إذا تدخّل الناتو قريباً فى ليبيا فهل سيكون عدواً أم صديقاً ؟!
إذا تدخّل الناتو قريباً فى ليبيا
فهل سيكون عدواً أم صديقاً ؟!
بقلم المهندس / فتح الله سرقيوه
فى البداية أود أن أطرح
سؤالاً مُحدداً … لو أن الناتو فى 19/3/2011م لم يتدخل لمساعدتنا فى إيقاف
الرتّل المسلح المتوجه من المنطقة الغربية لدخول بنغازى بعد أن حاول
طيارونا بكل ما لديهم من إمكانيات ضربه قبل وصوله إلى مشارف المدينة
الصامدة المجاهدة حيث أستشهد البعض من الطيارين الأشاوس دفاعاً عن مدينة
بنغازى الحرة التى لا تقبل الضيم ..
أقول … لو أن ذلك الرتّل
المُدجّج بالأسلحة الثقيلة وصواريخ الجراد والآلاف من أتباع الطاغية ليبيين
ومُرتزقته دخل بنغازى وقضى على المقاومة المحدودة فيها وهرب من هم أمام
المحكمة إن لم يكن البعض منهم غادرها قبل ذلك الوقت .. فماذا سيكون مصير كل
من خرج على القذافى منذ اللحظات الأولى فى 17/2/2011م وربما قبلها حاملاً
سلاحاً أو سيفاً أو عصاً أو سكيناً أو حجراً أو قلماَ حيث كانت الأجهزة
الأمنية للنظام تُسّجل كل كبيرة وصغيرة ، وبعد ان يكون ذلك الرتّل قد طوّق
المنطقة الشرقية بكاملها بعد أن يلتف جزء من تلك الترسانة المُسلحة على
الحدود الشرقية إمساعد .. الجغبوب !!
تخيّلوا معى كيف ستكون
الأمور لو حدث ذلك ؟ لولا قُدرة الله تعالى على حماية الشعب الليبى الذى
سخّر له من يحميه بدعوات الطيبين سواءً بطلب من أبنائه أو نخوة من الناتو
كما كانوا يرددون من أجل حماية المدنيين لأنهم يعرفون من هو القذافى
ودمويته أكثر منا نحن أبناء الشعب الليبى أو حتى من أجل شئ نحن نجهله حتى
الآن فى تلك الفترة أو غير ذلك ، فهل تتوقعون أيها السادة الكرام ما هى نوع
الكارثة وضخامتها ؟ وكيف ستكون المذابح والمشانق والدماء والقتل وهتك
الأعراض ؟ وسيخرج من إختفوا فى بيوتهم من أتباع النظام ليتولوا نصب المشانق
لثوارنا وشبابنا ويهتفون (زيد تحدى) بينما أنتم كنتم لا زلتم تسترقون
السمع وتتابعون القنوات الفضائية لما يحدث داخل الوطن ، وهنا ستتعرض
منطقتنا الشرقية بالذات أو ( برقه ) كما يحب البعض تسميتها حيث أشار إبنه
بإصبعه الذى قُُطع المدعوا/ سيف الذى قال لأبناء برقه يومها لقد فتحنا لكم
طريقاً آمناً لتخرجوا منه ويقصد النزوح إلى أرض مصر ليستفرد هو ووالده
وأتباعهم بليبيا وخيراتها !
الحمد لله أن ذلك لم يحدث
وجعل كيدهم فى نحرهم فقُتل القذافى وإنتهى وتشرّدت عائلته فى دول الجوار
وألقئ القبض على أتباعه وهرب البعض خارج الوطن فما كانوا يدبّرونه للشعب
الليبى حدث لهم وهى قدرة الله تعالى ، ولكن هل نحن كنا فى مستوى الحدث ؟
وهل حمدنا الله على حمايته لنا وتسخيره لمن يُساعدنا ؟ وهل إستطعنا أن نعبر
بليبيا إلى بر الأمان ؟ وهل كنا أوفياء لثوارنا ؟ وهل كنا أوفياء لأبناء
الوطن الذين لعبوا دوراً إيجابياً بمجلس الأمن ؟ وهل إستوعبنا الدروس
المُستفادة مما حدث ودُبّر لنا ؟ هذه الأسئلة تحتاج إلى صدق وشفافية للرد
عليها بكل صراحة وتجرّد.
شهداؤنا اليوم لا شك أنهم
صدقوا ما عاهدوا الله عليه ونحسبهم عند الله شهداء فى نعيم الجنة لأن الله
يعلم خائنة الأعين وما تُخفى الصدور فمنهم من خرج على القذافى طالباً
للشهادة ومنهم غير ذلك ! ومنهم من فقدوا أطرافهم التى فقدوها من اجل الدفاع
عن الوطن ومنهم غير ذلك ! ومنهم من فُقُد فى الجبهات القتالية إلى يومنا
هذا ومنهم غير ذلك ! ومنهم من سلّّم سلاحه بعد تحرير ليبيا وإعتبر أن دوره
قد إنتهى وسيظل جاهزاً إذا نادى المنادى وهناك من أغرته الغنائم فرفض تسليم
السلاح حيث وجد المذاق لطعم الغنائم والأموال أفضل بكثير من إستقرار ليبيا
وأمنها فبدلاً من أن يُشارك فى حماية أمن ليبيا تحوّل إلى مصدر من مصادر
القلق والإزعاج وإرهاب أبناء شعبه ، فحمل السلاح لكى يحرق الغابات ويستولى
على الأراضى ويستبيح ممتلكات الغير ويسطو على السيارات ، فسبحان الله
فالفرق شاسع بين الأمس واليوم فماذا حدث لنا بعد الإطاحة بالقذافى ؟ وبعد
أن تحققت أحلامنا بعد عقود من الظلم والإستبداد.
اليوم أتوجه إلى أبناء
شعبنا العظيم وأقولها بصوت عال إحذروا فليبيا فى خطر أقولها ولم يُعرف عنى
الخوف ولا التردد يوماَ من الأيام فى قول الحق ، فالناتو الذى جاء يوماً ما
لمساندتنا ودعمنا وحمايتنا من أرتال وصواريخ وقنابل القذافى ومرتزقته من
الداخل والخارج .. ربما سيأتى مرة أخرى ولكنه هذه المرة سيكون فى مهمة غير
تلك التى جاء بها فى السابق لأننا ربما لم نفهم الدرس جيداً وتكرار طغاة
جدد فى ليبيا غير مقبول من قبل الأسرة الدولية حيث كان التخلص من طاغية
باهض الثمن ومن السهل عليهم القضاء على الطغاة الجدد قبل أن يستفحل الأمر
وتتحول ليبيا إلى عراق ثانية أو صومال أخرى ومن يقول أن ذلك لن يحدث أقول
له أن ذلك مُمكناً وما بين ومضة عين وإنتباهتها يغير الله من حال إلى حال .
وفى الختام أقول وبكل
شفافية وصدق مع الله ونفسى للساسة الجُدد إن الشعب الليبى لا تخفى عليه
خافية فلو انكم رجعتم للوطن من أجل الكراسى فها أنتم جميعاً على الكراسى
سواءً كرسى مؤتمر وطنى أو كرسى حكومة أو أى كرسى كان !! وإذا كنتم من أجل
المال فلا شك أنكم أكثر من إستفاد من أموال الشعب الليبى على مدار الأشهر
الماضية ولو كانت على هيئة مرتبات خيالية ومهام رسمية ! ولو كنتم من أجل
ظهوركم المكثف فى الإعلام فلم نعد نشاهد منذ أشهر إلا صوركم منها المقبول
ومنها القبيح الذى نكره مشاهدته ! وإذا كنتم أتيتم من أجل إيفاد أبنائكم
للدراسات بالخارج وأبقيتموهم هناك ولم يشاركوا فى تحرير الوطن خوفاً عليهم
فنحن لدينا أبناء كذلك نخاف عليهم أيها الساسة الجدد … فإننى أعتقد أن
نصيبكم كان نصيب الأسد فقد صدرت قرارات لأبنائكم من وزارة التعليم العالى
التى تتحكمون فيها ، فكان لكم ذلك قبل الثوار والجرحى ومن لهم الأولوية فى
الجامعات والمعاهد الليبية من الأوائل داخل الوطن … بالرغم من أن أبنائكم
لا زالوا بالخارج ولم يأتوا إلى ليبيا أصلاً كما كنتم أنتم خارج الوطن قبل
19/3/2011م ذلك اليوم المشهود الذى أتحدث عنه .
إرحمونا أيها الساسة الجدد
ولا تكونوا أنتم وأتباع الطاغية والزمن علينا وتُعيدون التاريخ من جديد ،
لقد تحمّلنا إستبداد القذافى وعائلته لأربعة عقود !! فكفانا خراباً ودماراً
وسُجوناً وحرماناً وتجهيلاً لهذا الوطن ولشعبه الطيب الذى لم يُسئ لأحد ،
لا لكم ولا لغيركم ولو كانت هناك إساءة لأى كان يتحملها ذلك النظام الظالم
المُستبد ومن كان يدور فى فلكه ، واستميحكم عذراً بأن أقول لكم … لقد كرهنا
كلمة تكنوقراط ! وكلمة يا دكتور ! وكلمة يا بروفسور ! وكلمة إنت إللى هناك
! لما رأيناه منكم من فشل ذريع فى التخطيط لتطوير ليبيا والنهوض بها
لتجتاز هذه المرحلة الخطيرة من إنعدام الأمن والأمان ونهب الأموال .
ولعمرى أننى أشاهد القوى
الغربية وهو تتكالب علينا كتكالب الأكلة على قصعتها لنهب ثرواتها بإرادتنا
أو بدونها ومن تكون الأولى ولها السبق فى الدخول إلى ليبيا بسبب تصرفاتكم
الرعناء ومؤتمركم الفوضوى الإنتهازى وحكومتكم النائمة فى العسل حتى تأتى
القوى الغربية لجذب الغطاء من فوقها وتقول لها (GOOD MORNING)
ألا تتوقعون أن ذلك يمكن أن يحدث فى أى لحظة ، ويومها سيكون لنا لقاء أيها
الساسة الجدد يا من أوصلتم ليبيا إلى غرفة العناية المركزة وأنتم تعلمون
مدى إنهيار الوضع الصحى فى ليبيا . فهل من رجل رشيد يمسك بزمام الأمر ولديه
الإرادة والمبادرة لإنقاذ الوطن قبل أن نهلك جميعاً ؟.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق