حصحص الأمر كلنا مستبدين !!!

المختار الجدال
لقد حصحص الأمر وظهرت الحقيقة لم نكن نرغب في تحرير ليبيا ولم
نكن نكره القذافي لأنه طاغية العصر ولم نكن ننبذ نظامه القمعي الأستبدادي
ليس ذلك كله ما يهمنا ولم نخرج عليه في فبراير لأنه طغى وتجبر وعاث في
الأرض فساداً .
لقد حدث كل ذلك لأننا نحن أيضاً كنا نسعى لأن نكون طغاة لانه
كان يستهوينا الجاه والسلطان وحب المال ، كذبت علينا أنفسنا وصدقناها بأن
مايهمنا ليبيا ورفعنا شعارات كاذبة منها " مطلبنا الحرية " ونحن ننتهج الأستبداد وننعم في ظله .
مثلما كنا نصفق ها نحن نصفق ومثلما كنا نهتف ها نحن نردد نفس
الهتاف نؤايد الحكومة ونجتمع لنرسل برقيات التائييد ونستكر الأفعال المشينة
ضد حكومتنا على إنها أنتهاك للشرعية .
قلبنا الصفحة فسال حبرها دماً وتهجرت مناطق موالية وتنازعت
أخرى وغادر الوطن خائفين كُثر من هول الأنتقام وأخرين هاجروا الوطن فقط
لانهم كانوا مغرر بهم فتضخم حجم المعارضة في الخارج وزاد الخطر .
ونحن بدل أن نجلس مع أنفسنا لنتحاور ونستمع إلى أنفسنا لنفهم
بعضنا ولنتصالح مع أنفسنا ونحكم شرع الله ونطبق أخكام ديننا الحنيف أخذتنا
نشوة الأنتصار وزدنا غياً وغرور وتمادينا في التخوين والأقصاء .
كل ذلك من أجل أن نحكم كل ذلك من أجل أن تتسع السجون وتتوزع
في كل حي وشارع ، كل ذلك من أجل أن تزيد حجم المأساة وتتسع الهوة فيما بين
أنفسنا فنجد بيننا من يكره أخيه وأبن عمه .
مارسنا على أنفسنا كل أنواع القهر والظلم وعبودية الأنسان
لأخيه الأنسان أبن قريته ومدينته وأستبحنا أملاكهم وأموالهم وهو الأمر الذي
نهانا عنه الله عز وجل فنحن بأسم الدين تارة كفرنا أنفسانا وبأسم الدولة
المدنية خونا المتدينين وبأسم القانون همشنا القضاء.
فنحن هم نحن الذين خرجنا عن النظام ونحن هم نحن الذين أيدناه
فنحن الذين عارضنا ممارسات النظام في الخارج والداخل وهم نفسهم الذين
يعارضون الآن في الخارج والداخل مع أرتفاع في الأرقام.
والآن وطننا الذي أحببناه في مهب الريح تتقاذفه المصالح ،
ووطننا الذي أحببناه أزدهرت فيه مهنة حراسة السجون ففتح في كل شارع سجن ،
ووطننا الذي أحببناه مستباح بلا رقيب .
شكلنا أحزاباً ردئية الصنع يأتيها الدعم والمشورة من خارج
حدود هذا الوطن وأنشئنا جمعيات للمجتمع المدني من أجل الثقافة والسعى خلف
الظهور ، والشارع رضخ خوفاً من التخوين .
لم يعد لدينا رجال مخلصين يبكون هم الوطن تجمد فيهم الدم
وأصبحوا أحياء أمواتاً خاضعون خاشعون وأصبحنا لا نملك أن نقول كلمة حق
شجاعة في هذا الوطن المغتصب ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق