العنوسة ليست تهمة أو عيبًا
فتاة عانس بنظرة عربية إلى المرأة فى المجتمع العَربى
خالد المصرى يكتب
اليوم السابع
ترسم كَلمة
المرأة صورة ذهنية لكائن خُلق من أجل كائن آخر لا حق له فى شىء إلا أن يكون جزءا
فى حياة رجل وفى رعايته لينتقل بعدها إلى حيازة رجل آخر ليكون جزءا له.
تُرى المرأة فى مجتمعنا العربى عَلى الأغلب على
أنها دمية صغيرة فى فاترينة رجل أعتنى بها وأنجبها ليأتى آخر يأخذها ويضعها فى
فاترينة أخرى يمتلكها، وإنصافًا نقول بأنه توجد نسبة كبيرة ينطبق عليها هذا الوصف
ليس الجميع.
المرأة فى مجتمعنا مخلوق جاء من أجل الإنجاب
ورعاية الرجل ومنزله وفقط، حتى أحقية المرأة وحقوقها وادعاء المرأة للمساواة،
بمنظورى المتواضع، ما هو إلا افتراء على المرأة، وأحيانًا كثيرة يكون من المرأة
نفسها أيضًا.
جلية تُرى الصورة فى تصوير المرأة التى تأخرت فى
سن الزواج وإطلاقه لقب العانس عليها، والمرأة نفسها تطلقه لنفسها، إن تأخرت فى سن
الزواج وتخاف منه.
إنصافا نقول بأن الزواج المبكر يحض الإسلام عليه
ويزكيه ومن الأفضل أن يكون الفرد حريص على أن يتزوج فى سن مبكرة، مع الأخذ بعين
الاعتبار أن هذا للرجل والمرأة، لذا فمن الإنصاف أيضًا أن كلمة عانس تطلق على
الرجل والمرأة، وإن كانت تعيب الرجل وقتها يمكن القول بأنها عيب المرأة.
لغويًا تطلق كلمة عانس بمعنى الثبوت، وعرفًا على
المرأة التى تأخرت فى سن الزواج والرجل الذى تأخر فى سن الزواج، ونقول بحكم العدل
أنك إذا طبقت الحكم بمفردات المجتمع على الآخرين فواجب أن تعطى الحكم صبغة واقع
المجتمع وما هو عليه.
فليس كل امرأة تأخرت فى سن الزواج بها عيب، أو
أنها امرأة غير صالحة أو حتى امرأة أقل من غيرها من النساء، وليست كلمة عانس فى
أصلها كلمة تعيب رجل أو امرأة.
ولكن
نقول بأن هناك امرأة رفضت أن تكون دمية ببيت رجل، أو حلة يزين بها داره وفقط، وأن
هناك امرأة أرادت أن تكون ذاتها أولا قبل أن تكون لرجل آخر، وأن امرأة عرفت بأن
لها الحق فى أن تنتظر وأن لها الحق فى أن تختار الرجل، الذى تعيش بكنفه ولأجله.
ليست من تأخرت عن الزواج هى المرأة العانس، بل هى
المرأة التى قبلت أن تدخل التفاعل البيولوجى مع رجل فى ظل معادلة المجتمع وبقوانين
الطبيعة لتكون أما تسعى للحصول على ظل رجل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق