ومباني لم يبقى منها
الا الأعمدة الأسمنتية ومباني سوداء من شدة الحريق وكأنها قطعا ضخمة من
الفحم ومباني دكها القصف فتحولت الى ركام وسيارات محترقة لم يبق منها الا
هياكلها الحديدية ، هى عاصفة من حرب تهب .. على العائلات نارا ولهب ..
حربا يحرك هبوبها مايسمى بجيش الكرامة وما يسمى بمجلس شورى ثوار بنغازي ،
استنهض جيش الكرامة عصابات شوارع بنغازي لتسانده واستنهض مجلس شورى ثوار
بنغازي عصابات العقائد المنحرفة من المتطرفين ومع استنهاض الطرفين للمجرمين
فقد استفاقت بهذه الحرب خلايا الأجرام التي كانت نائمة في قاع مدينة
بنغازي من عصابات المخدرات والسرقة والقتل وخرجت هذه الخلايا المظلمة لتدعي
مساندتها لجيش الكرامة او مجلس شورى ثوار بنغازي وكانت هذه العصابات تتخذ
من هذه المساندة غطاء للسرقة والنهب والقتل .
اتخذ
الطرفان الطرقات والشوارع وسطوح المنازل في بنغازي ساحات للحرب . ومواقع
للرمي والضرب . كان جيش الكرامة يقصف حممه صوب المنازل والمساكن والتي تحصن
بجوارها او تمركز على أسطحها كتائب مجلس شورى ثوار بنغازي وكانت بالمقابل
كتائب مجلس شورى ثوار بنغازي تقصف حممها صوب المنازل والمساكن والتى تحصن
بجوارها او تمركز على أسطحها أفراد جيش الكرامة .
كان الطرفان لا يأبهان
ولايباليان لأمر العائلات الليبية والتى اندفعت اسرابا للفرار من القصف
العنيف على أرجلهم أوبسياراتهم يحملون ماخف وزنه وغلا ثمنه وهناك عائلات لم
تجد مخرجا للفرار من بيوتهم لوقوع بيوتهم في مرمى القصف فحبست في بيوتها
تصارع الفزع وتقتات على ماخزنت من طعام يسير وعائلات لحقتها القذائف وهى
تندفع فرارا فحولتها الى أشلاء وعائلات تقطعت بها السبل وهى هاربة فوقعت في
عصابات الأجرام فهتكت أعراضها وسرقت أموالها وحليها ، كان القتال بين
الطرفين شرسا عنيفا يبلغ حد الاحتدام.. يتصاعد الى صدام .
ولا يكتفي هذا
القتال الظالم بلفظ قتلى وجرحى بين الطرفين بل يطال منازل وبيوت السكان
ليدمرها ويوقع بينهم قتلى وجرحى وينتهى غالبا بتقدم ومكسب لجيش الكرامة
وانسحاب وخسران لكتائب مجلس ثوار بنغازي وما ان يتقدم جيش الكرامة حتى
تتقدم معه عصابات شوارع بنغازي وخلايا الأجرام لتحرق وتدمر وتنتهك وتستبيح
بيوت ومنازل عناصر كتائب مجلس شورى ثوار بنغازي وتهجر منها العائلات وكأنها
ليست بيوت ومنازل لعائلات ليبية فيحملونهم ذنب لا يحمله على هذه العائلات
المظلومة الا من كانت طبائعه من طبائع اهل الجاهلية وحجة الذنب هنا التي
لا يتحجج بها الا الحمقى وهى ان فردا من هذه العائلة او رب هذه العائلة
ينتمي الى مجلس شورى ثوار بنغازي او انصار الشريعة ، وهذا مبلغ السفاهة
ومحط الحماقة :-
- عندما يحمل الطفل الليبي وزر والده او أخاه لأنهما من انصار الشريعة او من ثوار بنغازي او لأنهما من الأعداء او الخصوم .
-
عندما تحمل المرأة الليبية في بيتها وزر زوجها او وزر أخاها لأنهما من
انصار الشريعة او ثوار بنغازي او لأنهما من الأعداء او الخصوم .
- عندما يحمل الكهل وزر ابنه أو وزر حفيده لأنهما من انصار الشريعة او ثوار بنغازي او لأنهما من الأعداء او الخصوم .
ماذنب
هؤلاء ؟؟ .. هل هناك طبيعة انسانية .. طبيعة بشرية سوية تعاقب أسرة كاملة
بجريرة فرد من أفرادها بحرق اوهدم بيتها اواستباحته اوتهجيرهم الا ان تكون
طبيعة بدائية لا تنتمي لدين ولا تنتمى لأي حضارة انسانية ، لم يقترف هذه
الانتهاكات الظالمة الحمقى من عصابات الشوارع والمجرمين فقط بل حتى الحمقى
من بعض جيش الكرامة ( أفرادا منه وليس كلهم ) ، ولا تكتفي عصابات شوارع
بنغازي والخلايا الإجرامية ببيوت ومنازل الاسر الليبية بل يطال شرها
المؤسسات العامة والخاصة التي نهبت وسرقت مافيها من أموال وسيارات ومعدات
وأجهزة وكل مايقع أمامها.
كانت أفعال هذه العصابات تؤجج الانتقام الأعمى في
نفوس أفراد مجلس شورى ثوار بنغازي الذين هدمت وحرقت منازلهم وبيوتهم وهجرت
عائلاتهم فكل شخص يعلمون انه يؤيد جيش الكرامة حتى بأفكاره وليس أفعاله
يقومون بإعدامه بالرصاص او بالذبح او قطع الرأس وهو إعدام لايطال أفراد
العصابات فقط التى هدمت وأحرقت واستباحت بيوتهم وهجرت عائلاتهم بل حتى
الأبرياء الذين خرجوا مع جيش الكرامة حماسا ولا فعل لهم بما يحدث في بنغازي
( اين كان مدفون هذا الشر .. هذا الأجرام الذي اصبح يتنفس في اجواء ليبيا )
.
ان حرق وتدمير واستباحة المنازل والبيوت وتهجير سكانها أمرا كأنه مدبر
في أعماق
هذا الحطام .. هذا الركام .. في باطن هذه المأساة الوطنية . لإطالة الحرب
وتفعيل مآسيها في مدينة بنغازي وباقي مدن ليبيا وهو امر يحرك روح الانتقام
ويؤجج الأحقاد ، فلا يوجد ليبي سيسامح اويصفح في هذا الامر الا باتخاذه
سبيل الحرب لمن دمر وحرق منزله اوبيته ولا أشك ان من حرق ودمر وهدم واستباح
منازل وبيوت عائلات مجلس شورى ثوار بنغازي او انصار الشريعة ومنازل وبيوت
الليبيين الآخرين هم مجرمون مأجورون دفع لهم حتى تشتعل الأحقاد بين أبناء
هذه المدينة العريقة وحتى لا تنتهى الحرب .
محمد علي المبروك خلف الله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق